* اليوم الثلاثاء هو المحدد لدخول المفكر السودانى الدكتور حيدر ابراهيم غرفة العمليات بالعاصمة التشيكية (براغ) لإجراء جراحة فى القلب، ونرفع الأكف الى الله العلى القدير أن يخرجه سالما معافى، ويتم عليه نعمة الشفاء بإذن الله الكريم. * كان أستاذنا الجليل قد عانى من مشاكل طبية فى العاصمة المصرية القاهرة حيث يقيم منذ فترة، وأثبتت الفحوصات حاجته الى جراحة فى القلب، فسعى للحصول على تأشيرة دخول الى المملكة المتحدة، ولكن لضيق الوقت وتعقيدات إجراءات الحصول عليها، ذهب الى (براغ) لمواصلة العلاج الذى تقدر تكلفته بأكثر من 40 ألف دولار أمريكى، تكفلت اسرته الصغيرة بحوالى 15 ألف دولار، بينما يجتهد اصدقاؤه ومحبوه الكثر لجمع ما تبقى من المبلغ!! * فى كل بلاد العالم المحترمة، يأتى المواطن مهما كان تواضعه، على أعلى قائمة سلم الأولويات، ولا بد من توفير أفضل انواع الرعاية والعناية له، وعلى رأس ذلك العلاج والتعليم المجانى الأمر الذى يشعره بقيمته ويدفعه لبذل كل ما فى وسعه، والتضحية بأغلى ما عنده من أجل خدمة بلده!! * بل الحيوان والنبات، وحتى الجماد يجد الاهتمام والعناية والاحترام، ليس من الناحية الانسانية فقط، بل لأن للكل دور يؤديه فى هذه الحياة، وهو يحتاج الى نظرة ثاقبة لرعايته وحمايته والاستفادة منه، أو تفادى ضرره ..هذا هو المنطق الذى تعتمد عليه الدول المحترمة فى التعامل مع مخلوقات الله، وليس كما يظن البعض أنها (هيافة أو فشخرة، او قلة شغلة)، فالله جلت وعلت قدرته لم يخلق شيئا من فراغ، بل جعل لكل شئ سببا، ولو لم يتكشف لنا هذا السبب بعد وكلما تقدمت العلوم ثبتت لنا هذه الحقيقة، ويكفى ما توصلنا إليه منذ زمن طويل عن أهمية كل المخلوقات، حتى أكثرها ضررا، للتوازن البيئى على كوكب الأرض!! * ويجدر بهذه المناسبة أن أذكر أن السودان ودول شمال أفريقيا هى أكثر المناطق التى ستتضرر من ارتفاع درجة الحرارة فى العالم أو( الاحتباس الحرارى) حسب دراسات كثيرة، بسبب وقوعها فى منطقة الصحراء الكبرى، وانعدام الغطاء النباتى، والزحف الصحراوى، والجفاف، وعدم الاهتمام بزرع الغابات التى تتعرض للتدمير بفعل الطبيعة او الانسان، وكلنا نعرف التدمير الفظيع الذى تعرضت له البيئة السودانية فى العقدين الماضيين بسبب مشاريع النفط، والتعدين ..إلخ، فضلا عن ما تتعرض إليه من زحف صحراوى خطير لا يجد من يقف فى طريقه، حتى وصل الى ما بعد وسط السودان بكثير، ويرجح علماء البيئة أن السودان وبعض دول المنطقة ستتحول الى صحراء قاحلة بشكل كامل فى الخمسين سنة القادمة، إن لم تُبذل مجهودات خارقة لزرع الغابات ومكافحة الزحف الصحراوى!! * برأيكم لماذا كل هذه المؤتمرات الضخمة حول مشكلة (الاحتباس الحرارى) التى يحضرها كل رؤساء الدول الكبرى، بالاضافة الى انفاق الملايين على البحوث الخاصة بالبيئة، إن لم يكن العالم يعلم بخطورة هذه المشكلة وتهديدها بتجويع وتشريد وازهاق ارواح ملايين البشر وانماط الحياة الاخرى، إذا لم تتضافر الجهود العالمية لمكافحتها، والإنسان هو رأس الرمح، هو العقل الذى تعتمد عليه الدول الواعية فى تطورها وحل مشاكلها، لذلك يجد منها كل الاهتمام والرعاية بغض النظر عن جنسه او لونه او عقيدته أو انتمائه السياسى!! * هل كان يجب أن يكون الدكتور حيدر ابراهيم الذى بذل كل سنى عمره فى البحث والكتابة والتأليف لرفع الوعى والمنافحة عن حقوق المواطن السودانى، عضوا فى المؤتمر الوطنى أو أحد المطبلين للحكومة حتى تسارع بدفع نفقات علاجه، كما فعلت مع كثيرين، فقط لأنهم يطبلون لها .. أفيقوا ايها الناس واتقوا الله فى أنفسكم وفى شعبكم!! الجريدة [email protected]