أحداث منطقة #آزرني2....#السجن للقاتل (عامل الدرداقة) #والدية لأهل القتيل... ثم #الحرية للقتلة المنتقمين (أقرباء القتيل)، واما الضحايا أهل السجين، ليس لهم سوى #المقابر...إنها السودان حيث يسود قانون الغابة!!! لا تزال دار أندوكة تذبح فى صمت، تختلف المجازر والأدوات والغرض واحد...!! للمرة الثانية يقع الحدث فى نفس المنطقة النائية (آزرني) قبل أن تلتئم جراحها ، وقبل أن تجف دماء أم تجوك وتنطفي حرائق محلية مولي ...هاهي المجموعات القبلية المحصنة نفسها ترتكب مجزرة جديدة بمنطقة آزرني القريبة من مدينة الجنينة فى غربي دارفور، وذلك للتغطية على قتل شخص واحد منهم بسبب ردة الفعل الغاضبة من عامل (الدرداقة) ، الذى دافع عن نفسه رافضا الظلم والابتزاز والتنازل عن حقة المشروع، فى ظل غياب تام للسلطة والقانون وثقافة البقاء للقوي...!! بدأت المشكلة بين عامل الدرداقة (طرف أول) ورجلين من سكان المحلية (طرف ثان) ...حيث استأجر الطرف الثاني الدرداقة، بغرض توصيل طلباتهم، وبناءا عليه التزم الطرف الأول بتوصيل الاشياء، إلا أن الرجلين رفضا دفع مستحقات عامل الدرداقة بعد التوصيل، وعليه غضب الطرف الأول، لم يستطع تمالك نفسه فاستل سكينا وسدد الطعنات القاتلة على الرجلين ، وهما من القبائل العربية، مما أدى الطعن إلى وفاة أحدهما، ثم هرب بعد ذلك عامل الدرداقة مباشرة إلى مركز الشرطة لتسليم نفسه والأدلاء بشهادته ...فلم يجد أهالي القتيل سبيلا للإنتقام من الطرف الأول، فقرروا العودة لجمع أقاربهم والتسلح بالبنادق النارية وشن هجوما اشوائيا انتقاما من الجميع، دون تمييز بين من هم أهل وأقارب أو جيران وحتى المارة، بل وذهبوا أبعد من ذلك بالهجوم أحد المقدسات الإسلامية! وإطلاق وابل من النيران على المصلين أثناء تأدية صلاة المغرب بإحدى المساجد بالمنطقة ، مما أسفر الهجوم إلى قتل عدد 6 أفراد فى الحال وجرح آخرين...!! ندد الكثير من الناشطين السودانين بالجريمة النكراء وسرعان ما إنتشر الخبر حول العالم حيث قوبلت الجريمة باستهجان وغضب وإدانات بأشد العبارات ، نسبة لبشاعتها والهمجية التى تمت بها... ولكن هذا الحدث يعيد إلى الأذهان استفهامات كثيرة ظلت غامضة بلا تفسير...! وكذلك يطرح سؤالاً كبيراً وهو لماذا سكتت الحكومة؟؟ ولماذا لم يتحرك أيا من المسؤلين فى حكومة الولاية لاحتواء الموقف؟؟ ولماذا لم تصدر أي بيانات رسمية على الأقل بغرض تهدئة النفوس؟؟ ولماذا لم يخرج أيا من المسؤولين الحكومين للمشاركة فى تشييع الجنازات، أو يذهب لمواساة أهالي القتلى، ...الخ؟؟ وهل نفهم من هذا الصمت أن هذه الجرائم تأتي فى سياق أهداف حكومة الخرطوم، التى تسعي بأساليب مختلفة إلى القضاء على بعض الاثنيات السودانية؟؟ ...ألا يكفي ذلك دليلاً على أن الحكومة بعيدة كل البعد عن الإنسان فى دارفور؟؟ ...وهل تختلف الدماء التى اريقت عن غيرها من الدماء؟؟ ...الخ. كل هذه التساؤلات المحيرة والمثيرة هى بالأساس تستند الى الأحداث المتكررة والمتصلة ببعضها، وإلى أداء السلطات الحكومية وتجاهلها المتعمد لمثل هذه الاحداث ...وهذا التجاهل المقصود يؤكد حقيقة مفادها أن لدى حكومة (المؤتمر الوطني) مبررا في قوانينها الضالة لتصفية شعوب معينة فى دارفور ومناطق أخرى من السودان، بزريعة أنهم يعارضون نظامها السياسي، ومذهبها العنصري المتطرف، والحاضن للإرهاب ...وهى نفس المبررات إلتى إستندت اليها هذه الحكومة في قتلها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء وشردت مئات الآلاف آخرين من أبناء الشعب السوداني آنذاك فى جنوبنا الحبيب. الإجابة مؤلمة في كل الأحوال، ولمجرد أن تكون إنسان من دارفور فتلك جريمة كبرى، ...ولكن وفقا معايير الحزب الحاكم، وكذلك مليشياتها المتكاثرة المتناثرة ، فمن الخطأ قتل أي شخص له علاقة بنظامها القائم على المرجعيات القبلية الجهوية، حتى لو كان مخطئا أو معتديا على غيره ...من الخطأ مسه بضر حتى لو لم يكن مواطناً سودانيا أو يحمل الجنسية السودانية ، وأما في إقليم دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق....الخ، يجوز قتلنا ومساومتنا على دمائنا لأننا لسنا تابعين لتلك الخلفيات الإثنية ولا تعنيهم أمرنا، ولأننا لسنا عربا متشددين للعروبة ولا إسلاميين متطرفين دينيا.... ولأننا لسنا قوة تعتدي على الغير ولأن مجتمعاتنا فقيرة لا تستطيع شراء الذمم ولا دفع فواتير الأممالمتحدة، ولا تمتلك البترول أو المال الكافي لإغراء الدول الكبرى بقدرتها على شراء الأسلحة والطائرات، ولا تستطيع أن تغري الدول العربية والاسلامية بإنشاء استثمارات كبيرة أو بذل العطايا والهدايا لرؤسائها البائسين ...ولأننا لا نقبل أيضاً أن نكون أداة بيد أحد أو لعبة تحركها الأصابع ، لا ولن نقبل أن يكون وطننا حديقة خلفية للسعودية أو قطر...!! لهذا يقتلوننا ويدمرون بيوتنا لأننا ببساطة إخترنا أن نكون أحرارا... ولأننا شرفاء ، أتقياء ، أكبر منهم وأوفر منهم كرامة وعزة وتاريخ ، نعم نحن السودانيون الشرفار ...لسنا شعوبا ضعفاء لكننا أرق قلوباً وألين أفئدة ، نحن شعب مسالم لا يميل الى العنف والإعتداء بالباطل ، لكن هذا لا يعني أننا لا نملك الإرادة والقوة التي تجبر كل معتدٍ على الخضوع ، ونملك البأس الشديد... هؤلاء دمروا بلادنا والإنسان لأنهم لم يجدوا سبيلاً لكسر إرادتنا أو تركيعنا، وقد جربوا ذلك خلال أكثر من ربع قرن ، وغداً سيعلمون شدة بأسنا، واننا أحفاد اؤلئك النفر من الجدود، الذين إنتصروا على أسيادهم واخرجوهم من الوطن ، نعم، غدا سيدركون عزمنا وإنَّا لفاعلون...!!! المجد للشهداء والغزي والعار للطغاة والجبناء. أيوب يحى (أبو دمباري) [email protected]