في ظرف ثلاثة أسابيع من تعيينه؛ قال الفريق أبوشنب، معتمد الخرطوم إنه (قطّع) ثلاثة أحذية خلال جولاته الميدانية على المحلية.. في ظرف يومين فقط من أول أمس يكاد يكون أي مواطن يستخدم المواصلات العامة (قطع 3 أحذية) بسبب الجري والبحث عن المواقف الجديدة، ولا ننسى أن جري المعتمد عبر سيارة يقودها سائق مخصوص، وجري المواطنين على أرجلهم في نهار يمزق الأحذية قبل انتعالها. منذ تطبيق ما أسماه معتمد الخرطوم إعادة هيكلة مواقف المواصلات؛ تشهد ليس الخرطوم وحدها، وإنما أيضاً بحري وأم درمان بركة في حركة سير العربات والمواطنين.. ازدحام في كل الشوارع وتكدس للعربات وبدلاً من فتح الطرق حسب مبررات المحلية للإجراء، أصبحت كل الشوارع مغلقة تماما. المواطنون عبروا عن استيائهم الشديد بهذه الخطوة، ونفذوا أن تكون تنظيمية لأن ما حدث بالفعل زاد من المعاناة من أزمة المواصلات وعدم معرفة المواقف المخصصة لكل منطقة. أول أمس وقفت الحركة تماماً في شارعي السيد عبد الرحمن والملك نمر لعدة ساعات، لأن توقيت تنفيذ الخطة نفسها خطأ اذا كانت توجد ضرورة أصلاً لتنظيم المواقف هذه الأيام وبسبب قرب عيد الأضحى وحركة الناس في الأسواق؛ بالضرورة تزدحم الشوارع وتحدث أزمة في المواصلات، لذلك كان الأجدى أن تبدأ المحلية عملية التنظيم هذه أيام عطلة العيد؛ حيث تكون الخرطوم فارغة تماماً من المارة بلا موظفين ولا حركة قادمين من الولايات الأخرى.. كان هذا هو التوقيت المناسب لتنظيم مواقف المواصلات. المشكلة ليست في الازدحام وحالة الفوضى التي تسبب فيها قرار المحلية بتنظيم مواقف المواصلات وفتح الشوارع لأنها ستنتهي في فترة وجيزة بمجرد استقرار المواقف ومعرفة المواطنين لمواقعها.. المشكلة الأساسية تكمن في عدم التخطيط.. عندما أنشأت المحلية موقف كركر واحتفلت احتفالاً ضخماً، كلف ملايين الجنيهات؛ أعلنت المحلية أنها تهدف الى تنظيم حركة المرور وتفريغ السوق العربي من الزحام.. احتفلت المحلية رغم الأخطاء الكبيرة والواضحة في الموقف، وعندما كتبنا عنها غضب المعتمد وكان يعتقد أننا نقف ضد نجاحاته.. وبنفس ما يحدث هذه الأيام كان المواطنون وكبار السن يدعون على كل من أسهم في تحملهم مشقة المشاوير الطويلة. هل المعتمد الجديد الفريق أبو شنب ينفذ سياسة سلفه نمر في تغيير المواقف، أم أنها أولى برامجه؟ في الحالتين نعتقد أنه أخطأ. فما كل ما وجده من برامج غير منفذة تصلح للتنفيذ الفوري بل تحتاج أولاً الى إعادة تقييم.. أما اذا كانت أولى برامجه فهي مشكلة كبرى. تغيير مواقف المواصلات العامة يجب ألا يخضع للمزاج بل هو جزء من إستراتيجية الولاية وليس المحلية.. انظروا الى الدول حولنا أو في كل العالم إن كانت هناك دولة كل عام تغير من مواقف المواصلات العامة بحجة التنظيم. التغيير