شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    شاهد بالصورة والفيديو.. ناشط مصري معروف يقتحم حفل "زنق" للفنانة ريان الساتة بالقاهرة ويقدم فواصل من الرقص معها والمطربة تغي له وتردد أسمه خلال الحفل    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    خريجي الطبلية من الأوائل    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    لم يعد سراً أن مليشيا التمرد السريع قد استشعرت الهزيمة النكراء علي المدي الطويل    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    تحرير الجزيرة (فك شفرة المليشيا!!)    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وادى سيدنا الثانوية.. اخت حنتوب يا شقيقة.(1)
نشر في الراكوبة يوم 29 - 05 - 2016

*المستر و. م. فركهارسون-لانق من كبار معلمى كلية غردون البريطانيين الذى كان اول من اُسنِدَت اليه "نِظارة " مدرسة وادى سيدنا –فيها " عندما استكتبه القائمون على اصدارمجلة "وادى سيدنا" فى عددها الاول بتاريخ السابع عشر من مايو 1948مقالة جاء فيها"عندما تقررانتقال القسم الثانوى من كلية غردون الى موقع خارج المدن الثلاث وقع الاختيارعلى منطقة وادى سيدنا على شاطىء النيل على بُعد عشرين كيلومتر شمالى مدينة امدرمان وهى منطقة تميزت بقُرب على بعد وبُعد على قرب من العاصمة مستوفية عددا من المواصفات التى كانت مطلوبا توفرها فى الموقع الجديد . اقترن اسم المنطقة بشيخ صوفى وعالم دين اطلق عليه الاهالى لقب "سيدنا" يقال انه قدم فى اواخر القرن السادس عشراوبداية السابع عشرالى ذلك المكان فى معية اقوام من اهل شمال السودان الذين استهواهم ذلك الوادى بين نهر النيل وطريق المسافرين غربى النيل حيث طاب لهم المقام واستقر بهم النوى يرعون قطعان ما كان لديهم من انعام ظلت تتوالد حينا بعد حين وصارذلك الشيخ يعلّم الصبية القرأن الكريم ويرفع جهالة الكبارتفَقُّها فى الدين بما تيسّرله من علومه ومعرفته باصوله. وعلى بعد نصف ميل شمالى مبانى المدرسة وعلى قرب من قرية "النوفلاب" كان والد الامام محمد احمد المهدى الذى كان قد قدم مع نفر من اهله واستقر بهم المقام يمارسون مهنة بناء المراكب الشراعية على ضفاف النيل والذى حين وافاه الاجل المكتوب والكتاب المسطورتم دفنه واقيمت على قبره فى لاحق من الزمان قُبّة ظلت قِبلة للزائرين وبين هذا الضريح و قبرذلك الشيخ العالم الصوفى بدأ بناء المدرسة فى عام 1938 وكان يفترض ان تكون المبانى قد اكتملت لتبدأ الدراسة فيها سنة 1940الآ ان اندلاع الخرب العالمية الثانية حال دون ذلك لحاجة الحكومة البريطانية الى ما كان قد اكتمل بناؤه من مبانى المدرسة لخدمة اغراض الحرب خاصة ابّان فترة الاقتتال بين الاثبوبيين والايطاليين واستخدام القوات الملكية البريطانية لجزء من المبانى كمستشفى حربى وقاعدة جوية انطلقت منها فى غمارالحرب بعض قوات الجيش الامريكى فى اهدافها البعيدة والقريبة.وبانتقالنا من الكلية الى وادى سيدنا فى يناير1946بدأت حقبة جديدة من تاريخ السودان و يبدو ان كل المنطقة باكملها بما فيها الوادى على الشاطىء الغربى من النيل اخذت اسم"وادى سيدنا"من لقب"سيدنا"الذى اطلقه "حيران" ذلك العالم الصوفى من المتلقين على يديه القرآن وعلوم الدين وهو من كان اسمه "موسى ود مرون" حسبما افاد الاستاذ الجليل دكتور تاج السرحمزه الريح رئيس قسم اللغة العربية بمعهد "جورج شولتز" التابع لوزارة الخارجية الامريكية بالولايات المتحدة وهومن وُلِد ونشأ وترعرع ودرس فى صرح وادى سيدنا خلال منتصف ستينات القرن العشرين وكان على أفول نجم الوادى الاخضروغروب شمسه من الشاهدين.
