صورة بائسة تلك التي حاول وزير النقل المهندس مكاوي محمد عوض رسم ملامحها ومضامينها وهو يتحدث صباح الجمعة الفائتة بحسرة وندامة وحزن عن الانهيارات الكبري التي اصابت قطاع النقل في بلد تتضاعف في الحاجة يوما بعد يوم لكل وسائل النقل والوصل والتوصل فالاراضي الشاسعة في السودان لازالت تنتظرمن يعبد طرقها ويربط بين ريفها وحضرها ..ومشروعات كثيرة من الطرق ترحل ميزانياتها عاما بعد عام فالميزانيات دائما بلا قدسية وبلا قانون يحميها فالاعتمادات المالية المرصودة لمثل هذه المشروعات تتلقفها افواه مفتوحة وتبددها كذلك حالات الاستثناء وبنود الصرف المتحركة بلا سقوفات وبلا حتي ضوابط فتتعطل معها بعض من عمليات التنفيذ لكثير من الطرق الحيوية والضرورية قبل ان تبدأ سواء كان ذلك علي المستوي المركزي او الولائي قبل ولهذا فان الطرق المسفلتة في بلادنا كما يقول المهندس مكاوي لا تكافي حاجتنا الملحة وربما لا تقيل البقال المتعثرة خصوصا اننا بلد تتعدد فيه فوارق الاسعار والتنمية والانتاج والخدمات بين ارياف منتجة وفقيرة وحواضر مستهلكة بنهم وشراهة فوسائل النقل هي العامل الحاسم في كل هذه الفوارق والتباينات بين كل المكونات السودانية اننا اذن في حاجة الي رؤية جديدة تعيد هذا التوازن المفقود . وبالامس نعي وزير النقل للسودانيين الناقل البحري السوداني او قل الخطوط البحرية السودانية يحدث ذلك في بلد تتعدد فيه البحار والانهار وتصنفه الكثير من هيئات النقل العالمية بانه المعبر او المنفذ الاهم ان لم يكن الاوحد لاعماق افريقيا والقناة التي بها تتداخل تتلاقي عبرها الاسواق العالمية في تجاراتها الاستراتيجية والخطوط البحرية السودانية كانت يوما ما تملاء الافاق واداة وطنية لتفكيك الكثيرمن الازمات وتبعد من السودانيين شبح المجاعات وتسويق انتاجهم الوفير من الزراعة والثروة الحيوانية ولكننا الان بتنا نمتلك البحار والمواني وركاب التجارب ولكننا بلا سفن وحتي السفينة الوحيدة المؤجرة سيتم ارجاعها الي اصحابها اما جيوش البشر من الاداريين والمهندسين والفنيين والعمالية الدائمة او المستمرة سيتم تسريحهم فالخطوط البحرية الان دخلت مرحلة التصفية النهائية وقتها سينضم الي قائمة المفقودين من قطاع النقل في بلادنا من بعد سودانير مفقود اخر هو الخطوط البحرية ولا عزاء هنا لوطن مفجوع بضياع قدراته وموارده وستنفتح من بعد ذلك ابواب مشرعة للمهاجرين الجدد من الكفاءات والخبرات التي صنعت مجدا وتاريخا وعطاءا للخطوط البحرية السودانية بتاريخها القديم وهكذا تتكرر مشاهد الحزن والرحيل والتشييع لنجوم سمقت في فضاءات الحق العام ولكنها وبكل اسف قبرت وبلا مبالاة نقابيون في وجه العاصفة . ما بين القيادة والنقابة يشتد صراع البقاء او الرحيل داخل حوش البرلمان وما بين المنصة والنواب تنكفي الممارسة البرلمانية علي الذات فنواب الشعب يهدرون جهدا ووقتا كبيرا يغازلون فيه مطالب النفس واحتياجاتها من عربات وامتيازات دستورية . اما اهل النقابة بالبرلمان يحاولون الانتصار لذاتهم ويصطفون في "غضبة" بارادة واحدة في وجه عاصفة مزلزلة تنتظرهم يحاولون تفنيد ادعاءاتها ببيان رسمي ..يتساءلون في حيرة : " كيف اننا بلا مهام وبلا فاعلية وبلاء اعباء ونحن رجال "الثورة " التي حملناها فكرة ومشروعا وبرنامجا منذ ايامها الاولي هكذا هو لسان حالهم الذي لاينطقون به الا سرا او جهرا علي استحياء , فهل حقا اكتشفت الحكومة الان فقط ان هؤلاء النقابيون لا مهمة لهم وان ما يتلقونه من مرتبات تدخل في منظومة "المرتبات الكيري" ولكن السؤال الذي كان من الاجدي طرحه هنا في مرافعة الاستاذة بدرية سليمان التي تنشط وبشكل جاد لتفريغ البرلمان من كل الذين بلا اعباء ونحاول صياغة هذا السؤال .. منذ متي كانت هؤلاء النقابيون ال(45) بلا مهام ؟ هل منذ ان التحقوا بهذه الوظيفة ؟ ام جاؤا برفقة الانقاذ عشية 30 يونيو الشهيرة ؟ وهل هم الوحيدين داخل حوش المجلس وحتي داخل "القبة" بلا مهام ؟ لم تحدثنا الاستاذة بدرية كيف فقد هؤلاء مهامهم النقابية .. بالتقادم ام بالاحلال ام بسحب الملفات والاختصاصات من بين يديهم ؟ ام بالتطور الالي او التقني والقضية المحورية هنا منذ متي سقطت مهامهم ؟ فان كان لهؤلاء الخمسة واربعين نقابيا حق وقضية مشروعة فانصفوهم ولا تشردوهم فالبرلمان فنصيحتنا لاعضاء النقابة المغضوب عليهم نقول لهم : اذا ضاعت قضيتكم او سقطت مغشيا عليها عند عتبة البرلمان فلا تفكروا كثيرا واحتسبوا الامر لله فلملموا اشياءكم واوراقكم القديمة واخرجوا بذات الباب الذي به دخلتم قبل ان تاتيكم قرارات التشريد والاقصاء وهي الان ربما علي نار هادئة في انتظار النضج . غربال الرزيقي ظهر اليوم الاثنين وبمقر اتحاد الصحفيين يبدا السيد نقيب الصحفيين الاستاذ الصادق الرزيقي تقليب كشوفات ودفاتر عضوية اتحاده من الصحفيين المحترفين في محاولة لغربة هذه العضوية وتنقيتها من كل الشوائب والعوالق التي ربما تاخرت هذه الفكرة او المبادرة كثيرا حتي اصيبت هذه العضوية بالتخمة والتمدد والاورام خبيثها وحميدها وحينما يحدق السيد النقيب في كشوفات وقوائم الصحفيين سيكتشف ان مبادرته هذه تاخرت كثيرا وسيتبين له ايضا ان نفر ليس بالقليل نالوا شرف الانتماء للمهنة بلا رهق وبلا عناء وبلا نكد يمارسون مهنة الصحافة في مجالسهم ومنتياتهم الخاصة بعيدا عن اوراقها ومطابعها اما اهل القبيلة من الصحفيين القابضين علي جمر المهنة الباحثين علي فتات من معلومات متناثرة ينتظرون مرحلة اخري فيها تتحدد الفواصل بين الصحفي واللاصحفي وبين المهنة وسارقيها وفيها ايضا تصوب المنافع والمكاسب والعطايا الي من يستحقونها فنريدها مهنة بلا دخلاء وبلا غرباء فهل يفعلها السيد النقيب ؟ . اليونميد "الرحيل المستحيل" . رغم قناعة الكثيرين ومن بينهم الحكومة بان بعثة القوات الاممية بدارفور والتي يطلق عليها اصطلاحا (باليونميد) لم تفلح كثيرا في ان نزع فتيل النزاعات ولا حتي في تهدئة الخواطر بين مجموعات وقبائل دارفور ولهذا فان الحكومة ورغم اعتقاداتها بان حرب دارفور تراجعت كثيرا لكنها لا ترعي في قوات اليونميد جهدا اوفعلا يمكن ربطه بالتطورات الموجبة في دارفور وحتي مجتمعات دارفور نفسها لا تري في هذه البعثة سوي انها وبالا وعبء ثقيل حملته هذه المجتمعات وهنا علي وهم . واغرب ما هذه البعثة انها اطالت البقاء في مهمة لا طائل منها ربما طابت لها الارض واستكانت وسط مجتمعات تحترف الجودية باكثر مما تقوم به هذه البعثة الاممية وفي مرات عديدة حزمت جماعة اليونميد حقائب الرحيل من دارفور غير ان الامانة العامة لهذه المنظمة تبطل قرار الرحيل هذا فكل ما ينتهي اجل تتمدد ىجال اخري في الاثناء يبحث فريق ثلاثي مشترك الان بالخرطوم امكانية اتخاذ قرار حاسم لاخراج اليونميد من دارفور من خلال اقرار خارطة طريق واضحة المعالم لخروج هذه البعثة وهي خارطة تشترك في رسمها الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي والحكومة السودانية . يبدو ان الحديث عن نهاية الحرب بدارفور او حسم التمرد هناك في ظل وجود بعثة اممية معنية بانهاء الحرب يعطي مؤشرات ربما لا يمكن فهمها بهذه المعطيات فنهاية الحرب تعني بالضرورة سيادة كاملة علي كل الرقعة المحروقة بدارفور دون وجود لاية قوات لليونميد وبالتالي فان خروج هذه القوات الاممية سيخدم الحكومة كثيرا اولا في مصداقيتها بان الحرب انتهت وان دارفور ليس في حاجة الي قوة خارجية تحفظ الامن والسلام ثانيا ان الحرب حسمت لصالحها وان التمرد كسرت شوكته في معركة قوز دنقو ولهذا فان الحكومة تحاول التعجيل بانهاء تفويض هذه القوات . [email protected]