ليس بمقدور احد او من حق اى احد ما ان يمنع فردا اخر من اى منطقة فى العالم من التنقل من منطقة الى اخرى , الا اذا كان فى ذلك مصلحته لوجود الاوبئة فى المنطقة المعينة , وعندما نتحدث عن الهجرة من المناطق الريفية والاقليمية فى السودان , نجد ان القول المتزايد من مواطنى المدن فى البلاد ضيقا منهم من مواطنى الارياف يعمل على تفكك اواصر الوحدة الوطنية وتفكك تلاحم سدة الشعب , فمواطنى الارياف جزء من هذا الوطن لهم حق الانتقال والبحث عن مميزات المعيشة الحقة اينما حلوا , وان كانت الظروف هى المسبب الاول لانتقالهم ذلك لخلو المناطق الريفية من الخدمات فى الصحة والتعليم الجيد والجامعات الكبرى والمعاهد العلمية , الا ان استقبال مواطنى المدن لم يكن بحرارة الماضى عند نشوء المدن وتجمعها من الارياف ونشوء الطبقة العاملة والوسطى من الكتبة ورؤساء العمال كما من الراسمالية الصناعية والبرجوازية السودانية منها والاجنية من هنود واغاريق الان تشهد مدننا تزاحما يتبعه نقصان فى الخدمات وبينما تسعى السلطة التى لاتجد تاييدا من المواطنين لسياساتها منذ الايام الاولى للانقلاب , اعنى بينما تسعى السلطة لتطبيق سياسات تعمل على تشجيع العودة الطوعية , الا ان فكرة ان تصبح القرى مماثلة للمدن اصبحت بعيدة عن اذهان المواطنين , فالراسمالية التجارية ونتيجة لسياسات السلطة نفسها فى الزكاة والاستقطاع الضريبى تزيد بذلك من اسعار السلع فى الارياف بشكل اكبر , واذا اضفنا لذلك سياسات السلطة نفسها فى قطاع الزراعة كونها تدعم المزارعين بقروض لايستطيعون دفعا لارتفاع اسعار الجازولين والاسمدة بينما السلطة تاخد منهم المحصول باسعار تفرضها عليهم , وتجعل مواطن القرى لايستطيع ان يدفع فى خدمات مناطقه ويسعى للحصول على عمل هامشى تاركا اسرته فى القرية , ومستوطنا مع عدة من الشباب امثاله من اجل حفظ المال والتشارك فى اجرة المنزل . ليستطيع بذلك دفع فواتير المستشفيات والتعليم والانارة والمياة. نقلت معها هذه الهجرات كثيرا من العادات السلوكية الجيدة فى التكافل والتراحم الصعبين على افراد المدن , كما انها قد صوحبت ببعض مظاهر انتقال المغبة من الفقر والتنافس الضارى , مجهدة افراد القرى والمدن فى العمل المضنى والسهر على الكسب متقاسمين المال اليسير فى حالتنا حالة الازمة الاقتصادية , وان كانت الهجرات قد غيرت من شكل العمران وامتدادات المدن فى شكل السكن العشوائى والسكن الغير مخطط والتداخل العمرانى فى الاحياء , الا انها عملت على زيادة الخدمات المقدمة للمهاجرين من مستلزمات يومية فى الاطعمة والمشروبات والملبوسات , فاتحة المدن لتكون اسواق كبيرة مزدحمة , فى اطرافها وفى وسطها , مسهلة الطريق للراسمالية التجارية التى اكتسبت بذلك مكاسب اكبر , وموارد اكثر , الا ان النقص الاكبر يكون فى ان الهجرة للمدن هى على حساب الراسمالية الزراعية التى فقدت عمالها وفقدت بذلك انتاجها الجالب للعملة الصعبة الساندة للاقتصاد الوطنى [email protected]