نظم استاذ الاجيال احمد محمد صالح – عليه الرحمة فى الفردوس الاعلى- قصيدته التى اشتهرت واصفا فيها احاسيس الاسى ومشاعر الحزن على كلية غوردون التذكارية كمدرسة ثانوية التى مطلعها"مال ميزانها وحان الغروب00وانقضى عهدها فليست تؤوب".." شمس علم عُمِرت نصف قرن00 وهى كالسيف عزمها مشبوب" ومرحبا بالمدرستين الجديدتين اللتين سينتقل اليهما طلاب الكلية اعتبارا من عام 1946 بقوله "برزت من قرابها وادى سيدنا00 وانبرت من عرينها حنتوب".."فى سبيل الاوطان يستسهل الصعب00 ويحلو التشريد والتغريب".وكانت مبانى مدرسة وادى سيدنا قد استوت فى الافق البعيد شامخة تتراءى للغادين والرائحين ولعابرى كل سبيل سواء كانوا مسافرين شمالا غرب النيل من مدينة امدرمان اوكانوا طلابا عبرالزمان منطلقين الى ربوع الصرح الزاهى لاكتساب المزيد من العلوم والمعارف والرشاد ممن وقع عليهم الاختيارمن المعلمين والعاملين للانتقال اليه من كلية غردون التذكارية او من التابعين من الاجيال. سعد طلاب الكلية بالانتقال الي تلك الآفاق الارحب حقيقة ومجازا انعتاقا وتحللا من زخم المدينة وضيق المؤسسة التعليمية التى كانت تضمهم بين اسوارها نهارا جنبا الى جنب مع طلاب مدرسة امدرمان التجارية الثانوية الصغرى لينعموا مع معلميهم باستقرارحياتى ومعيشى ظلوا يفتقدونه منذ بداية الحرب حين جاء انتقالهم من مبانى الكلية العريقة فى الخرطوم وهم يعانون فى انتشارهم بعد ساعات الدوام المدرسى بين العديد من احياء مدينة امدرمان طلبا لراحة لم تكن لتتوفرلهم ولا لمعلميهم فى المساكن المستاجرة لأقامتهم حتى ان كان بعضها على مقربة من المدرسة الاميرية الوسطى فى منطقة سوق المدينة الكبير..وضعت الحرب اوزارها وجاءت ساعة الانطلاق الي الدراسة والرياضة والاجتماعيات والمزيد من تبادل الخبرات وانصهارالثقافات فى بيئة تعليمية فريدة وهواء طلق نقى فانتقلت الي منطقة وادى سيدنا المجموعة الاولى من طلاب كلية غردون التى كان قوامها عدد من ابناء السودان الشمالي وابناء العاصمة وما جاورها . ومنذ اواخرعام 1945 بدأت الحياة تدب وتزداد كلما شارف العام نهايته فى ارجاء المنطقة التى كانت عسكرية لفترة من الزمن وجاءها الحجيج من كل فج عميق يبتنون فى وادى" سيدنا الفكى موسى ود مرون" للسلام ديارا لتبدأ الدراسة فيها رسميا فى الاول من شهر يناير 1946عشرة اشهرقبل ان"تنبرى من عرينها حنتوب" على الضفة الشرقية من النيل الازرق قبالة مدينة ودمدنى حاضرة المديرية فى شهراكتوبرمن نفس العام..وظل عطاء وادى سيدنا - تشد من ازرها حنتوب وما تبعتهما من مؤسسات شبيهات عبرالسنين – يتواصل وهى تهدى للسودان بنهاية شهر ديسمبرمن كل عام كتائبا من خريجيها طوال فترة امتدت ثلاثة وعشرين عاما الى ان دارت الايام ومال ميزان وادى سيدنا وحان غروبها فى 1969 لما تقررانهاء دورها كمدرسة ثانوية واجلاء طلابها المدنيين عنها لتعود الى سيرتها الاولى منطقة عسكرية ويحتلها الطلاب الحربيون المنتقلون اليها من مبانى كليتهم الحربية جنوبى مدينة امدرمان فضلا عمن سيتم التحاقهم بها من التابعين من اجيال الطلاب الحربيين ..