ختمنا مقالاً سابقاً عن جامعة أمدرمان الأهلية اثناء الإحتجاجات الأخيرة والتي كانت لأسباب موضوعية تتعلق بالبيئة الأكاديمية والإدارية، وقلنا وقتها بأن من حق الأهلية بيئة دراسية صالحة وادارة فاعلة وسمعة طيبة ونشاط طلابي مثمر كما عهدناها..!! . واليوم نعود لنلقي الضوء على هذه الجامعة العملاقة رائدة التعليم الأهلي في السودان، ولا سيما وهي تتميز عن باقي الجامعات السودانية بإرتباط خريج الاهلية بجامعته حتى بعد تخرجه، وظل الإنتماء لهذا الصرح ملازما له اينما كان، وعليه نتمنى ان يعود ويلتفت مرة أخرى خريج هذه الجامعة ويلقي عليها نظرة حتى يعرف ماذا يدور بداخلها..!! . لماذا لم تتطور الجامعة الأهلية؟ هو سؤال مشروع ربما حين نصل لإجابة مقنعة نكون قد وصلنا لطريق التطوير الحقيقي، فهذه الجامعة ليست ملكا لأشخاص أو شركات تجارية، وإنما هي ملك للمجتمع السوداني بأكمله، ومن حقهم معرفة كل صغيرة وكبيرة عنها، لان مؤسس هذه الجامعة وعرابها الراحل المقيم الدكتور محمد عمر بشير له الرحمة والمغفرة صممها قبل 30 عاما لتصبح منارة للتربية الوطنية ومصنعا لقادة الوطن في كل المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والإعلامية.. الخ.. فكان له ما أراد والان خريج الاهلية هو من أميز الكوادر في كافة المجالات وبشهادة الجميع..!! . خلال الشهر الفائت شهدت الجامعة إضرابات وتوقف عن العمل وإحتجاجات ورفعت هيئة الاساتذة مطالب مشروعة تمثلت في إصلاح إداري ومالي شامل، وطالبت بكل وضوح بإقالة مدير الجامعة الحالي والمدير المالي ، وفي تقديرنا هيئة الاساتذة ومنذ أن كنا طلابا هي أدرى بشعاب الأهلية، ونحن نثق تماما في هذه الهيئة وهي السند المستمر للطالب، وطالما طالبت بإصلاح إداري ومالي، فقطعا الجامعة تحتاج لهذا الإصلاح، ولا ننسى فهيئة الأساتذة تضم كوادر وخبرات قل ما تجدها الان في مؤسسات التعليم العالي فمعظم الكوادر هاجروا وهم يحملون درجة الدكتوراه والاستاذية ليخدموا شعوب أخرى وشعبنا في أمس الحاجة لخبرتهم وعلمهم، ويبدو ان هناك فعلا عقبات موضوعية تقف أمام تطور هذه الجامعة ولا يخفى على الجميع ما شهدته من تدهورفي معظم المناحي الادارية والمالية وانعكاس هذا التدهور على نشاط الطالب وتحصيله الأكاديمي وهنا مربط الفرس..!! . ماذا حدث داخل الجامعة وأين وصلت الإصلاحات المطلوبة وبأي درجة تم إزالة العقبات، بعد الإضراب الذي شهدناه مؤخرا، والذي ساد بعده هدوء عميق.. هل ياترى هو الهدوء الذي سيسبق العاصفة، أم هو هدوء من أجل الإصلاح والتطوير، فالجامعة الاهلية بكل وضوح تحتاج لمدير يحمل مواصفات القائد الحقيقي وليس مدير من حملة الشهادات العلمية الأكاديمية، فالأهلية ليست جامعة ربحية خاصة وإنما هي مؤسسة وطنية تربوية شاملة ويجب أن تنطلق أي إدارة من هذا المبدأ، ولنا عودة بعد أن نستبين ماذا حدث؟.. ودمتم بود الجريدة [email protected]