في مقابلة مع حسن مكي قال إن رحيل الترابي صدمة للمستقبل والحاضر!!! وهي يصرخ معها الضمير صائحاً تجيني ويجيني معاك زمن أمتع نفسي بالدهشه!! فيا حسن مكي الترابي حاول طمس الماضي ونسف ذاكرته المعنوية والماديه إذ دمّر جامعة الخرطوم بحجة إنها صرح بتاع إنجليز وساوي بالأرض سوق الخرطوم القديم فتلاشت سينما كلوزيوم وتبخر نادي الخريجين وإنمحت من الذاكرة أناشيد خورطقت وحنتوب ووادي سيدنا وخجّ الخدمة المدنية خجاً فإنقطع ماضيها عن حاضرها وهنا تحضرني الذاكرة عندما جاء عبدالله محمد أحمد ذات صباح حامض وبصحبته صبية من أبناء الترابي يتقدمهم أمين حسن عمر فدخل بهم مبني الثقافة والإعلام مصدراً أوامره لقيادات في المجموعة الثالثه امثال فتح الرحمن محجوب وإبراهيم شداد والقائمة تطول آمراً إياهم بإخلاء وظائفهم للقادمين الجدد وتمّ ذلك دونما عملية التسليم والتسلم الراسخة في تقاليد الخدمة المدنية!! وهذا ماحدث في كل دوواين الخدمة المدنية إذ بدأ هؤلاء الغزاة من الصفر و هذا ما عناه دكتور إذ قالها في إجتماعاتهم السرية أيام الانقاذ الاولي يجب تصفية ثلث الخدمة المدنية وثلث ضباط القوات المسلحة في السنة الاولي لثورتنا ونمّكن ناسنا في شواغر وظايفهم حتي ننجو من هوس النقابات وإنقلابات الضباط الترابي يا حسن مكي دمّر الحاضر وكانت نتيجته الفاجعة تشظي البلاد وإنفصال الجنوب إذ قالها وبالحرف الواحد وفي إجتماعتهم السرية تلك يجب علينا إشعال الصراعات في أماكن التماس حتي إذا قامت ثورة ضدنا يكون همّها الاول إخماد هذه الصراعات فيضعف عودها و ننقلب عليها.. وبالفعل بدأ في تفعيل هذه الخطة بالنيل الازرق بين سكان المنطقة الاصليين والوافدين ثم أشعل نار الفتنه بين النوبة وسكان الحزام العربي ثم ألّب سكان دارفور علي القبائل العربية حتي إن بعض القبائل العربية قررت الهجرة العكسية لواحات الجغبوب في ليبيا.. أمّا مشكلة جنوب السودان فكان رأيه أن نشنّ عليهم حرب جهادية لتجبرهم علي ألانفصال ومتي ما إنفصلوا فإنهم سيتقاتلون فيما بينهم فتضعف عزيمتهم ونضمهم صاغرين لدولة الخلافة الراشده أما المستقبل فحدث ولاحرج وأكثر مثال صادم طلاب معسكر الخدمة الالزامية بالعيلفون والذين ماتوا إمّا بالرصاص أو غرقاً في نهر النيل العظيم .. المستقبل يا حسن لاتبنيه الايدلوجيا وتهاويم الوعي الزائف!! فالمستقبل ىبنيه الشباب الذين نمو في تربة تربوية جيدة الاعداد من مواد تعليمية ومناشط تربوية تستلهم عبر الماضي وتخوض غمار الحاضر إستشرافاً للمستقبل وهنا تستحضرني هذه الحادثة إذ دعيت من مجلس مدينة ممفيس حيث أقيم لحضور إجتماع تنويري بشأن إفتتاح مدرسه أولية بالحي الذي أقيم فيه وكان ذلك في العام 2004 فإبتدر المتحدث حديثه قائلاً هذه المدرسة هي سفينتا التي تبحر بنا لريادة العالم في عقد الثلاثنيات من هذا القرن وبدأ يشرح ويقدم البراهين المادية من أجهزة كمبيوتر وإعداد معلمين وغرف دراسة ووسائط مناشط تربوية جعلتني إتحسس دماغي وأنظر بعيداً هناك إلي تلاميذ مدارس ريفي تندلتي متاسئلاً في هل سيدخلون غمار هذه المنافسة؟؟؟ ختاما يا حسن مكي الترابي سياسي شفقان بإمتياز وليس مفكراً!!! فالمفكر يرتّب التأريخ لمائة عامٍ قادمات ولا يغامر به فيحدث إنقلاباً عليه يصعب التكهن بنتائجه!!! فواقع السودان والحركة الاسلامية السودانية خير دليل علي هذه الفرضية [email protected]