وبذلك توقف صرح "وادى سيدنا" سيد الاسم والشموخ عن عطائه الممتد ولم تقم له قائمة بين المدارس الثانوية بعد ان غادرارضه آخرمن تولّى "نِظارته" من المعلمين الذى اشرف على توقف الدراسة فيه فى وجه التعليم المدنى وعلى ترحيل ما كان يزخر به من ادوات على اختلاف الوانها وانواعها وكتب ودفاتر وارث زاخر الى ذات الموقع الذى انتقلت منه المدرسة فى اواخرعام 1945.. – من عجب ان يكون- هو نفس الحيزالضيق من مبانى مدرسة امدرمان الاميرية الوسطى الذى عادت اليه مدرسة وادى سيدنا أرثا وتاريخا كسيرة نفوس ابنائها بعدما قام آخرمديريها بتسليم عمارة وادى سيدنا بقضّها وقضيضها لقائد الكلية الحربية فى يوليو 1969 ومنذ ذلك الحين لم تحظ مدرسة وادى سيدنا ولا الدارسون فيها بأى نوع من الاستقرار وظلت تتنقل من موقع الى آخربين مدينتى امدرمان والخرطوم.. وفى النهاية"راحت بين الارجل" كما يقول المثل. هل من يعلم ما آلت اليه مدرسة وادى سيدنا واين استقر بها المقام وهل لا تزال تحمل ذات الاسم وتحتفظ بألقها فى هذا الزمان الغادر؟
قبل الانتقال لتذكارسيرة "الوادى الاخضر" من بدايته كما يفترض ان يكون الحال تجدر الاشارة الى ان الاستاذ محمد ابوبكر( رحمة الله عليه فى اعلى عليين)الذى كان آخر من تولى "نِظارة" مدرسة وادى سيدنا فى صرحها الشامخ ووقف على اخلائها من كل مظهر "مدنى - ملَكى" وقام بتسليمها لقائد الكلية الحربية قبل ان تغادر قدماه ارض وادى سيدنا لينتقل الى رئاسة وزارة التربية والتعليم ومنها الى ادارة جامعة امدرمان الاسلامية تشاء له الظروف ان يكون ثانى اثنين من المعلّمين السودانيين اللذين جاء فى الخبرانهما كانا اول من وطئت اقداماهما ارض وادى سيدنا عندما قدما اليها منتدبين من ادارة كلية غردون لأداء مهمة تنظيمية قبل بداية انتقال المعلمين والطلاب والعاملين اليها قبل بداية الدراسة فى يناير1946(حسبما حدثنا المرحوم حمزه اّلريّح كبيرسائقى اسطول الترحيل فى وادى سيدنا .. عليه فيض من رحمة الله فى اعلى عليين وجعل الفردوس الاعلى له ولمن انتقل الى دارالخلود والقرار من رفاقه مقرّا لهم ومقاما). ولنبدأ سيراة وادى سيدنا بتذكار من تعاقبوا على ادارتها مبتدئا بآخر من جاءت نهايتها على يديه - أخر"نظّارها" الاستاذ محمد ابوبكر (عليه الرحمة)معلم التاريخ فىها عندما برزت من قرابها فى عام 1946منتقلا اليها من كلية غوردون,, ومعلم اللغة الانجليزية فى حنتوب فى منتصف الخمسينات بعد عودة من غترة ابتعاثه الى بريطانيا حيث احرز فى نهايتها درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف فى الاقتصاد وكان الطريق امامه ميسورا وممهدا الى مواقع ادارة الاقتصاد المتعددة ولكنه