بسم الله الرحمن الرحيم تداوَلَ روّاد مواقع التواصل الاجتماعي طرفة امرأة سودانية سمعت بنبأ تعويضات الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للحجاج الجرحى بمبلغ 500 ألف ريال. فاتصَلَت على زوجها الموجود في الحج وقالت له: (هسي قلت لي.... حجر ساكت ما جاك في رأسك الكبير ده؟!). الطرفة بقدر ما تعكس اهتمام الزوجة بالمال أكثر من صحة زوجها، بالمقابل تعكس تمنيات البعض بأن يكونوا جزءً من تلك الحادثة للحصول على مبلغ التعويض الكبير . والشعب السوداني له كل الحق في أن (يتهَجِم) من مبلغ التعويض الكبير؛ فثقافة (التعويضات ) في السودان عند المحن والكوارث تكاد تكون صفراً كبيراً، وفي كل المصائب التي تحدث للمواطنين في السودان لا تقوم الحكومة بدورها على الإطلاق في التخفيف من المصاب ومعالجة الإخفاق ورفع الضرر وتعويض الضحايا . وظل الحال كما هو منذ أحداث الإثنين الأسود وما تلاها من قصف إسرائيلي ودخول قوات حركة العدل والمساواة أمدرمان وضربة اليرموك وأحداث سبتمبر و... حتى السيول والفيضانات والكواراث الطبيعية عجزت الحكومة عن تقديم العون أو دعم الضحايا أو تخفيف الضرر، ولن نتحدث عن الإغاثات التي تأتي من دول الخليج ويُعرَض بعضها للبيع في سوق ليبيا قبل أن تجف مياه الأمطار. وتظل ثقافة التعويض ورفع الضرر مرتبطة بتعريف الحكومة لمفهوم الضرر الذي أصاب المواطن، في الكوارث والفيضانات تخبرنا الحكومة أنها أمطار خير وبركة، وعند التفلتات الأمنية تعتبرها الحكومة (فرصتك يا بلالة) لكشف عورة الحركات المسلحة، وعند الهجوم الخارجي تكون أمريكا وإسرائيل قد دنا عذابها حقاً.... وهكذا تستعير الحكومة المواقف لترقيع عجزها. ليت حكومتنا تتعلم من الحكومات الأخرى ثقافة جبر الكسر والخاطر معاً؛ فسقوط رافعة الحرم وبقدر ما صَاحَبَها من مشاهد مؤثرة لمنظر الأشلاء والدماء، ولكنها حملت حسن الختام لنفر كريم مما جعل الكثيرين يغبطونهم على شرف الوفاة في أطهر بقعة وأعظم موقف وأبرك ساعة وهم يسبحون ويطوفون ويلبون ويقابلون ربهم وهم محرمين بجانب بيته الحرام، يا لها من رافعة ويا لها من ميتة تُشَدُّ لها الرحال!. رافعة الحرم رافعة السرور، الموت تحتها شهادة في أطهر بقعة، والنجاة من تحتها حياة مختلفة بنكهة مليارية. خارج السور: حملت الأنباء رفض المواطن السوداني المصاب للتعويضات الملكية، إن صح ذلك الحديث فنحن شعب نعشق (المشاترة ) وارتداء مواقف لا تناسب الأحداث، فإن كنت عزيزي السوداني في غنى عن تلك الأموال خذها وتصدق بها للفقراء والمحتاجين في وطنك الذي لا (يُعوَّض)!. *نقلا عن السوداني