بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر الذي بدأ الإحتفال به منذ السابع عشر من اكتوبر 1993 بقرار من الأممالمتحدة، عبرها أزجي التحايا لإنسان مناطق النزاعات المسلحة في السودان الذي ظل صامدا" لأكثر من عقد من الزمان في وجه الفقر المصنوع من قبل نظام البشير . في الوقت الذي يموج فيه العالم للقضاء على الفقر و الحد من آثاره عبر تقديم دراسات جدوى و تبني سياسات إقتصادية فعالة تساهم في تخفيف حدة الفقر، على النقيض تماما" نرى أن النظام السوداني لم يكتفي بالإبادات الجماعية و المجازر و حملات الإغتصابات بل ظل يعمل بصورة ممنهجة على صناعة أنماط جديدة من الفقر و المجاعات في مناطق النزاعات المسلحة في دارفور و ج كردفان و النيل الأزرق كما تمادى في إتخاذ إجراءات و خطط تودي إلى إتساع دائرة الفقر و المجاعة. و في إقليم دارفور تحديدا" إستهدف النظام مناطق المزارعين بدء" من القصف الجوي و حرقها من قبل الجنجويد و تشريد قاطنيها بعد نهب كل ممتلكاتهم و ثرواتهم و إجبارهم على ترك مناطقهم للإلتحاق بمعسكرات اللجوء و النزوح أو مشردين بأطراف المدن و بذلك يفقد إنسان تلكم المناطق مصدران رئيسيان للدخل هما الزراعة و الثروة الحيوانية مما يحول حياتهم من الإكتفاء الذاتي إلى منتصف دائرة الفقر ، و بذلك يكون النظام قد حقق مراده بإفقارهم و تسليم كل وسائل الإنتاج في أيدي طبقة معينة و تحويل إنسان الهامش إلى عاطل في أغلب الأحايين أو أن يصبحو أجراء و ينخرطو في أعمال دونية متحملين تبعات الإقتصاد الطفيلي بالإضافتة للعمل الشاق بأجور لا تغني و لا تسمن دون التمتع بأدنى قدر ممكن من مميزات تعتبر مكافأة لجهودهم و هذا يدل على وجود عبودية مصنوعة بصورة ممنهجة ظل النظام يعمل لتحقيقه بإستمرار. صناعة الفقر بدوره يخلق بيئة مليئة بالأمراض لعدم إمتلاك الفقراء لقيمة العلاج إن وجد العلاج من أساسه في تلك المناطق ، كما يزيد من معدلات الفاقد التربوي لعدم المقدرة على الإلتزام بعبء التكاليف الدراسية و تبعاتها. و قد يكون غائبا" عن الكثيرين بأن النظام يبذل جهودا" مكثفة لتدمير إنسان مناطق بعينها و طمس موروثاتهم الثقافية بإرتكاب مجازر في حقهم و تشريدهم إضافتا" للمعاناة اليومي جراء اللهث وراء المستلزمات المعيشية بعد الغلاء و التضييق عليهم من كل جوانب الحياة بدخل مخجل و معدوم في كثير من الأحيان و يرجع هذا التعتيم الإعلامي لأزمات الهامش لإستغلال النظام للآله الإعلامية للدولة و السيطرة عليها و ظل يعكس الصورة وفق مصالحه و يعمل عبرها بديماغوجيته لإقناع باقي أبناء الشعب السوداني بأن أبناء تلكم المناطق هم سبب مشاكل السودان لتخوفه بأن يأتي اليوم الذي يستفيق فيه الشعب لجرائمه و فشله و يتفطن لحيله و يقرر رحيله في تلاحم شعبي يعبر عن عظمة الشعب السوداني. كما يعتبر هذا اليوم سانحة لندعو من خلاله المنظمات المنوط بها تقديم العون الغذائي و أخص منظمة الأغذية و الزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لإسعاف إنسان مناطق الحرب من خطر المجاعة علما" بأنهم لم يمارسو نشاطهم الزراعي في الموسم المنصرم لعدم توفر الأمن و لا يوجد مخزون إستراتيجي من الغذاء. [email protected] 17-10-2015