آثر مواصلة المشوار فى وزارة المعارف مزاملا والده معلم اللغة العربية والاسلامية فيها فانتقل الى حنتوب يعلّم اللغة الانجليزية خلال اعوام 1955-1958 حينما غادرها الى الخور الخصيب نائبا للناظر ومنها وقع اختيارالاستاذ زياده ارباب وزيرالمعارف فى عام 1960لأعادة الحياة الى القسم التجارى فى المعهدالفنى حيث كان لها وعند حسن ظن الوزير وجاءته الترقية ناظرا لصرح وادى سيدنا الشامخ لتأتى نهايته على يديه بعد قضاء اربع سنوات على راس ادارته (1965 – 1969) ومن عجب انها كانت هى ذات عدد السنوات الاربع الى قضاها فى وادى سينا من( يناير1946الى ديسمبر1949) . هل كان يدرى ان التاريخ سيعيد نفسه بعد خمسة عشر عاما ليعود الى وادى سيدنا ناظرا فى عام 1965ويقضى فيها ذات مدة الاربع سنوات و "كمان" يكون آخر من يغادرارضها مثلما كان اول من وطئت قدماه ذات الارض قبل ثلاثة وعشرين سنة! وهل كان يعلم فى ابريل 1969 ان ميزان وادى سيدنا مال ودنا غروب شمسها لمّا اوحُىَ اليه ان يستبدل احتفال المدرسة السنوى "بيوم الآباء" الذى اقيم لآخرمرّة فى شهر ابريل عام 1969 ليكون احتفالا "بيوم الخريجين"؟ لم يصدّق المتلهفون من الخريجين للعودة الى صرحهم عندت دعوا اليه احتفاءا بهم..هُرِعوا الى تلبية الدعوة تفيض فى جوانحهم سعادة غامرة(ربما املا انها كانت بداية لتقليد مستعاد سيدوم ويتواصل فى مستقبل السنين).بطبيعة الحال حالما تفشّى الخبروعم القرى والحضران مدرسة وادى سيدنا لامحالة لاحقة بمصيركلية غوردون وأنها عائدة اى سابق زمانها عسكؤية قبل قرابة ربع قرن من الزمان كانت الصدمة عنيفة فى نفس كل من كان لهم بالمكان الطيب علاقة عمل اوصلة درس وتدريس .فى الوقت الذى كان كلما التقى نفرمن خريجى الصرحين التوأمين– وادى سيدنا وحنتوب كانوا يطرحون الى بعضهم البعض فكرةالاحتفال باعادة ذكرى بداية الدراسة فى الصريحين العريقين ولقاء الاحياء من قدامى معلميهم ورفاقهم اذ كان الزمن يمضى ولا ينتظرواضحي الصرحان قاب قوسين او ادنى من بلوغهما ربع القرن من العمرولا بد من الاحتفال بيوبيلهما الفضى فى عام 1971. كانت الافكارتطوف فى اذهان خريجي المؤسستين ومعلميهم وطلابهما يتداولونها حينا بعد حين.. ألآ ان فرحة ابناء الوادى الاخضر– قدامى ومحدثين- لم تتم لهم وان سعد عدد منهم بحضوراحتفال الحنتوبيين بيوبيل صرحهم الفضى فى موعده فى مارس1971 .وفى ذلك كان لهم عزاء كبير حسبما جاء على لسان الكثيرين من خريجى الوادى الاخضر فى مقدمتهم كان المرحوم العميد (ألأميرالاى) عمرمحمد سعيد وكيل وزارة الاعلام آنذاك.. رحمة الله عليه فى الفردوس الاعلىالذى لم يألوجهدا فى الوقوف بجانب خريحى حنتوب وشد ازرهم لآنجاح الاحتفال باليوبيل الفضى الحنتوبى
