حوارات و افكار حسن الطاهر زروق (1916-1980) بقلم:محجوب عمر باشري (2-3) يتأكد عنده أن النظام المطلق الذي لا يأتلف مع الجماهير بل يصوغ الإنسان مجرداً من الإحساس والشعور والإرادة هو إغتيال للحياة. و ينقل إلي بورتسودان, و هناك يتعرف إلي شاب إنكليزي اسمه روجرز تطوع في الجيش و ترك دراسته في أكسفورد إبان الحرب العالمية الثانية فيزوده بمؤلفات تولستوي و أندريا جيد فينكب عليها و يتقدم منها إلي ديستويفسكي. و قد أصبح كبير العائلة معه شقيقاته و أبناؤهن و هو الوالي المسؤول.. حلقاته ثقافة و علم و موسيقي معه أصدقاؤه القليلون و ينقل حسن في أوائل عام 1946 إلي العاصمة و العراك السياسي شديد, و حسن في إنتمائه كان لا يري غير مؤتمر الخريجين تنظيماً و لكن المؤتمر قد نفذ إلي جوفه الشقاق و احباب الأمس و أصدقاء الطفولة والشباب تنكروا إلي تلك العلائق و إنفضوا و كانه لم يكن بين الحجون إلي الصفا أنيس و لم يستنر سامر, خربوا بيوتهم بأيديهم و بأيدي المؤمنين.. لم ير حسن إلا أن ينضم إلي الإتحاديين, و لكن الإتحاديين إنشقوا شق النوي و إنشطار الذرة. إنفجرت قواهم, و فكان منهم الإتحاديون الأحرار و الإتحاديون الأحرار جعلوا من أنفسهم أولاً و ثانياً. إستطاع حسن أن يغزو دنيا السياسة, و دخل في وفد السودان الذي ذهب إلي مصر و كتب مقالاً في صيف عام 1947م في جريدة البلاغ مندداً بالإستعمار وهو مدرس, فلما عقد له مجلس تأديب قضي بفصله. تقدم للمدرسة الأهليه و رئيسها عمر إسحق فقبلته في حناياها. و بدأ يكتب و يدافع عن الإستقلال فما كان من السلطات الإستعمارية إلا أن حرمته من العمل بالتدريس. و تحقق الإستقلال و دخل حسن أول برلمان سوداني في ممثلي الخريجين و باشر كتاباته في جريدة الصراحة و كان قبلها يعمل في صحف لا تتفق مع مبادئه كالوطن و السوداني, تحسباً للقمة العيش. و انتهي البرلمان عام 1957م و خرح حسن يبحث عن قوته, فلا طريق للقوت حينذاك فعمل فترة في جريدة الزمان في عام 1958م. و كانت السلطات أبعدته فإختفي حتي قيام ثورة أكتوبر وكتب عدداً من القصص القصيرة و ترجم بعض الكتب. و أنتخب مرة أخري في برلمان 1965م و لكن أبعد مع اليساريين. و جاءت ثورة مايو فإستبشر و عمل و لكن هاجر بعد ذلك بعيداً.