في حوالك ليالي الانقاذ الاولي وحينما كان أهل السودان ينامون إجباريا بفعل حالة الطوارئ كان الشيخ حسن الترابي يخرج من معتقله في كوبر إلي جناح خاص بمستشفي إبن سينا بالعمارات ليلتقي بكوادر حزبه ويخطط معهم في كيفية إدارة دولاب دولتهم الوليدة وفي إحدي المرّات أسرّ إلي أحدهمقائلاً خذوا حذركم من هؤلاء العساكر لانني أخشي أن يكون مصيري معهم كمصير عبدالخالق محجوب !!! فإلي تقليب مواجع السياسة لنري ونقارن مصيرهما كرجلين أسسا حزبين عقائديين أسهما سلباً في مسيرة الديمقراطية الوليدة في السودان إذ إنقلبا عليها بحجج مثقفين شفقانين علي مصير السودان من تغول أحزاب الطائفية البلهاء ! فأعدم العسكر عبدالخالق محجوب وتماسك الحزب الشيوعي من بعده لمدة تزيد عن الربع قرن ولم يشهد عبدالخالق تصدعات حزبه الاخيره!!! بالمقابل عاش الترابي ورأي تجربته التي رعاها وهي في المهد صبية رأها تكبر وتكبر وتصير دولة ولكن ما أضيق الفكرة ! وما أبأ س الدولة!! إذ ضاقت الفكرة علي أصحابها وتفرقوا إيدي سبأ يتنابزون بفحش القول والترابي شاهدٌ علي ذلك وهو يعتصر الالم والحسرة بائنة في تعابير الوجه!! وإزدادت الدولة بؤسا فرمت به في غياهب السجن الامر الذي أبكي تلمبذه راشد الغنوشي حينما زار السودان بعد إنتصار ثورة الربيع التونسي فعبد الخالق أعدم جسدياً!! ولكن الترابي أعدم معنويا وصار حاله كحالة ألاله الاغريقي والذي أعدمه زيوس معنوياً بأن جعل الحدأة تتغزي من كبده وهو حيٌ ينظر إليها!!!!! [email protected]