لم يكن حزب الأمة ثابتاً على أمر ، طيلة ما يزيد على ( 35 ) عاماً منذ مجئ الخميني للحكم ، كثباته على امر العلاقة مع إيران ، وظل حزب الأمة يوظف شعارات توحيد أهل القبلة ( تقية ) للتقارب مع إيران ولتبرير تعاطف غير مفهوم مع آيات الله ، و بخلاف هذا الشعار الغامض لم يعلن حزب الأمة عن اى اسباب اخرى تبرر هذا التقارب ، وهو موقف ظل يحير المراقبين منذ وقت طويل ، حزب الأمة عندما كان معارضاً في عهد نميري ، وقف ضد ارسال قوات سودانية الى العراق للمشاركة في الحرب ضد ايران ، و ظلت العلاقات الدبلوماسية مع ايران مقطوعة منذ العام 1983م الى ان اعادتها حكومة الصادق المهدي بعد الإنتفاضة في عام 1986م ، كان إغتيال السيد مهدي الحكيم في 1988م ، وتداخلات حضوره لمؤتمر الجبهة القومية الإسلامية في ظل حكم السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء سبباً إضافياً لانهيار الحكومة الإئتلافية ( امة – اتحادى ) ، وقيام ائتلاف بين الامة و الجبهة القومية الاسلامية بعد توقيع الحزب الإتحادي الديموقراطي إتفاقية (الميرغني - قرنق )، فى تلك الفترة مهدت الجبهة الاسلامية الطريق لانقلابها فى 1889م، و خرجت من ائتلافها مع حزب الامة استعدادآ للانقضاض على السلطة كاملة وهو ما حدث ، حزب الامة وقف ايضآ ضد غزو العراق للكويت ، اتساقآ مع الشرعية الدولية و القانون الدولى ، وفى تلك الفترة جاء موقف حزب الامة على النقيض من موقف حكومة الانقاذ الذى بدا مؤيدآ للعراق ،، البيان الذي صدر من حزب الأمة نهاية الإسبوع الماضي وجاء فيه أن ( مشاركة الجيش السوداني وعبر تاريخه في عمليات خارج الوطن ، كانت دوماً من أجل السلام والعون الإنساني ولم يشارك في مهام قتالية ، وعليه نرفض ان يزج بالقوات المسلحة في مهام قتالية في اليمن ، وأنه آن الاوان للنص في الدستور على تحديد دور القوات المسلحة ومهامها خارج الوطن بموجب القانون ) ، وأضاف البيان ( لاتؤيد إقحام السودان عسكرياً في حرب لن تحقق سوى تعميق النزاع الطائفي وتدمير البلاد ) ،هكذا جاء البيان ليؤكد ان موقف حزب الامة من الاحداث فى اليمن يتماهى مع التصور الايرانى ( لاصدقاء ايران )، دون ابداء اى تعاطف مع الرئيس الشرعى لليمن ( المنتخب) ، و التغاضى عن ان كل الخراب و الدمار الذى يحدث فى اليمن هو بسبب انقلاب الحوثيين و صالح على الشرعية ، و الاستيلاء على السلطة بالقوة ، و عليه فما الفرق بين الحوثيين و الاسلامين فى السودان ، وكلاهما استولى على السلطة بالقوة و انتزع الحكم من رئيس منتخب ؟ ام ان الموقف ياتى تعاطفآ مع الحوثيين ربائب ايران، بلا شك هناك قصور واضح في الرؤية وسط التيارات الإسلامية تجاه البناء الفكرى و السياسى للاستراتيجية الايرانية ، و تحديدآ تجاه المكون القومى و المذهبى لايران ، وحزب الأمة واحد من هذه القوى الإسلامية ، هذه القوى و التيارات ظلت اسيرة لرؤية عاطفية لشعار ( وحدة أهل القبلة ) ، الثابت ان إيران عقيدة وتاريخاً وتوجهات ، وتحديدآ منذ وصول الخميني للسلطة تقدم نفسها كقوة إقليمية جديدة لديها مصالحها الجيواستراتيجية ،وهي لاتعبأ كثيراً بما تسميه هذه القوى ( الأخوة الإسلامية ) او ( اهل القبلة ) ، إيران الحالية تحشد كل موروثها الأمبراطوري الفارسي التوسعي والمذهبي الشيعي ، واضعة شعار ( نصرة المستضعفين ) كغطاء جاذب للجماعات الإسلامية بدرجات متفاوتة ، وفي هذا تستوي حماس والجماعات الأكثر تطرفاً مع التنظيم الدولي للأخوان المسلمين ، ولايستثنى من ذلك الإسلاميين في السودان ( شعبي – وطني ) ، ولعله لحاجة تكتيكية يتم التغاضي عن نقاط خلافية رئيسية لمصلحة مواقف أكثر براغماتية ، مع هذا يلحظ المراقب إشتراك حزب الأمة والإسلاميين ( شعبي – وطني ) في الإعجاب بالتجربة الإيرانية ،،