هنالك هرجلةٌ و مرجلةٌ تحاول عبثاً ربط الإسلام السياسي الزائف بدولة سنار بل وذهب أستاذنا البروفسور يوسف حسن فضل أبعد من ذلك حينما ربط سقوط دولة الأندلس الإسلامية في أوربا ببزوغ دولة سنار الإسلامية في قلب أفريقيا علماً بأنه لو رجع لكتاب طبقات و دضيف الله الذي قام بجمعه وتحقيقه ووقف عند إتفاقية عمارة دنقس الفونجاوي الأفريقي مع عبدالله جماع شيخ عرب القواسمه لوجد أن هذه الإتفاقية إتفاقية ثقافية بإمتياز راعت عمايل سليمان الزغرات عندما يستبد به الطرب و تمايلت طرباً مع نغمات الشيخ إسماعيل صاحب الربابه. ويجدها تغض الطرف تأدباً حتي لا تفسد زواج محمد ود عبدالصادق الهميم لأنه جمع بين الأختين!! الحلف السناري يا ساده حلف ثقافي أنتج فيما بعد تعايشاً ثقافيا زاوج مابين المجموعات النيلية شلك نوير دينكا مع إثنيات الفونج وسهول البطانة فإنداحت دائرته فشملت الشمال النيلي فالحلفايا واربجي و قري خير مثال... والحلف السناري هو الذي أنتج سودان الوسط من توتي و حتي سهوب كردفان متزاوجا مع سكان جبال النوبة في تماسٍ حميم مع أثنيات الفور فقامت علي إثر ذلك ممالك الفور وتقلي وهي تلتمس سماحة سنار الثقافية و ليست الإسلامية المتزمته. هذه الهرجلة ومرجلة الإسلام السياسي المزيف تذكرني بأيام الإنقاذ الأولي إذ وقتها كنا من منتسبي الخدمة المدنية بمصلحة الثقافة قبل أن نحال للصالح العام.. إذ دعانا الأستاذ مكي سناد مدير المصلحة لإجتماع في مكتبه فوجدنا في حضرته أخونا أبو القاسم قور-تعيين جديد- فأخرج من جيبه مشروعا بعثه به عبدالله محمد احمد وزير الثقافة في ذلك الوقت يلزمنا بأن نعد خرطة ثقافيةٍ لهذا العام ليحتفل السودان بالذكري المئوية الثامنة لمعركة حطين!!! فقلنا لمكي سناده لنحتفل بمجاهدات علي الميراوي السوداني بدلاً من نبش التاريخ البعيد ثقافةً و زمنا!!!!!! [email protected]