أحد النواب في برلمان إحدى الدول العربية اقترح عرض نواب برلمانهم على أطباء نفسيين لتقييمهم وتوجيههم نفسيا و سلوكيا بسبب عدم انضباط النواب في أدائهم وكذلك لسوء تصريحاتهم , ومما دعا إليه كذلك البحث في خلفية النائب الأكاديمية وهل لديه ملكات إبداعية وأفكار حلول للمشكلات , مستصحبا نهج الأندية الأوربية التي تستعين بأطباء نفسيين لحل مشكلات اللاعبين وبالتالي يزيد مردودهم في الملعب . اقتراح هذا النائب وحال زملائه النواب ذكرني بوزراء حكومة السودان والمسؤولين والبرلمانيين الذين ظلوا يمطرونا بوابل سهام ألسنتهم الحادة شتما وسبا وتهديدا. آخر الراكبين على موجة التهديد والوعيد هو الفريق شرطة التهامي الذي قال : ( أي واحد يقل أدبه بنقطع ليهو رقبته ) . هذا الفريق شرطة نصب نفسه شرطيا وقاضيا وجلادا ولم يعطي المتهم حق الدفاع عن نفسه . أين أنت أيها الفريق شرطة من مليشيات الجنجويد التي تعتدي حتى على ضباط و أفراد شرطتك وإذا أردت أن تحاسب احدهم اجزم بأنك ستطلق ساقيك للريح ويا ليتها تنجيك من ضرب سياطهم . وأين أنت من قلة أدب الاثيوبيين في الفشقة و في الخرطوم , و أين أنت من قلة أدب المصريين حكومة وشعبا في حلايب وحلفا واشكيت , أم أسد علينا وفي الحروب نعامة ؟! . تهديد الفريق شرطة التهامي لنا كان آخر العروض في سلسلة تسابق المسؤولين والنواب لكسب رضا (الفرعون ) و ( هامانه ) . الفرعون الذي يمشي عاريا متبخترا في شوارع المدينة متدثرا بعباءة الأتقياء الشفافة وهو لا يعلم انه قابض على جمرة من نار الخطيئة الكبرى ويظن ظن الواهمين انه يعيش في ظل رضا ربه القهار وشعبه المهان والمقتول والمغتصب ليل نهار . عجبا لمن كان جائعا وعندما شبع طعاما وشرابا وشهوة وانتفخت أوداجه لم يحمد الله بل أطلق غازات مخارجه النتنة بغير استحياء حتى يغبش على أعيينا الرؤية , فنرى الظلم عدلا ونرى الجوع شبعا ونرى الحرب سلاما , فيهلل المخدوعون ( سير سير يا البشير ) فلتسيروا جميعا إلى درك الشقاء والجحيم , فنحن نراكم ونشمكم كما تشم الأسود رائحة الجيف . إن كان نائب البرلمان في دولته المستقرة بغير حروب ولا معاناة نزوح ولا قلة طعام مثلنا , و بلده نظيفة حتى اصغر قرية فيها مقارنة بحال السودان الذي نخجل نحن أهله من حال بؤسه الكامل في عاصمته , بسبب تقاعس مسؤوليه وتخبطهم وعدم أمانتهم وفوق هذا يشتمونا فإن كان ذاك النائب يطلب توجيه زملائه نفسيا فماذا نفعل نحن بمسؤولينا ونوابنا ؟ هل نرسلهم إلى (مستشفى التجاني الماحي ) أم إلى مكب النفايات حتى يريحونا من باطل القول وسفيه الكلام , وفعلا صدق المثل ( جونا فزع وبقوا لينا وجع ) . [email protected]