تواصل سلطة الخرطوم الاجرامية سعيها المحموم لعقد مؤتمرها للحوار المحدد له العاشر من هذا الشهر, رغم ان كل الدلائل تشير الي عدم مشاركة قوي المعارضة بما فيها الحركات الثورية في ذلك الحوار اذاء اصرار السلطة علي عدم تهيئة الظروف المناسبة للحوار. قوي المعارضة وضعت شروطها للمشاركة وهي باختصار توفير مهيئات الحوار نفسه, والظروف الديموقراطية, فك صراح المعتقلين السياسيين, وقف المواجهات العسكرية, ايصال المساعدات الانسانية للمناطق المنكوبة, الغاء الاحكام الجائرة التي صدرت ضد قياداتها. رفضت السلطة هذه المطالب بحجة امكانية مناقشتها اثناء الحوار, وانه لا يجوز وضع شروط مسبقة للحوار. في واقع الامر, واذا نظرنا قليلا للوراء, نجد ان السلطة قد قبلت كل المطالب, بل ووقعت اتفاقيات دولية اعلنت فيها التزامها بتنفيذها كاملة بما فيها احترام حقوق الانسان والديموقراطية ونبذ الحروب ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين والتبادل السلمي للسلطة. كذلك جاء الالتزام بالنهج الديموقراطي وتوفير الحريات واحترام حقوق الانسان وتوفير السلام والتبادل السلمي للسلطة في كل الاتفاقات التي وقعتها سلطة الانقاذ مع قوي المعارضة المختلفة, نذكر منها اتفاقية نيفاشا وابوجا وسلام الشرق والخرطوم والقاهرة. ويؤكد الرئيس في لقاءاته سعيه الجاد بتنفيذ جميع الاتفاقات التي وقعتها حكومته، والالتزام بإعادة الإعمار وايمانه بنهج الحوار, وبالعمل الجاد لتأسيس مبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الانسان. وفوق ذلك جاء الالتزام بهذه الحقوق في دستور عام 2005 والذي وضع في عهد الانقاذ. معني ذلك ان السلطة ملزمة اولا بتطبيق ما التزمت به في الدستور وفي الاتفاقيات التي وقعتها مع قوي المعارضة المختلفة. وهذا لا يحتاج لنقاش وقعدات من اول وجديد. الواقع يبرهن ان الانقاذ لا تتقيد باتفاقيات توقعها ولا بدستور تضعها هي بنفسها. وماذا ستكون مخرجات الحوار اذا جاء بما لا تشتهيه سفن الانقاذ؟ سلة المهملات لا شك. سلطة الانقاذ ستجبر اليوم او غدا للانصياع لقرارات مجلس السلم والأمن الأفريقي رقم (539) وتجلس مع المعارضة في اديس ابابا لتتحاور حول مستقبل البلد, وقد لحست قراراتها بشأن الحوار الداخلي. القيادات الثورية تدري كيف تضع الخطط العلمية المدروسة لعملها، وتفرق بين الاهداف الاستراتيجية والاهداف التكتيكية المرحلية، والاستفادة من المكاسب المرحلية التي تنتزعها الحركة الجماهيرية, حتي تتمكن في النهاية من اسقاط النظام. ان القيادات الثورية علي وعي تام بان ازالة النظام الديكتاتوري الفاسد والرمي به في مزبلة التاريخ سيتحقق عبر انتفاضة شعبية عارمة تعم كل السودان في مدنه وقراه, تشارك فيها جماهير الطلاب والعمال والمزارعين والمشردين وجيوش العطالي والجوعي. فلتتواصل تعبئة الجماهير ومخاطبتها في اتجاه الانتفاضة العارمة يوميا وحتي يتحقق النصر ويشيد السودان الديموقراطي الحر. [email protected]