الملك النوبي (الفرعوني) تهارقه ترهاقا (أبو الهول) ملك السودان ومصر حمدي حاج هلالي كأنَّي بالممالك قد تهاوتْ ومُلك النيل عندك لا يزول ورثتَ المُلكَ مُنذ أبٍ وجدِّ (تهارقه) أيها الملك الجليل ما إنْ تسير بارض قوم إلا وسيفك صارمٌ مصقول أو جاءوا اليك توسلا إلا وأنت السيد المِفْضال فنرىَ لمجدكَ كلَّ مجدٍ دونهُ حاشا لمثلك ينزوي ويزول نوباتيا خلعتْ عليك بحُلةٍ هي مُلكُها، وأنت الفارس الخيّال هي موطن وحضارة ومنارة يهفو اليها .......عالم وجهول ******************** ما وقفت في طريقك جندل ولا أعاقَ سيرَكَ....... ليلُ سلكتَ النيلَ حتى جئتَ دلتاهُ وفي معيتك الصواهل والصليل فوصلتَ أسواناً وكرْنك لمْ تَفُتْكَ وإنَّما هَتفتْ اليك شبابها وكُهول يا "سيد القُطرين" جئتَ فمرحباً في وسط أهلك... زفَّةٌ وطُبول ********************* ما نامتْ لمصرَ بعدكَ عينُها إلاَّ وجُندٌ قد أغارَ وخيلُ فدخلتَ طِيبةَ والنوائبُ جَمَّةٌ وبكلِّ زاويةٍ سرادقٌ وعويل والباكياتُ الثاكلاتُ فواجعٌ وبكلِّ خدٍّ..... دمعها سيَّال ******************** فتركتَ مصرَ بِمَعلمٍ لا ينْمَحيِ يبقى، على مر الزمان يطول لك هيبةٌ ... فكأنَّما بكَ تحتفي أرضُ الكِنانهَ وأهلها والنيل هل كانت الاهرام خلفك تِنْكفئ لو لم تكن بك هالةٌ أو هول؟ والجِيزةُ الفيحاءُ قُرْبُك تزدهي زهواً .....كمِلكِ يمينكم تختال فاقمتَ مُلكاً لا كسوف لشمسه أبدا ...... وذِكرأً يفتديه الجيل ********************** فلم يطب بك المقام بطيبةٍ ولمْ يَحُلْ عليك بالكنانةِ حَوْلُ حتى جاءكم من شرقها خبرٌ فاستنجدتْ بكَ إذْ ذاك اسرائيل فسرت تجتاح المدائن والقُرى ودونك البيداءُ خلفك والسهول وفاجأتَ أرتال الغزاة باورشليمٍ حتى فرَّ سنْحاريب منها والفلول فحيَّاك بأطراف المدينهَ يهودُها كما حياك حائط المبكى وهيْكلُ تنويه: ترهاقا أو تهارقه كما ورد ذكره هكذا في الكتاب المقدس بأنه منقذ اورشليم (القدس) وحاميها من أيدي الأشوريين حينما غزا الملك الأشوري (سنحاريب) أورشليم، استنجدت اليهود بتهارقه فجيش جيشا جرارا من النوبيين في مصر التي احتلها من قبل حتى استنقذ أورشليم من أيدى الأشوريين ففر سنحاريب في بقية من جنده الى بابل وكما جاء في كتاب (إنقاذ أروشليم) للكاتب هنري لوبين فإن" إنقاذ النوبيين لاورشليم قد غير مجري التاريخ في اتجاه لم يكن ليتم لولا هذا الدور التاريخي للجيش الكوشي...الخ). وما دعاني لأكرر الكتابة عن هذا الفرعون النوبي ان كثيراً من النوبة والمهتمين بالحضارة النوبية لا يعيرون كبير اهتمام لقدر هذا الملك الفرعوني الذي حكم من نبته حتى اثيوبيا شرقا ومصر الدلتا شمالا وحتى تخوم فلسطين وما استنجد به قوم قط إلا وكان سبّاقا لنصرتهم. والجدير بالذكر يقيناً أن أبو الهول هو بعينه ترهاقا، القابع على تلة بالجيزة فكأنه يحمي مصرا من كيد الأعداء.... فالتماثيل الموجودة حاليا في متاحف بريطانيا ونيويورك وبرلين والمتحف القومي بالخرطوم ، تماثيل بجسم أسد ورأس إنسان باسم ترهاقا هو نفس تمثال أبو الهول بسحنته النوبية المميزة، ولا يمكن لغير ترهاقا أن يكون (أبو الهول) فهو بلا شك من أعظم الفراعنة الذين حكموا مصر إن لم يكن أعظمهم على الاطلاق.. فهو أول من علم قدماء المصريين الانفتاح على العالم الخارجي، كما رفع أسمها عاليا حياً وميتاً!!! فما ان يذكر مصر إلا ويذكر معها أبو الهول واختصارا فبدون الحضارة النوبية مصر ليس شئ لأن مصر هي أبو الهول والأهرامات والأقصر وأسوان والكرنك والمعابد والهياكل فمن دون هذه الاثارات العظيمة ستبقى مصر مجرد أحفاد وسلالة مجموعة من الطامعين الغزاة الذين استوطنوا على مر التاريخ من ايطاليا واليونان وتركيا وفرنسا وغيرها من الدول الاوربية وتطبعوا بالطابع المصري ليس إلا ... ولمحاولة طمس كونها نوبي افريقي قُطع أنفق (أبو الهول) حتى يظهروا "أبو الهول" كشخص من ذوي السحنات البيضاء لما يتمتع به من حنكة القيادة ورجل دولة من طراز فريد قل أن يجود الزمان بمثله حتى في زماننا هذا وهو الذي حكم اثيوبيا ومصر والشام وحتى الحدود المغربية وحارب الفرس و لقب ب (سيد القطرين) مثل أبيه (بيا بعانخي). فغزا مصر ودخل عاصمة الوجه البحري (طيبة) في حياة أبيه (بيا = بغانخي) قائدا للجيش ولم يبلغ عمره العشرين بعد، ثم احتلها بعد موت أبيه ملكا (فرعونا) فأقام الأمن والعدل بين ربوعها ثم رجع لوجهه القبلي الى عاصمته (نبته) بالقرب من جبل البركل. وحتماً سيدور الزمان دورته وستحتل النوبة مكانتها السابقة فالأمة التي حافظت على لغة تواصلها وثقافتها لن تموت أبدا... [email protected]