بعض المريخاب انتقدوا حضور السيد الامام المهدى مبارة الهلال امام سموحة المصرى ، وبعض اهل الهلال اتخذوا موقفآ ايجابيآ من المهدى لحضوره المناسبة ، لست من المتابعين للشأن الرياضي بما يكفى ،و لكن ، إجازة العيد كانت فرصة لمتابعة مباراتين كان طرفهما فريقا الهلال والمريخ ، وهما فريقا القمة فى بلادنا ، الألاف من السودانيين ومن مختلف الفئات الاجتماعية يشجعون الفرقتين ، كانت الاجازة سانحة تابعت فيها مباراة المريخ ضد مازيمبي ومباراة الهلال ضد الإتحاد الجزائري ، قبل مباراة المريخ لم أفهم تهكم بعض مشجعي فريق الهلال وتمنياتهم بهزيمة فريق المريخ ، وبعد فوز المريخ بهدفين مقابل هدف لمازيمبي إزدادت سخرية مشجعي الهلال من فريق المريخ ،وأكثر ما علق بذهني تعبير (فوز ملغوم ) ، كان صادماً خروج بعض مشجعي المريخ للشارع معبرين عن فرحة ( بليدة ) بهزيمة فريق الهلال من الاتحاد الجزائري ، ربما مفهوم في ظل التنافس الداخلي أن يحتدم الأمر ويتجاوز مفاهيم الروح الرياضية احيانآ إلى مستوى فوضوي مخدوم إعلامياً ، كأن يتعدى ذلك التقييم الفني والنقد إلى مسائل غارقة في خضم شخصنة الفوز والهزيمة ، أما أن يكون نفس السلوك مقبولاً في مثل هذه الحالات التي تمثل فيها الفرقتين البلاد بأسرها فهذا مرفوض وطنياً وأخلاقياً ، ولايمكن بحال أن يساهم في ترقية النشاط أو الحراك الاجتماعي المطلوب والمنتظر من القطاع الرياضي ، ذلك ان الرياضة واحدة من أهم النشاطات الاجتماعية التي تستأثر باهتمام قطاعات واسعة من المجتمع وبالذات الشباب وهم الأكثر تأثيراً في تشكيل مستقبل البلاد والحفاظ على ديمومة التطور الذى يحافظ على الدور الايجابى للمؤسسات الرياضية ، وهى أحد أهم و اكبر تجمع لمؤسسات المجتمع المدنى لبناء علاقة موضوعية توظف طاقة الشباب لاضفاء قيمة مضافة على السلوك اليومي للرياضيين و المشجعين في البيت والشارع والمدرسة ومكان العمل ، اضافة الى تنشيط الادراك الذاتي لفعل طوعي خلاق يسهم في تطوير وبناء المجتمع المتحضر ، ما حدث من مشجعي الفريقين وممن يقفون خلفهم يتجاوز المشاحنة والاستفزاز لما يمكن اعتباره مخالفة للقانون وللنظام الاجتماعي الرياضى، أخر الاحصاءات الرسمية في السودان تؤكد وجود ( 582,000 ) شخص يعملون في القطاع الرياضي ، عدد الأندية ( 17,460 ) نادي مسجل ، الإتحادات ( 1,710 ) إتحاد مسجل ، إداريون ( 19,170 ) هذا في منشط كرة القدم فقط ، رسمياً يوجد ( 29 ) نوعاً من الرياضة ابرزها ، كرة القدم ، الطائرة ، الأسكواش ، الشطرنج ، الجمباز ، ، الهجن ، ،الريشة ، الجودو ، المصارعة ، الهوكي ، السباحة ،العاب القوى ، الطاولة ، الكاراتيه ، تايكوندو ، الملاكمة ، الفروسية ، الرماية .. الخ، هذه المناشط تستقطب اهتمام حوالى (60%) من المواطنين ، ينشط ويعمل فيها حوالي ( 700,000 ) سبعمائة ألف شخص بين ادارى و اعلامى و لاعبين ، ان مشاهد الأيام السابقة تشير الى فشل كبير في الاستفادة من هذه الطاقة الضخمة ، لا سيما وأن هذا النشاط ممول ذاتياً ولا تساهم الحكومة في دعمه ماليآ ، لا شك فى أن متلازمة الفشل ضربت عميقآ كل القطاعات و القطاع الرياضى ليس استثناء، وأن حالة الانسداد السياسي هي اكبر دليل على ذلك ، فحال احزابنا السياسية حاكمة ومعارضة لا يختلف عن حال الهلال والمريخ ، وان مظاهر التنفيس السلبي هي تعبير عن حالة الاحباط واسقاط الانفعالات المكبوتة في غير ما مكان ، و كيفما اتفق، ما يخدم البلاد ليس احراز البطولة بقدر ما يقدمه الفائز من قيم تربوية وحضارية تبدأ من المدرجات ، الا توجد خطة او رؤية للعمل الرياضى ،؟