هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    التراخي والتماهي مع الخونة والعملاء شجّع عدداً منهم للعبور الآمن حتي عمق غرب ولاية كردفان وشاركوا في استباحة مدينة النهود    وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفصل العشر من (عبد الدايم وبت اندراوس)
نشر في الراكوبة يوم 14 - 04 - 2016

اكتملت سعادة القرية بخبر بداية زواج محمد تربال عبد الدايم الشهير وتزامن ذلك مع موسم شتوي مذهل من حيث وفرة الانتاج وغزارته (للفول والقمح ) مما القي بفأل الخير علي الزواج وكانت مشكلة عبد الدايم الكبيرة ليس في الزواج ولا تكاليفه ولكن في مدته في قرية عامله ناصبه ليس لها الا ما تنتجه الايادي وان العريس فيها يمكث مع عروسته اربعين يوما لا يري فيها الشمس الا لماما وهذا يعني ان محمد سغيب هذه الفتره مما سينعكس سلبا علي جهد عبد الدايم في الحصاد فما كان منه الا ان دار الحوار التالي مع ترباله :
عبد الدايم : يا محمد تعرس ولكن
محمد : لكن شنو يا عمي
عبد الدايم: لكن تاخذ سبعه ايام بعد الدحله !!!
محمد : دا كلام شنو !!!
عبدالدايم : يا ولدي تاخد 40يوم دا عمر زول !!!
محمد : نان ما ابقي زيي زي الناس
عبد الدايم : انت ما شايف الموسم سمح
محمد : يعني شنو
عبد الدايم : يعني راجينا شغل كتير والا.....!!!
محمد : والاشنو
عبد الدايم : المسرة (الموسم ) ضاعت !!!
محمد : عرس زي دا اصلو ما حصل
عبد الدايم : نسو شنو الظروف
محمد : بالله نحنا عندنا اي حاجه عكس الناس!!!
عبد الدايم : الليل طويل كلو معاك !!!
محمد: ينقنق (شغل ...شغل ..شغل ...زول جنو شغل تقول الدنيا داير تطير)
عبد الدايم : يا ولدي الشغل راسمال الحياة والحياة من غير شغل ما عندها طعم يا هو الموت هسي شوف الخواجات اتقدمو كيف بالشغل والزول الما يحس بحلاوة شغلو دا زول ما منو فايده وشغلو ذاتو يكون ممحوق الله لا يبارك فيهو !!!
محمد : لكين انا ما عريس اخالف عادة البلد !!!
عبد الدايم : في عادات مضره حقو الناس تخليها !!!
محمد : مي الزول يبقي زيو زي الناس !!!
عبد الدايم : شوف يا ولدي الزول الشغال ومحب لي شغلو اي حاجه بعد الشغل تكون بالنسبة ليهو حلوه ويحس بي طعما وليها ريحه حلوه وكيف زيها زي الشاي والقهوه !!!
محمد : غايتو بعد الحصاد اسوق العروس وانجع من البلد دي اغطس ما اقلع الا بع الصيفي !!!
عبدالدايم : ياربي العافي !!!
وهكذا اسعد القرية نبأ زواج محمد مما يجعلهم يعيشون اياما جميلة تنسيهم برد طوبه ورهق العمل المضني في الشتاء مما يجعلهم يستعيدون كثيرا من حيوتهم لايام الحصاد القادمة في ام مشير.
وكعادة اهل القريه في التكافل والتضامن لانجاز هذه المناسبات الكبيرة دائما ما يتقدم اعمام واخوال العريسوالعروس علي حد سواء واصدقاؤه ومن جاملهم العريس في مناسباتهم بتحمل نفقات(البوش) اي استضافة ضيوف القري من حولهم فعادة ما يستضيف كل واحد من هؤلاء اهل قرية من حولهم ليوم كامل اكلهم من ذبائح وخبز وشربهم (حلالا كان ام حراما )حيث ينقسم الناس عادة بين الفقراء والمطاميس وهم عادة لا يجتمعون في (تاية واحدة ) اما اهل القرية انفسهم فيستضيفهم اهل العريس وهذا ما يعرف بالتايات (اي نزل الضيوف ممن حول القرية ) وعادة ايام البوش ما تكون مزدحمه وبها نشاط كثيف خاصة بعد صلاة الظهر الي ما بعد العشاء حيث ينشد الفقراء الاناشيد الدينية كناية عن شبعهم اما المطاميس فهم اما يغنوا او ينشدو الدوبيت في الحماسة والرجولة ولهم مقالبهم وفكاهاتهم المتنوعة التي تثير صخبا وجلبه في القرية دون شئ يعكر الصفو النفسي والقلبي فهم يجتمعون من اجل حيوية الحياة مستبشرين ببداية حياة جديدة فيها ذكري لهم يتمنون تكرارها ومن هنا يكون سرحهم مسرح اللامعقول .
