أطلقت بعض الوسائط الإلكترونية في الأسبوع الماضي نداءً للمساهمة في علاج الدكتور حيدر إبراهيم علي، نصه "هذا نداء لأصدقاء ومحبي دكتور حيدر إبراهيم علي للوقوف إلى جانبه في هذا الظرف الدقيق. كما تعلمون فإنَّ دكتور حيدر يتلقى الآن العلاج في براغ بدعم ومساندة أسرته الصغيرة فقط. غير أنَّ كلفة العلاج منذ وصوله براغ قد تجاوزت الاثني عشر ألف جنيه استرليني. وقد علمنا أن هناك حاجة ملحة لمبلغ 15 ألف جنيه استرليني للعملية، و 10 آلاف جنيه استرليني لاستكمال العلاج والإقامة في المستشفى بعد العملية؛ ليصبح المطلوب 25 ألف جنيه استرليني. ولذا فإننا نتوجه بالدعوة لكل أصدقاء دكتور حيدر ومحبيه للمساهمة في تحمّل هذه الكلفة الإضافية ضمن نفر كريم لمقابلة الاحتياجات المالية الملحة". ومن الذين استجابوا لهذا النداء بسخاءٍ الدكتور جعفر عبد المطلب، صاحب برنامج مرافئ الغربة سابقاً، الذي رسم لوحة ذهنية صادقة عن الدكتور حيدر وحساسية الظرف الذي انطلق منه نداء المساهمة الإنساني، قائلاً: "هذا هو الصديق الكاتب المفكر الدكتور حيدر إبراهيم علي، الذي نذر عمره كله وكرسه إنابة عنا في الدفاع عن القهر والبطش والتنكيل، وعانى ما عانى في سبيل استعادة الوطن المختطف. قاد معركتة الفكرية الباسلة في شجاعة ونبل وثبات على المبدأ، وظل شريفاً في موقفه ومشرِّفاً له. لقد حُورب حيدر في رزقه، حرباً بشعةً، افقرته الفقر المشرِّف والنبيل، الذي جعله في مسيس الحاجة لمبلغ يرد له قلبه المعطوب، ويعيد له إيقاعه المعتاد حتى يواصل الكتابة الحرة والرصينة. الدعم المطلوب لعلاجه ليس صدقة ولا منة نقدمها له؛ إنما واجب أصيل يقوم به الشرفاء نحو مفكر شرَّف بلده وأهله." نعم استجاب لهذا النداء نفرٌ كريمٌ من أبناء السودان الشرفاء، الذين لم يكن لهم صلة قربى بالدكتور حيدر إبراهيم، سواء تثمينهم لعطائه الفكري الذي رفد به المكتبة السودانية والعربية، وانصافهم لمثقف عضوي، نذر نفسه لاصلاح الشأن العام في السودان عبر الكلمة المكتوبة التي تخاطبت العقل بعيداً عن مسكنات العواطف السياسية الذاهلة عن مقاصد النتائج المستندة إلى البحث العلمي الرصين. واصلوا يا هؤلاء دعمكم المادي والمعنوي إلى الدكتور حيدر، فإن الوفاء شرفٌ لا يشعر بقيمته إلا الأوفياء من أمثالكم. فالاستجابة لنداء المساهمة فيها إعلاء لشأن الفكر والعطاء المعرفي، وتمكين لثقافة الرأي والرأي الآخر، وتثمين لمنجزات الأدباء والمفكرين والعلماء وابناء السودان الشرفاء الذين يحتاج الوطن إلى معاضدتهم، وباستقامة فكرهم وثباتهم على المبادئ نأمل أن يستقيم الحال في السودان. [email protected]