لا أحد غير أهل الحكم يستطيع أن يفسر لنا لماذا كل التصريحات الرئاسية المهمة ، تأتى إلينا من وسائل اعلام خارجية ، بتاريخ 11/3/2013م أعلن الرئيس البشير فى حوار مع صحيفة الراية القطرية أنه لن يترشح مجددا للرئاسة فى السودان ، وأنه لن يكون رئيس السودان فى عام 2015م ، حيث قال فى أجابته على السؤال ( هل تطمحون فى دورة رئاسية ، أم أن هذه الدورة أخر عهدكم بالرئاسة ،، علما بأن المؤتمر الوطنى هو من يرشح الرئيس) ، أجاب الرئيس (أبد .. لن أترشح مجددا ، والمؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطنى سيعقد العام المقبل وهو يعقد كل أربعة أعوام ومؤتمر 2013م سيكون مؤتمر اعاده البناء حيث سينتخب المؤتمر العام رئيس حزب المؤتمر الوطنى المقبل والذى سيكون بالتالى مرشحا للرئاسة فى عام 2015م ، ومنذ اليوم التالى للتصريح وحتى أنعقاد المؤتمر بعد سبعة أشهر لم يكن يشغل بال المؤتمر الوطنى شاغل غير موضوع خلافة البشير ،وذهب البعض من قيادات الوطنى بعيدا ، وبدأ فى أعداد المسرح وتجهيز نفسه للخلافة ،وكان أقرب المرشحين للخلافة ،هم الاستاذ على عثمان ود نافع والفريق بكرى ، وعقد المؤتمر فى أجواء من التوتر والريبة والشك ، ويقال أن الاستاذ على عثمان قطع الطريق على د.نافع بأن أرتجل خطبة عصماء لحشد التأييد للبشير ، وندم اللذين أعلنوا وقوفهم مع التغيير ، وفاز الرئيس البشير بترشيح الوطنى وأستمر رئيسآ للسودان ، بتاريخ 6/4/2016 قال الرئيس البشير لهيئة الأذاعة البريطانية (BBC ) ، أنه سيتخلى عن الحكم بحلول 2020م ، وأنه لن يترشح مرة أخرى ، مشيرا الى أنه سيفسح المجال لرئيس جديد بعد هذا التاريخ ، وانه سيكون بعد 2020م رئيس سابقا ، وما أشبه الليلة بالبارحة ، إلا أن الملاحظ أن قيادات الحزب الحاكم لم تفتح باب التعليقات حتى الأن على خلاف ما حدث فى رئاسة 2015م ، ربما منهم من أتعظ وأخرون ربما أثروا الصمت ،وفقا لقاعدة أقضوا حوائجكم بالكتمان ، خاصة وأن الحزب الحاكم ومنذ فترة يعيش حالة بيات شتوى وصيفى ، وكأنه ليس حزبا حاكما ، ويلاحظ أن هذه القيادات أمتنعت فيما سبق عن التعليق على تشبيه الرئيس لحزب المؤتمر الوطنى بالاتحاد الأشتراكى والتخوف من مصير مشابه ، فى الفترة من عام مارس 2013م وحتى أنعقاد مؤتمر المكتب القيادى فى أكتوبر 2014م تزايدت التكهنات حول من سيخلف البشير الى أن عقد المؤتمر العام وتم ترحيل بند مرشح الحزب للرئاسة للمكتب القيادى ، وشهدت هذه الفترة خروج أصلاحيون بقيادة د. غازى صلاح الدين بعد أن تعذر عليهم البقاء داخل الحزب كمجموعة تدعو للاصلاح وكانت مناورة مدروسة من الحزب الحاكم بأن أجل النظر فى خلافة البشير بعد أندلاع أحداث سبتمبر وربما هذا هو سبب تأجيل الموضوع من المؤتمر العام ليبت فيه اجتماع المكتب القيادى ، تنظيميآ فان الوضع داخل المؤتمر الوطنى هو على حاله ان لم يكن فى حالة اسوأ ، هذه المرة لا سبيل الى ترشيح البشير لامتناع الترشيح وفقآ للدستور ، و عليه فان احتدام التنافس بين الكبار على خلافة البشير سيكون على اشده ، و سيشهد الحزب حالة من الاستقطاب الحاد بين مجموعة د . نافع و مجموعة شيخ على ، ولعل هذا سيفتح الطريق للفريق بكرى للرئاسة ، هذا ان لم يسقط النظام بالانتفاضة كما تريد المعارضة ، و تعذر الوصول الى حل سلمى بالحوار، لذلك فالوضع الامثل للحزب الحاكم فى استمرار الوضع كما هو عليه، فى كل الاحوال فان سيناريو الحل التفاوضى او اسقاط النظام يقلل من اهمية الحديث حول من يخلف البشير ، [email protected]