وكذلك من عادة الناس هناك ان يهدي غالبا ابو العروس او احد اعمام العريس او اخوال العروس شجرة طلح كاملة تقطع ويؤتي بها امام سكن العروسين علي أن يكسرمنها يوميا خلال الاربعين يوما لاستعمال العروسين وهذا يفسر فرح البنات يوم تمام الاربعين في التسابق لغسيل ملابس العروسين التي تنضح عطرا لو قسم علي الناس لكفاهم التعطر دهرا او اطلق في الهواء لعطر الدنيا عطرا مفخما تطيب به الدنيا وتتلالأ، لدرجة ان مياه الغسيل تفوح رائحتها علي الارض لعدة شهور وعادة ما يذبح خروف اكراما واحتفاء ببنات الغسيل ويكون يوم فيه غناء ورقص خاص بالصبايا والنساء فقط !!!
ما كادت ايام (البوش ) تنقضي بزخمها ذاك حتي بدا التجهيز لعقد القران او ما يسمي (الصفاح ) وهو عادة يتم في المسجد بحضور المأذون والشهود وهو يكون مشهودا بضيوف كثر اغلبهم من اعيان القري من حولهم حيث تقدم الدعوات لذلك وهو ايضا يوم أكل وشرب وضيافه من غير مشروبات روحيه وغالبا ما يرسل المأذون رسولا للعروس لاخذ رايها فيذهب اليها وحولها صويحباتها فيؤذن له بالدخول مسلما شفاهة ثم يسالها ويكون الرد ابتسامه بحياء ونظرات الرضا وهي تغمض عينيها بخفر بابتسامه فيها غنج وتصيح صويحباتها مع زغاريد علامة الرضا غالبا ما يسمع الرسول (السكوت علامة الرضا ) فيبلغ بذلك المأذون الذي يبدأ في الاجراءات وبنهايتها يقف رسول المأذون علي المئذنه صائحا بصوت (عرروووووووووووك ) اكثر من مرة كناية عن نهاية العقد وتبدا المباركات بين جميع الحضور في حين يشق زغاريد النساء عنان السماء وغالبا ما يكون هذا بعد صلاة الظهر والغداء ثم يذهب العريس الي داخل منزل العروس يحفه الاعيان والشباب فيختلط الحابل بالنابل في الزغاريد والمباركه ونوبات البكاء فرحا واحيانا حزنا اذا كانت هناك وفاة احد اقرباء الطرفين او كلاهما ما زال اثرها باد علي الناس !!!
ثم تبدأ ايام الزواج بيوم العرس حيث ينبه الناس لتناول وجبة العشاء والتي ما تجتمع لها كل القرية والقري من حولها ويؤتي بالفنانين لاقامة حفلة العريس التي تبدأ بانتهاء العشاء حيث تبدأ الحفله حيث ينقسم الرجال الي صفين للصفقه في الداره (الدائره ) والتي عادة ما تكون من جه النساء والناحية للرجال وعادة ما تبدأ بفقة ورتم (الحم حم ) كنوع من التسخين مع الزغاريد والبخور والتبشير مع العريس الذي يحوم الدارهوبيده صوت (عنج ) مرن ومعطر ثم يبدأ الغناء مع الطنبور والصفقه علي ايقاع (الدليب ) وتدخل النساء للرقيص حيث يتسابقن في الاجادة وكل واده تحتار واحد من الصفين وترمي عليه الشبال حيث بنكب الشعر المستطال بالجورسيه (الحرير الاسود ) وهو معطر ولدن ورائحته تغمر المكان اذا وقع علي اي واحد من المغنين يصبغ علي ثيابه ويديه حيث غالبا ما يلقي الشبال وكانه يرشف ماء بيديه بنشوة استطابت مذاقا حيث ينتشي لدرجه العشق مما يجعله يصدراصواتا كناية عن الاعجاب يستمر ذلك تعقبه اغاني وصفقة السيرة حيث يقوم الناس مع العريس للعرضة والبطان الذي بالسوط حيث (يرتب ) الناس اي يقفون بالصف للجلد حيث يعرض العريس ثم ياتي ليعطي سوطا او اثنين اوثلاثه حسب حالة العشق او تقدير لحالة الزول الراتب من قوه او ضعف وكلما رمي سوطه علي احد تسمع (ابشر ) والزغاريد يتصاعد يشق عنان السماء وكل ما جلد احدهم يحضته العريس وهويصيح