لم احظ بدراسة المرحلة الثانوية فى وادى سيدنا فقد كنت- بحكم دراستى المرحلة المتوسطة فى مدينة ودمدنى الفيحاء-حنتوبيا حتى النخاع و مثلما سعدت بالعمل فيها نائبا للناظرفى عام اليوبيل الفضى فانى لا ازال ابتهج وما انفك اطيرفرحا بعملى معلّما فى الصرحين الكبيرين - الخورالخصيب والوادى الاخضر - مزاملاعددا ممن شاركتهم الوقوف على منصات بعض حجرات الدراسة فيهما اوفى غيرهما من مدارس الذكوروالاناث فى انحاء متفرقة من السودا ن. فى وادى سيدنا بين عامى 1965 و1967سعدت بلقاء عدد من كرام المعلمين – رحم الله من انتقل منهم الى رحاب ربهم يجنون الخلد والاجرجزاء وفاقا على ما قدموا وبذلوا واعطوا من علم نافع وهداية وارشاد. ايام كان لها ايقاع فى الوادى الزاهى الجميل يظل وما ينفك يطربنى كلما طافت ذكريات تلك السنوات الثلاث بالنفس والخاطر مثلما التقيت فى رحاب وزارة التربية والتعليم منذ عام1958عندما كانت وزارة للمعارف وظللت التقى كل عام فى اجتماعات مصححي اوراق اجابات تلاميذ المدارس الوسطى المتنافسين للالتحاق بالمدارس الثانوية باعداد غفيرة ممن عملوا فى وادى سيدنا قى قديم الزمان قبل ان اسعد بالعمل قى ربوعها.وما جادت به الذاكرة عن تلك الايام الخالدات الباقيات ان هو الآ نذرقليل من ذكريات ماض كانت ايامه بكل المقاييس وافرة الاشراق قضيتها فى وادى سيدنا رئيسا لشعبة اللغة الانجليزية التى ضمت من خيرة معلميها نفرا سموا خلقا وتميزوا عملا وفاضوا حماسة.كنا يدا واحدة اترك وصف ثمرة جهاد اولئك الرفاق لمن سعدوا بالجلوس الى حلقات درسهم من الطلاب. فى سعيى لاسترجاع ما اختزنته الذاكرة وتسجيله وبثه مكتوبا استجابة لمن عتبوا علىّ لعد م تذكارى سيرة "الوادى الاخضر" واهله وخاصة فى ايامه الزاهيات الاولى قبل ان اسعد بالعمل بين ربوعها وُفِّقت فى الاستعانة بعدد ممن كانت لهم صلة درس اواقامة فى وادى سيدنا شاكرا لهم ما اعانونى به من معلومات وحقائق كنت اجهلها. فى مقدمتهم استاذى الجليل محمد عبدالحليم محجوب–(حفظه الله ومتّعه بالمزيد من الصحة والعافية الذى كان رئيس الرؤساء بموقعه رئيسا لداخلية "ونجت"عند انتقاله الى وادى سيدنا فى مقدمة رفاقه طلاب السنة الرابعه فى يناير 1946 كما كان للاخ الكريم دكتورتاج السرحمزه الريح (احد من سعدت بالوقوف امامهم فى احد ى حجرات الدراسة) دورعظيم بافادتى بالوفير من مخزونه عن الصرح الشامخ حبث ولد ونشأ وترعرع فى كنف والده كبيرسائقى اسطول الترحيل المرحوم حمزه الريح (عليه الرحمة فى اعلى عليين) وما توفر لشقيقه سعادة السفيرعبدالرحمن وبما تلقاه من ابن عمه اخى عزالدين سيد احمد الفكى .. وبذا فان ما ستجدونه ايها الاحباب –باذن واحد احد- عن وادى سيدنا طوال تاريخها المجيد لهو جهد مشترك لا لدعى لشخصى الضعيف كبيردور لى فيه. هذا فضلاعن انى اظل اؤكد ان ما يسجله من عاشوا تجربة الدراسة والعيش والانطلاق طوال سنوات دراستهم فى تلك الصروح التعليمية الشامخات لهو أعظم قدرا واكثرصدقا وبهجة وامتاعا ومؤانسة لمن يطلعون عليه من القراء ورفاق دربهم وزملاء صباهم على وجه الخصوص ومن تعاقبوا على الدراسة اوالعمل فى ذلك االمكان الساحر على مرالزمان بحسبان ان حديثى ينبعث من "معلم" عمل وعاش فى المكان ومن منطلق ونظرة تختلفان كثيرا عن نظرة الدارسين .