بداية لابد لى من الاعتراف الصريح أنني حاولت دائما ان اتفادى توجيه النقد الحاد للامام الصادق المهدي وحزبه ، ربما لأن مواقفه الحزبية اجمالاً لم تكن تستدعي هذا ، أو لعله تعاطف وانحياز تقديراً لمواقف الرجل الوطنية، واعترافاً بما يلاقيه الرجل من مشقة ومعاناة تفوق الوصف ، بعضها داخل الحزب وبعضها من خارج الحزب ،اضافة للهم الوطني العام ، بالطبع سبق لي توجيه انتقادات لرؤية السيد الامام لملف العلاقات الخارجية وبالذات العلاقة مع ايران ، ورؤيته لوحدة أهل القبلة ، والموقف من القومية العربية ،وهي ملفات ذات خلفية فكرية وتاريخية وهي تظل محل خلاف ليس بيننا وبين السيد الامام فحسب، بل كانت دائماً ملفات اختلاف بين الامام وحلفاءه ، و خصومه ، سوى كان ( حاكمآ او معارضآ) ، ، و اكاد اجزم ان هذه الملفات هى التي ستحدد مصير السودان ومستقبله ، ولعلها كانت جزء من الملفات التي أخفقت كل الحكومات المتعاقبة من ايجاد استراتيجية واضحة للتعامل معها ، ومن هنا تكتسب أهميتها في تشكيل موقع البلاد من خارطة المنطقة الجيوسياسية ، لا أحد يستهين بالاساس النظري لرؤية الامام لهذه الملفات و ارتباط ذلك بالتأصيل لفكرة الامامة ، فيما عدا ذلك كنت مطلعآ على أجتهادات الامام الصادق في الشأن الوطني في سياق جهد حزب الامة الوطني ، فإن اصاب فله اجره وان أخطأ فهو إجتهاد ، جاءت اندهاشة السيد الامام بعد اطلاعه المتأخر على مخرجات حوار ( 7+7 ) ، ( لاح الصباح ) كان بمثابة خيبة أمل لى وللكثير من المراقبين للوضع السوداني ، ليس من باب حجب دهشة الامام عنه ، ولا بسبب ان تتمخض هذه الدهشة عن خطاب سماه الامام ( لاح الصباح ) وقال ( أدهشني أن التوصيات تطابقت مع الأجندة المنشودة في كثير من التوصيات ) ، وذهب السيد الامام الى اعتبار ان مخرجات الحوار تؤسس لنظام جديد في السودان ، وقال ( ان أم الوطن حبلي في شهرها التاسع لتضع مولود الوطن ولادة طبيعية ، أو اذا تمنع الولاة واستكبروا استكبارا بولادة قيصرية انتفاضية ) ، ومبعث دهشتي ليس اندهاش السيد الامام بعد اكتشاف تأخر لعدة أشهر ،وهو ( تطابق التوصيات التى تم الاعلان عنها مع الاجندة المنشودة ) ، وهذه التوصيات تم الاعلان عنها وحملتها ( 7+7 ) الى مختلف الجهات ومنها حزب السيد الامام ، دهشتى ليست في تأخيردهشة السيد الامام ، وانما في النتيجة التي وصل اليها السيد الامام في ختام ( لاح الصباح ) ، وهي موضوع الولادة الطبيعية عبر المخرجات ، او القيصرية عبر الانتفاضة ، ( لاح الصباح ) هل هو بيان ؟ أهو خطاب ؟ هل هو مقال ؟ من هم الموجه لهم ( أخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي في الوطن الحبيب ) ؟ التوقيع الصادق المهدي !! ، دون القاب بما فيها الألقاب الرسمية المعترف بها ( رئيس حزب الامة وامام الانصار ) ! ، ما يزعجني حقيقة المساحة الشاسعة ما بين الولادة الطبيعية والولادة القيصرية ، مايثير القلق هو قول السيد الامام ( ان لنداء السودان مشروع اقامة نظام جديد عبر الحوار الوطني وهو مشروع تدخل فيه الكثير من توصيات الحوار الداخلي ، ومطالب مقدمي المبادرة القومية للسلام والاصلاح ، هذه التطورات وسخونة التطلعات الشعبية تدلان على ان ام الوطن حبلى في شهرها التاسع لتضع مولود الوطن ولادة طبيعية ) ، لوتوقف الخطاب هنا ، لكان أدعى للموضوعية ، ولكنه مضى ( أو اذا تمنع الولاة و استكبروا استكبارا بولادة قيصرية انتفاضية ) ، لاشك ان السيد الامام بعد ( لاح الصباح ) قد أزاح عن كاهله حملاً ثقيلاً ،، [email protected]