ابشر مما يعني انتهاء دوره في البطان وسط فرح وزغاريد وشبالات تنهال عليه من الراقصات اللائي اغلبنهن من اقرباء اهل العروسين او القريه عموما كما ان هناك نساء مشهود لهن اجادة الرقص لدرجة تغني بهن المغنون ولم يجدوا حرجا في ذلك مما اعتبروه تقديرا للجمال وفنونه في شتي صوره مما سور الناس في هذه القريه بهذه الاريحية بقيم حفظتهم من غائلات كثيره ثم اخر الليل تكون الحنه وكشف الحنه من الاهل والاصدقاء وعموم القرية وتبدا الحنة بالشيلات والاغاني المعتادة باهازيج بدءا من :
الليله العديل والزين
الليلة يا عديلة الله
يا عديله يا بيضا
العديله تقدمو وتبرا
حنناهو ود الفقرا
ماشي لعروسو السنحه قمرا
واغنية اخري
مرحبا يا نور عيني مرحبا
مرحبا جد الحسين مرحبا
جيت شرفت المدينة مرحبا
مرحبا بي نبينا مرحبا
من ثنيات الوداع مرحبا
ما دعي لله داع مرحبا
مرحبا يا نور عيني مرحبا
مرحبا جد الحسين
وينتقلوا لتاليفهم الخاص باسرتهم كعادة القرية في التمجيد للقيم النبيلة والاصيلة وها هي الشاعره بت فضل تنشد :
ليكم فالو يا قديرو
ديمه العزه هيلو
سيد صومو وصلاتو ما خلاهن وحاتو صادق وكل جيلو فاتو
غنيت ليك يا البليغ يا صديق شبان الفريق
غنيت ليك يا عشايا ديوانكم فوقو رايه للمقوعين عراياوللدايرين القرايه
غنيت ليك يا دخريا بيتكم واقف تكية للعشمانين في العطية
تدي للتعابنين شوية ما بتعرف تدي الشويه
غنيت ليك يا فارس الولاد وفرحك عم البلاد
غنيت للهميم يا ود عز الحريم ود عزا قديم من ناس حاج ابراهيم
غنيت يا المثالي يا التمساح العشاري يا تمساح بحر البراري
يا البتلفح ما تبالي خيرك وخبرك عم الضهاري
اعمامك قدروك واخوالك جاملوك
ماك راجلا بجهلوك وفيك طبع الملوك
غنيت ليك يا السديد والرايق ماك بليد
غنيت ليك بابنساطه عروسو سمحه وحلاتا
ود القبب التلاته نورا بالليل ضوا فاتا
هنوها الليله امو ليها الناقص يتمو
ليها المجدوع يلمو
اصلو المال ما بهمو يسلم وتسلم ليهو امو
امك سلطان زمانا وبت امو علا شانا
راجل الصون والامانه
ود العز والمكانه
امو تقول جيد ليا
كلو سمح سوا ليا
جاب حقو الما شويه
كفي الناس والطير والحديا
سيد الشاي الهندي
وسيد التكل (المطبخ ) البغدي
والعشمان من جيبو يدي
ليكم فالو يا قدير ديمه العزه هيلو
ويستمر ذلك في سمر اريحي واختلاط نقي صافي لا تشوبه شائبه ولا يعكر صفوه معكر حتي تباشير الفجر مما يجعل معظم الناس تنام علي الارض حول العريس استعدادا للسيرة ثاني يوم والتي عادة ما تتم بعد فطور العريس واهله والذي ياتي محمولا من اهل العروس بزفته وزغاريده وعطوره تتقدم حسان اهل العروس مع الاعيان من النساء بعد ذلك يتهيأ الناس للسيرة حيث يؤتي باحسن حمار مقصوص الشعر في شكل زينة باحلي سرج مذهب وفروه للعريس وتعزف الدلاليك ويبدا المسير الي البحر وسط الغناء النسائي من اغاني العرضة مثل
البلال بلال يا بلالي انا
دخري الحوبه سار يا بلالي انا
يا تمساح راس بروس يا بلالي انا
ما بيمرق يكوس يا بلالي انا
ما قايم بروس يا بلالي انا
ما بياكل المكوس يا بلالي انا
بالصالحين محروس يا بلالي انا
التام ومو منقوص يا بلالي انا
يتمك حقك ابوك يا بلالي انا
