أجري أحمد البلال الطيب (جرز الأوساخ المتعفن بالسودان) أجري حوارا مع رئيس وزراء أثيوبيا مستفسرا إياه كيف نجحت إثيوبيا في إدارة تنوعها الثقافي والإثني إذ نود كسودانيين الإفادة من هذه التجربة!!! نظرت في وجه هذا الصحفي مليا وقلت في سري {هل وصلت بنا الجهالة لإن نستجدي معرفة هي محض شغلنا!! فلقد تركت ما تبحث عنه يا بلال ببسطام!!} وبسطام التي أعنيها هي بلاد السودان والتي عرفت شقاق وإشكال الثقافات منذ ألبقط الأولي والثانية حتي إذا ما بلغت الحلف السناري بانت حكمة إدارة التنوع والتعدد الثقافي في الإتفاقية الثقافيه التي صاغها كل من عماره دنقس كبير الفونج والشيخ عبدالله و دجماع زعيم قبيلة القواسمه العربيه!! ثم جاءت يا بلال ثقافة مدينة أمدرمان و هي مدينة أسستها المجموعات السكانية التي جاءت مع الثورة المهديه فتساكنت بعضها لبعض فأداروا تنوعهم الثقافي من خلال التبادل السلعي (Market place) أو سوق امدرمان كما أشار إلي ذلك كل من عادل كبيده والفرجوني فإنولدت أغنية الحقيبه رامزة لذلك التساكن !! فكان الهلال والمريخ وأبوروف والهاشماب!! فإنولد مؤتمر الخريجين فأدير فيه إشكال التنوع والتعدد الثقافي وفقا لمزاجي عروبة الثقافة السودانيه أم زنوجتها و يتبدي ذلك في آراء المحجوب و خضر حمد ونشيد مؤتمرهم (أمة أصلها للعرب و دينها خير دين) من جهة!! وفي الجهة الأخري يقف فليب غبوش وعبدالقادر مرسال وعشري إخوان ممثلين لأفريقانية الثقافة السودانيه!! و يتوسط الفريقان الشاعر إبراهيم العبادي صائحا {يكفي النيل أبونا والجنس سوداني} في الستينات يا بلال إنبثق و عي جديد بهذا الإشكال الثقافي فكانت جماعة الغابة والصحراء و مدرسة الخرطوم و بشير محمد سعيد و محمد بشير وجماعة أبادماك فأنتج كل ذلك معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية و مدارس الحوار الثقافي المقعرة أكاديميا عند ناس حريز وأحمد عبدالرحيم نصر وعبدالله علي إبراهيم و ألطيب زين العابدين ثم مؤتمرات أركويت !! وفي السبعينات يا بلال ظهرت مجلة الثقافة السودانيه و تخصصت بحثا في إشكالية التنوع الثقافي فكانت مساهمات حسن موسي و بولا وعجيمي و مهدي بشري و نور الدين ساتي!! و ظهرت إلي جانبها مجلة وازا وإسهامات ألفحيل و علي الضو وأحمد البشير!! و هذه المجله أوقفها سوء إدارة التعدد الثقافي إذ أنه وبعد تطبيقات نميري للشريعة الإسلامية دعانا مدير مصلحة الثقافة آنذاك أستاذنا المرحوم شيلاب إلي مكتبه و طلب منا تغيير شعار المجله(آلة الوازا) ونستبدله بشعار اللوح و ذلك لأن الوازا آلة و ثنيه واللوح يرمز لشرافة القرآن!! فقلت له لكن يا أستاذ الآله دي بترمز لثقافة ناس سودانيين فلو لغيناها فلكأنما لغيناهم من خارطة السودان!! فتوقفت المجلة و بعد اعوام ذهب مالك آقار للغابة و مايزال!! فيا بلال دا كلوا خليتو في بلدك و ماشي تفتح خشم البقره الإثيوبيه بحثا عن حل??? يا خي إختشي!!!!! [email protected]