٭٭ تنطلق اليوم الجمعة الرابع من مارس فعاليات البطولة القومية الكبرى فى السودان وهى بطولة دورى الدرجة الممتازة وتأتى عظمة هذه البطولة فى أنها تسمى الأبطال الذين يمثلون السودان فى البطولات الأفريقية والعربية والاقليمية « سيكافا » . وكما هو معروف فان الدورى الممتاز يحظى بالاهتمام الكبير حيث يتابعه كل المهتمين بمنشط كرة القدم فى السودان، غير ذلك فان هذه الدرجة « الممتازة » أصبحت حلما وطموحا لكافة الأندية فى السودان حيث يعمل كل منها على الوصول اليها لما فيها من أضواء واهتمام ونجومية وفوائد فنية وادارية ومالية. ٭٭ تتكون الدرجة الممتازة من أربعة عشر ناديا تمثل خمس ولايات وتتفرد الخرطوم فى أن لها ستة فرق هى «المريخ - الهلال - الموردة - الخرطوم - الأهلى - النسور» ثم ولاية الجزيرة ولها ثلاثة فرق «النيل الحصاحيصا - الاتحاد - جزيرة الفيل » وولاية البحر الأحمر « حى العرب - الهلال » نهر النيل « الأمل عطبرة - أهلى شندى» وجنوب كردفان « هلال كادقلى » ولهذا فهى تكتسب صفة القومية على اعتبار أنها تتمدد على كل مساحة السودان كما أن التنافس فيها يجمع بين كل أندية القطر. ٭٭ تنبع أهمية البطولة الممتازة من كونها النواة الحقيقية التى تفرز نجوم المنتخب الوطنى هذا غير أنها تحدد أبطال البلد الأربعة حيث ينال الأول الميداليات الذهبية ويمثل السودان فى كبرى بطولات القارة فيما يلعب الثانى فى بطولة كأس الاتحاد الأفريقى هذا فى الحالات العادية « غير التى نعايشها الأن حيث نمثل بأربعة فرق بسبب القفزة الكبيرة المتمثلة فى وصول المريخ والهلال لمراحل متقدمة فى بطولة أفريقيا للأندية الأبطال ». ٭٭ من ايجابيات هذه البطولة أنها تربط بين كل ولايات السودان وتجسد القومية كما أنها تسهم بقدر كبير فى انعاش الوسط الاجتماعى خاصة فى الولايات حيث تشكل مبارياتها برنامجا خاصا ومهما هناك خاصة عندما يلعب طرفا القمة فى احدى المدن الولائية اذ يشكل وجودهما فى المدينة المعنية حدثا لافتا ، أما أبرز عيوبها فيتمثل فى تأييد وانحياز معظم المشجعين للمريخ والهلال على حساب فريقهم الولائى وهذا ما جعل هناك اضعافا للفرق الولائية وجعلها الأكثر تعرضا للهبوط من المنافسة. ٭٭ بطولة الممتاز هذا الموسم تنطلق فى ظروف استثنائية خاصة بعد التوقف الطويل للنشاط والذى امتد لأكثر من ثلاثة شهور اذ أن اخر مبارة جرت كانت فى الثالث والعشرين من شهر نوفمبر الماضى وجمعت بين المريخ والهلال فى نهائى كأس السودان وحقق فيها المريخ الفوز بهدفى « هنو - راجى » بعدها توقف اللعب الى أن جاءت فعاليات نهائيات بطولة الأمم الأفريقية التى انطلقت فى الرابع من فبراير واستمرت حتى الخامس والعشرين منه وكل ما نتمناه أن يكون نجوم الممتاز قد استفادوا من البطولة الأفريقية خصوصا فى الجوانب الفنية. ٭٭ وكما هو معلوم فقد ظل الثنائى المريخ والهلال يتمسكان بمنصب القيادة وظل التنافس محصورا بينهما على الفوز بالبطولة دون أدنى منافسة أو مضايقة من الفرق الأخرى والتى عادة ما يكون هدفها هو المحافظة على البقاء فى الدرجة الممتازة ونتمنى أن يأتى طموح بقية الأندية هذه المرة كبيرا وعاليا وننتظر منافسا ثالثا ورابعا وخامسا لطرفى القمة وحتى تثبت الأندية قوتها وجديتها فلابد من ان تمارس الجرأة والشجاعة وتجتهد فى الحاق الهزيمة بالناديين الكبيرين حتى يزول الاعتقاد السائد وهو أن الفوز دائما من نصيب المريخ والهلال وأى نتيجة غير ذلك تعتبر مفاجأة وهذا ليس مستحيلا ولا صعبا ان كانت هناك عزيمة واصرار وتحكيم نزيه فقد تعودنا أن يلجأ الحكام لمجاملة طرفى القمة والاجتهاد من أجل أن يخرج كليهما فائزا حتى وان كان لا يستحق، وكل ما نرجوه هو أن يحرص الاخوة الحكام على فرض العدالة واعطاء كل الفرق حقوقها كاملة . ٭٭ كما هو معتاد فان المنافسة فى الممتاز ستكون حادة ومتنوعة بين أنصار فريقى القمة حيث « يحلو النقاش بينهم » على تفاصيل البطولة منذ بدايتها وحتى نهايتها فى « عدد النقاط - الأهداف « قوة الهجوم » - الهداف - الدخل - اللعب النظيف - ضربات الجزاء التى تحسب لكل منهما - نظافة الشباك « صلابة الدفاع » وهذا ما يجعل الاهتمام يتضاعف وسط القاعدتين حيث تحظى مباريات المريخ بمتابعة وتجد اهتماما كبيرا من الهلالاب والعكس لدرجة أن المريخاب مثلا يفرحون لتعثر الهلال أكثر من فريقهم فيما نجد الهلالاب مثلا يغضبون عندما يحقق المريخ الفوز . ٭٭ تعتبر بطولة الممتاز بمثابة « سوق » للصحف الرياضية اذ ينتعش التوزيع وتمتلئ خزائن أصحاب الامتياز أما بالنسبة للصحافيين فانهم يجدون المادة الخصبة حيث تنتج البطولة الأفكار وتمنح كتاب الأعمدة مساحة كبيرة للتناول فى شتى المناحى. ٭٭ انها بالفعل البطولة العظمى والكبيرة لأن أثرها قوي وتحمل فى باطنها الكثير والمثير وان كان لنا ما نذكر به فهو أن كرة القدم تقوم على ثلاث قواعد هى « نصر - خسارة - تعادل » وليس فيها فريق كبير على الهزيمة كما أن الفوز فيها مطلوب وعادى والهزيمة فيها ليست عارا ولا فضيحة ولا هى كارثة كما يعتقد بعض المتعصبين.