وبعد كل مسافه يقف الناس للغناء والصفقه وينزل العريس مبشرا ويعرض مع اصحابه وسط شبالات الناس حتي يصلوا للبحر حيث تضرب الدلاليك ويزداد الغناء والعرضه وينزل العريس ويغسل ووجهه ويشرب بيديه خائضا في الماء ويحسو حسوات من الماء علي جسده وعلي الناس وسط الزغاريب والتبشير مع اغنية :
عريسنا ورد البحر يا عديله
وقطع جرايد النخل يا عديله
ثم يقفل الركب راجعا ومتجها لبيت العروس بنفس الطريقه ولكن مما يظهر بيت العريس يبدأ الغناء باغنية ثابته وهي :
ام العروس جبنا ليكي
وجبنا لفص الشبيكي
ام العروس جبنا ليك
وجبنا لي فض الشبيكي
دا عريسنا فتحي عينيكي
دا عريسنا جاكي
وا حلالك الله اداكي
ويتكرر مقطع ام العروس جبنا ليكي وجبنا لي فص الشبيكي حتي يصلوا امام الباب مباشرة فينشدون بطريقه مرتبة :
لا ولا يا نسيبتنا
لا ولا ادينا علوق حمارتنا
لا ولا يا نسيبتنا
لا ولا ادينا عادتنا
في اهازيج من النساء والحسان والشباب من الاولاد ولا يسكتوا حتي تشتت ام العروس الحلاوة والبلح وترشهم بالريحه مما يجعل الجموع في حاله هستيريه تماما من المرح والفرح ويفتح ليدخلوا داخل الغرفه المحددة للدخله وهنا يختلط الحابل بالنابل من الشباب من الجنسين يصفقون وهم يغنون بكورال موسيقي بديع مع تصفيق مموسق ورقص شديد وضرب علي الارض حتي تحس كأن سقف المنزل قد طار وانكشف للسماء :
البيت امبارك يا ضوي
ان شاء الله مبارك يا ضوي
بيتك جاهز يا ضوي
كيه للعزول الشامت يا ضوي
ثم يتحول الي ايقاع الجابودي وهم يغنون :
الله لي الليمون الروم داك
الله شارب موية الدقداق
الله لي اليمون
الله لي الليمون الحباك
عريسنا قمرا وجاك
الله لي الليمون (في هذا المقطع يردحوا ردحي شديد ويضربوا الارض بارجلهم صربا سريعا وشديد كأنهم ضراع بابور ماء وشنابر في اي ماكينه ) ثم يختتم المشهد باهزوجة هادئه كناية عن نهاية المشهد :
البيت الجديد قبل الله
مرقو حديد قبل الله
البيت السعيد قبل الله
نورو شديد قبل الله
وتكون هنا الخاتمه حيث يتفرغ الناس للغداء وقليل من الراحة ثم تبدأ مراسم رقصة العروس وقطع الرحط حيث يدخل العريس مع زفته لغرفة العروس وهي مغطاة بالقرمصيص وهذه تسمي (تبن القصه ) حيث يضع يده علي راسها ويقرأ ما تيسر من القرآن ثم يخرج لتاتي العروس مزفوفه اليه لترقص باغنيات البنات وكل اغنية لها رقصه معينه ويحاول العريس الاتقع العروس من بين يديه حتي لا يصيح الجميع بانها غلبته ثم بعد المغرب ياتوا للجرتق حيث يجلس العروس والعريس علي عنقريب مخردة كبير ويتقابلان كل منهما متربع كانه يجلس علي عرش الملك ووتبدأ اهازيج الضريرة ويلبس العريس الهلال وسبحة اليسر كما تتزين العروس بهلال ودهب وعقود اشكال والوان وعليها القرمصيص ثم يملا العرس فمه بحليب (يبخه في وجهها وكذلك العروس كناية عن البداية السعيدة للحياة ثم يمضغ بعض السمسم ويضعه علي جبهتها وهي تفعل كذلك كنوع من التفاؤل بين اهازيح( العديل والزين ) وانشودة (زامل الفيمتو ود سيدي هاشم ) ثم يتفرق الناس وتؤخذ العروس لمزيد من التجهيز للدخله وكذلك العريس لناحية اخري فيما يتلصص الشباب من الجنسين في اي غرفه ستكون الدخله ليتحلقوا ليلا للتصنت ومحاولة ما يجري بالداخل سمع وشوف وعندما يتاكدوا من المكان يبدأون في وضع الخطط لكيفية معرفة ما يجري بالداخل !!! بل بعض الشباب يضعون خطط لتنفيذ بعض المقالب حتي لا يرتاح العريس مع عروسته خاصة اذا كان هو صاحب مقالب سابقه !!!