ولمن عتبوا على شخصى الضعيف ايثارى تذكار حنتوب على غيرها د هانذا استجيب لهم أملا ان أُوفّق فى عرض ما استطعت استرجاعه وجمعه من ذكريات تلك الحقبة وما قبلها بعون ممن ذكرت من كرام الرجال وللائمين العتبى حتى يرضون .
انطلق مَن تقررانتقالهم مِن طلاب كلية غوردون الى وادى سيدنا وقد سبقتهم منظومة خيّرة من كبارمعلمى الكلية سودانيين وبريطانيين شارك فى اختيارهم المسترلانق "هيدماستروادسيدنا"(وعبارة"هيدماستروادى سيدنا مثلها مثل هيدماسترحنتوب" كان لهما بريق جاذب عند استنطاقهما والق يحيط بحامليهما فى ذلك الزمان بما توفّر لهم من الهالة والتعظيم والتقديروالاحترام لما كان يقع على عتقهما من المسؤوليات الجسام والسلطات الاكاديمية والادارية الواسعة التى تحيط بموقع عملهما فى الصرحين الكبيرين وما جاورهما من قرى وارياف..وحيث انى لم احظ برؤية المسترلانق او معايشة ادائه فأن القليل مما عرفته عن الرجل كان مستقى من بعض الذين كانوا من طلابه والتقيتهم عبرسنوات دراستى فى جامعة الخرطوم.ربما كانت شهادتهم عن الرجل منحازة له او عليه وهم فى مرحلة الطلب. فقد .اختلفت رؤاهم عن الرجل حينا واتفقت احيانا أُخر.مما يجعلنى فى حِل عن تا كيد ما قيل حتى ان كان متفقا عليه بينهم. مقارنة بالمستر براون - التربوى العظيم وحسبما عبّرعنه معاصروالرجلين من رفاقهم المعلمين والطلاب فى كلية غوردون او فى الصرحين العظيمين لاحقا .. وبما كان قد توفرلهما لقيادة العملية التربوية فى الموقعين من تشابه وتماثل فى متطلبات قيادة العملية التربوية فأن المستر لآنق لم يكن ذو حظ كبير ان جاء اختياره لنظارة وادى سيدنا مزامنأ لمن وقع عليه الاختيار ليكون"هيدماستر حنتوب" بحكم اختلاف خصائص شخصية وحياة الرجلين و بيئة نشاة كل منهما وظروف مسارعمل كل منهما فى كلية غوردون وما قبلها فضلا عما اتيح لكل منهما من وسائل ممارستهما القيادة والريادة فى المؤسستين الى جانب سابق خبرة كل منهما الادارية فى السودان. زدون انحياز للمستر براون فأن الرجل حظى بصيت وسمعة عالية فى مجال عمله فى حنتوب وخارجها فضلا عن حب ومعزة طلابه لا شك انها كانت اعظم قدرا مما حظى با مسترلانق والاسباب لذلك تتعدد دون ان ننسى طول مدة بقاء المستر براون فى حنتوب لتسع سنوات متصلة وقصرما قضاه المسترلانق فى وادى سيدنا وهى التى لم تتعد الاربع ( يناير1946 الى ديسمبر1950) ومهما كان الامر فأن ما رشح وقيل عن المستر لانق انه كان ارستقراطى النهج فهو من نشأ بين طبقة النبلاء من اهله مما كان متناسقا مع شخصيته المتعالية وما عليها من انفة وكبرياء لم يكن يشارك طلابه الانشطة الرياضية وان كان يبدى اهتمامه بممارستهم لها.
