- نحن لا ننسي واجب مجاملة الاصدقاء دائما – جاء فى الاخبار ان السيد / وزير الخارجية يهنئ نظيره السعودي باستعادة الجزيرتين من مصر – جميل جدا ان نبارك ونهنئ الاخرين باستعادة اراضيهم ولكن من حقنا ان نسال السيد / وزير الخارجية متي سيبارك لنا الاخرون استعادة اراضينا فدولتنا تقتطع من كل اطرافها (حمرة عين عديل كده ) فليست حلايب وشلاتين وحدها فهناك الفشقة وهناك ارقين وابيي هذا عدا البيع الايجاري لمدة تسعه وتسعون عاما والتي تعطي لبعض المحظوظين . - - مثلث حلايب وشلاتين تبلغ مساحته 20الف كيلو متر مربع وهو مثل كافة الاراضي السودانية زاخر بالموارد الطبيعية خاصة المعدنية منها - علاوة على ذلك فللمثلث ساحل يمتد على البحر الاحمر مسافه 180 كيلو وهذا يعنى ان للسودان فى تلك المنطقة مياه اقليمية قد تصل الى منتصف البحر الاحمر وبالتالي كل الثروات البحرية في هذا النطاق هي لنا وعلاوة على ذلك لنا حق التحكم في المرور البحري بالمنطقة وحق انشاء الموانئ البحرية مع ما لذلك من نفوذ اقليمي ودولي وعوائد مادية. - الخرائط الجغرافية للسودان وللعالم العربي توضح ان نتوء حلايب وشلاتين يتبع للسودان حتى الخرط التي تدرس للتلاميذ في المدارس المصرية تشير لذلك. - -- سبق ان توغلت قوة مسلحة مصرية في عهد عبد الناصر الي مسافة محدودة داخل المثلث فاستنفر عبد الله خليل القوات المسلحة السودانية للاستعداد لتحرير المنطقة بالقوة ما حدا بالرئيس عبد الناصر بإعطاء الاوامر للجيش المصري بالتراجع حتي لا يدخل في مواجهة مع الاشقاء - الا ان الاطماع المصرية لم تتوقف و بالمقابل لم تعطي الحكومات الوطنية المتعاقبة المنطقة أي اهتمام ما جعل المصريين يسعون الي اغراء سكان المنطقة للمطالبة بالانضمام الي مصر. - - في عام1986 م نقل ضابط شرطة برتبة مقدم يدعي كمال جلال احمد هاشم كمدير للجوازات بالإقليم الشرقي آنذاك وقد لاحظ هذا الضابط النابه محاولات المصريين لإغراء ابناء مثلث حلايب وشلاتين للمطالبة بالانضمام الى مصر - فقام بكتابة تقرير لمجلس الوزراء عبر وزارة الداخلية اوضح فيه خطورة الامر وانه مقدمة للسيطرة الناعمة على المثلث برضاء الأهالي واقترح خطة لمقاومة ذلك بإقامة مجمع حكومي في بوابة شلاتين وهي تبعد حوالي 150 كم من حلايب علي ان يضم المجمع كافة الخدمات - الجوازات / حرس الحدود / كتيبة من الجيش / وضابط ادارى لخدمة ابناء المنطقة ولإحداث بعض التنمية فى المنطقة كما طالب بإعطائه 80 الف بطاقة جنسية وتفريغ عدد تسعة ضباط شرطة وعشرون من افراد الشرطة لاستخراج جنسيات لمواطني المنطقة – وقد حوي التقرير العديد من الارقام والبيانات والخرط وشهادات مواطنين – ارسل الضابط التقرير وتابعه وتأكد من ايصاله للسيد / الصادق المهدى رئيس الوزراء آنذاك – انتدب مجلس الوزراء لجنة ثلاثية لمقابلة الحاكم والذى حولهم بدوره للضابط كجهة اختصاص لمناقشته في الاقتراح – وفي بداية المقابلة اوضحوا له انهم علي عجلة من امرهم للعودة في نفس اليوم للخرطوم وكان السؤال الوحيد الذى وجه له هل قمت بتقدير تكاليف انشاء المجمع المقترح واسئلة من هذا القبيل واحس الضابط بعدم جدية اللجنة وانتهى الاجتماع – واجتهد السيد / الضابط في اقناع اهالي المنطقة باستخراج جنسيات وقدم لهم تسهيلات كبيرة وتمكن من اقناع المئات منهم وعندما احست السلطات المصرية بخطورة تحركاته علي مخططاتهم خاطبت السلطات التي قامت بنقله واعادته مرة اخرى الي الابيض منهية بذلك جهد ضابط وطني غيور علي مصلحة وطنه ومبادر فى حدود اختصاصاته. - - استمر مثلث حلايب وشلاتين تحت السيادة السودانية حتي محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اديس ابابا فى بداية التسعينات واتهام الحكومة السودانية بالضلوع في المؤامرة من قبل الحكومة المصرية ولتأكدها بان المثلث ضمن الاراضي السودانية وانها لا تملك الحق فيه قانونا اهتبلت فرصة محاولة الاغتيال واحتلت المثلث مهددة الحكومة بانها سوف تحرك قضية الاغتيال في مجلس الامن اذا طالبت باستعادة المثلث لسيادتها – لذلك لم تتجرا الحكومة علي مثل ذلك الطلب حتي الان لذلك يحق لنا ان نتساءل هل من الممكن استعادة مثلث حلايب للسيادة السودانية فى ظل هذا النظام ؟ . - *ملاحظة - احيل الضابط العقيد - بعد ذلك - كمال جلال احمد هاشم مثل كل الخبرات والكفاءات والشرفاء للصالح العام في بداية عهد الانقاذ وقد توفاه الله فى منتصف التسعينات عليه رحمة الله. [email protected]