وهكذا تكون ايام الدخله الاربعين موسم قائم بذاته من اول ليله لاخر ليله وبرنامج ممتع لشباب القرية من الجنسين وها هم قد جهزوا العروس علي حدا والعريس محمد علي حدا ثم تقاد العروس وهي متلفحه الفركع والقرمصيص وثياب النوم وتز بهدوء للعريس بعد العشاء بفتره حيث يتفرق كل الناس ويبقي اهل العروسين الاقربين فقط في حين يستعد الشباب للمغامرات وما كادت عروس محمد تزف اليه حتي تكوم الشاباب من الجنسين علي الابواب والشبابيك وبعضهم يتسور سقف المنزل خاصة اذا كانت الغرفه معروشه بالعرش الطبيعي اي غير مجلله بالطين مما يتيح فرصا اكبر للسمع والمشاهده ورغم الاختلاط الغريب لا تقع حادثه واحده من الفاحشه ولا مجرد اتهام مع ان ما يرونه واحتكاكهم يثير اي كائن مهما كان ولكن شئ من ذلك لا يحدث البته وها هي ام العروس (فطين ) بعد غفوه تصحا وتتكلم مع من حولها من اللائي هدهن التعب وبصعوبه بالغه ترد عليها اختها (بتين شافو ) متسائلة (مالك يا اخيتي ) ترد فطين كدي قومي شوفي البت قبل ما تدخل كانت حايفه وعندها ووجع راس وهي تتمتم بكلمات مبهمه (حظي كعب ما تصحي الا بتين شافو تشيل حسنا ) وحقا ان (بتين شافو ) وهذا لقبها امراه ممثلة بشكل مدهش حقا واصدق من يعبر عن اي موقف فرحا او ترحا وبدموعها التي دائما تسبق حتي الكلام وكان عذه الدموع في محاجرها او في رموش عيونها الكبيره مع صوت متلون مع كل حاله مع كلام تطلقه علي عواهنه دون اي اعتبار للموجودين حولها رجالا او نساء كبار او صغارا او المكان او الزمان ها هي قد سافرت للحج مع اختها الاخري بمعية ابن اختها المقيم بالمملكه والذي يعرف خالته تماما وها هو يوصيها عند بداية الطواف (يا خاله حنطوف سبعه اشواط ادعي بي كل شئ خير وحافظي علي الوضوء عشان بعدين بنصلي ركعتين في مقام سيدنا ابراهيم وامسكي زي امي قوي فيني ما تتكلمي مع الاخرين دا محل عبادة ) فاذا بها ترد (سمح يا جنا كبدي الله يقدرني علي خمشي ) وهي تطوف تنقنق ويلتفت عمار (ادعي ياخاله ) ترد (سمح يا جنا حشاي قال ادعي ..ادعي شنو ما جنس العصر دا ) ومرة يلتفت (اها ياخاله (كيف ) ترد (ان شاء الله هو جكين السرور الله يمرقنا سالمين ) واذا عصرها اي حاج فاذبها تصيح(وا حاجتي يعصرك الدبيب الما يخيب ) واذا قال لها احدهم (يا حاجة حجي )ترد فورا تحج في جبال كلرو الرسول شوف كرهتو ) ومره اخري تصرخ (وا حاجتي عصرني يعصرك الجمل ) وما كادت تنتهي من الطواف حتي وقف عمار يقول (اها يا خاله تعالوا نصلي ركعتين قصاد مقام سيدنا ابراهيم ) فاذا بها ترد (نصلي بي شنو ) يرد عمار (كيف الوضوء وينو ) ترد فورا بتمثيلية (يا جناي ويا كبدي وحشاي وضوء شنو مع جنس العصر دا هو عصر نصاح الهبوب مرقت يخرب مصاريني قربت تمرق الحمد لله في روحنا ) وكل هذا بتمثيل وحركات ودموع مما اضحك كل الحجاج حولها !!!