وقع اختيار ادارة كلية غوردون - بموافقة المسترلانق - على معلم الاجيال الاستاذ الجليل (عليه فيض من رحمة الله فى الفردوس الاعلى) عبيد عبد النور ومعه المسترليق – مساعدين له فى قيادة العملية التعليمية والتربويه..الاستاذ عبيد رجل غنى عن التعريف فهو من نشأ فى اقدم واعرق مدن العلم والنور- رفاعه وتعلم فى مدارسها على يدى كبير معلمى السودان – الشيخ بابكر بدرى..شيخ عبيد كما كان يلقب كان اول من استمع السودانيون الى صوته مناديا عبرالاثير"هنا امدرمان"..تخرّج فى قسم المعلمين بكلية غوردون والتحق بمصلحة المعارف فترة لم تدم طويلا الى ان تم ابتعاثه الى الجامعة الامريكية فى بيروت فى اول فوج من مبعوثى مصلحة المعارف وعاد الى الكلية بعد حصوله على بكالوريوس الآداب يدرس مادتى التاريخ والتربية الوطنية. فهو من فاض وطنية وشجاعة وقدرة على الخطابة وعرف باسم "ابو الوطنية" ..كان من المؤسسين الاوائل لمؤتمر الخريجين .. ومن شعرائه الافذاذ وهو من نظم القصيدة الشهيرة ذات المطلع" يام ضفائر قودى الرسن 00 واهتفى فليحيا الوطن".. الى جانب تأليفه العديد من الروايات ذات الصبغة الوطنية مشاركا فى تمثيل للادوارالقيادية فى بعضها.. تواصل عطاؤه التربوى المتميز وانشأ فى عام 1951- حال تقاعده - مدرسة "بيت الامانة" الاهلية الوسطى واتبعها بالثانوية فى سنة 1958.. الاستاذ عبيد عبد النورمن ينطبق عليه قول التربوى الامريكى هنرى آدامز" تمتد آثارالمعلمين فى اعماق الابدية وابعاد اللانهائية ومن المستحيل معرفة مدى نهاية ذلك التأثير" وما انطوت عليه كلمات لجبران خليل جبران" ما زالت اضواء النجوم التى اطفأها الرحيل الى دار الخلود منذ عصور مضت – تصل الينا وتؤثر فينا باشعة شخصياتهم" فالاستاذ عبيد من الخالدين فى دنياوات التربية والتعليم والثقافة والابداع والسياسة والخطابة. الجديربالذكران دارالاستاذ الجليل المجاورة لمدارس بيت الامانة بام درمان ظلت - تبرّعا منه - مقرا للاذاعة السودانية سنين عددا فبل قيام مبناها الحالى على شاطىء النيل.. رحم الله المعلم الفريد فى الفردوس الاعلى.
لآ اطيل عليكم ايها الاحباب واكتفى بهذا القدر الى حين اللقاء بكم –باذن واحد احد - فى الحلقة التالية من حديث الذكريات عن سحرتلك المؤسسات التربوية أملا فى مشاركة الاخوة والابناء من الطلاب اوالعاملين فى وادى سيدنا اوغيرها فى سوابق الازمان اضافة اوتصويبا لما ورد من اخبارتلك العهود الزاهية.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.