وها هي مشهود لها في القريه ما ان تاتي احدي بناتها لتقضي معها اشهر الحمل الاولي (الوحم ) الا وهي تثكل بطول حسها وتهيل التراب علي بنتها قائلة(سجمك ورمادك وسجم امك ورمادا اقع بيك وين ) وما ان تاتي النساء لمعرفة الخبر حتي يجدوها تبكي وحين يسالوها (الحاصل يا بتين شافو ) فاذا هي تقول (الله بلاني بي بنات ورجال بنات زي الديكه قاعدين تحت صلبن يحملو فيهن كل صباح رجال ما عندهم شغله غير حمل وولد انا تعبت البنات زي الجداد كر كافي البلا من حال بناتي متين يتوبن ما عارفه ) لو لا انها الوحيده كانت لما ارسلتها اختها تفقد احوال العرسان فاذا بها تصل لاول شباك وتفج الشباب المركب فوق بعضة بنات واولاد قائله (ادوني شوفه باقي قالوا العروس دخلت عيانه )ترد عليها واحده (تعالي هنا في عين خشب قلعناها شوفي ) وبمجرد استقرت قالت (يا ناس لا تعصروني نا ما حمل شيل تاني تشوفو شنو دا مي الراجيكم كلكم ) وتواصل متمتمه ( سي سي ان شاء الله هو نطيط السرور ان شاء الله هو جلبيق السرور موج الدميره يضرب في القيف ) ومن حولها يضحك علي تعليقاتها مواصله (كدي سي لا فوق الفاشوق ....عيا شنو والله دا يسل الروح ويرجعا يبرد الحشي ) وترجع الي حيث اختها بصوت متهدج (مكسر ) كانها تبكي مع دموع مطره وضحك بي عرض فمها قائله ( سجمك يا فطين يا الهملتي بتك لي تربال الطين زول طولو اكتر من مترين تدهو سمحة السمحين تاني راجين ) ترد فطين (اها مالك يا مجنونه قمتي علي سجمك ) ترد بشكل غنائي وكانها تمنح (يا اختي ان شاء الله هو ...........السرور وشغل السرور ونطيط السرور مرضان السنين يطيب والمجنون يرجعلو عقلو والعاقل يجن والله ان كان مو الباب وعنقريب المخرته فد جدعه بتك كان جاتك هنا ...جنس غسيل دا يمرق المراري (الملاريا ) من العضام (العظانم ) ويحت السوس من المروق غايتو بتك الله قال بي قولا نار الله وجاتا ) ترد فطين (سب عليك يا المجنونه ) وترد بتين شافو (عاد دا ما الصح ان شاء الله هو ........السرور جنس قربي تقول في سبق خيل جنس طقطيق لا تعرفي في الناس ولا من العنقريب قيامي وقايمي ) مواصلة (ان شاء مرتبي حالك لي اكل العريس اربعين يوم عشان الناس ما تشيل حسك ) وهي عادة ايضا في القرية وجبات العريس يكون الشعر بعد الاربعين مدحا او قدحا مما تسير به الركبان لذلك تخاف كل النساء من شيل الحس والفضائح !!!
وهكذا استمرت ايام الدخله ولكن عبد الدايم كان عند وعدو ما انقضت الايام السبعه حتي جاء صباح اليوم الثامن ليقرع غرفة العروسين والناس تشرب في الشاي فدار الحوار التالي :
عبد الدايم : يا ولدي كفي امرق لا برا
محمد : اديني اليوم دا بس !!!
عبد الدايم : يا ولدي خدمتنا في يدنا !!!
محمد : الحدمي طايري
عبد الدايم : الشي دا ما بيكمل باقي حلو
محمد : علي الاقل ابقي زي الناس
عبد الدايم : والله ياولدي ان قعد 40سنه ما يشبع دا بير لا يملا ولا يندشا ولا بقول الحمد لله !!!
محمد : نان بس من دون الناس ليه كدا !!!
عبد الدايم : الخير دا كلو ليك العمل هو حلاوة الحياة وزينتها بالاولاد والمال !!!
محمد : والفطور وين !!!
عبد الدايم : كل يوم افطر وتعال وارجع للغدا وتعال ترجع المغرب تعطس مع عروسك !!!
محمد : سمح يا عمي
عبد الدايم : عافي منك انت ما ارقوق الساقية واورنيك البيت ود رضا عافي منك وتمسك عقابنا نحنا بعد دا ناس اخره الله لا حضرنا حال بلدكم لي قدام اماني تشوفو شوف لا حصل ولا بيحصل !!!
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.