بين تنائى النغم وثنائى اللغم تشابه سمعى وكتيرمن تشابه حرفى بيد ان الفارق بينهم بعيد بعد الحرب والسلام , فشتان ما بين نغم يطرب يسر السامعين ولغم يقتل يروع الامنيين , اما ثنائى النغم فهم كثرواما الثنائى الاخر ففيه تمييزوتفرد وتشابه,ففى ثنائى اللغم من رأس ذات يوم وزارة لامبراطورية غربت عنها الان الشمس , والاخر راس الولاياتالمتحدةالامريكية ثم غرب وكادت تغرب معه عناصر الالق التى طالما جعلت من الولاياتالمتحدةالامريكية قبلة الاحرار والباحثين عن التفوق والنجاح , انهما ثنائى اللغم بوش/بلير (بى بى) . وهنا لابد من وقفة وانحناءة للسير جون تشيلكوت والذى على اسمه سمى التقرير (تقرير تشيلكوت) وهو تقرير اخذ من معده سنين عددا اعملت فيه كل عناصر التقرير" الوثيقة " التى لا يمكن ان يتجاوزها من بيدهم كتابة التاريخ كما انه تقرير يثبت ان بريطانيا لازالت عظمى بارثها المحافظ وزعامات من رجال اعلام ونساء حديد الا من ابى واستكبر وها هو تونى بلير قد انقلب عليه السحر وادبر. بات الان واضحا وضوح الشمس فى عز النهار وبشهادة شاهد وشهود عكفوا سنين من اجل اخراج الحقيقة من عتمة كهف الاسرار الدفينة ان غزو العراق كان باطلا كبطلان زواج "عتريس من فؤادة " فى فيلم (الارض) ان لم تخنى الذاكرة. ولعل تقرير السير نشيلكوت لم يكن لمن يقرأ عجلة التاريخ ودورته بالكشف او الاكتشاف اذ انه جاء شهادة نزيهة لنتائج برامج ودراسات قديمة سرعت بتفعيلها احدات نيويورك وتوأم برج المركز التجارى الذى خر صريعا جراء احداث 11سبتمبر. كانت احداث صدمت العالم وصدمت اكثر بوش الابن الذى سرعان ما احتواه ديك شينى صديق بوش الوالد الذى اختاره خصيصا ليكون لابنه كما "هارون لموسى " بالاضافة للجنرال كولون باول الذى خلع بزة العسكر ليقود ديبلوماسية امريكية جديدة من مناظير عسكرية وحربية غير ان الاخطر- فى هذه التشكيلة المنتقاة من لدن رئيس سابق لوكالة المخابرات الامريكية والذى اصبح لاحقا بوش الكبير الاخطر كانت صاحبة الحسن الغامض كوندليزا رايس تلك التى صاغت وجددت فكرة "الفوضى الخلاقة" والتى بدأت فى تنفيذها بعد ان امسكت مقاليد الخارجية وبعد ان استنفذ كولن باول مهمته وهو يلوح بقنينة الكيماوى التى زعموا ان صدام حسين يمتلكها ويهدد بها الكون وساكنيه. والفوضى الخلاقة فكرة ذات افكار وشعب فهى قديمة متجددة لا تختلف كثيرا عن فكرة الانجليز " فرق تسد " غير ان الايقاع فى فرق تسد يمشى على مهل بغير عنف او خطوب وهو يأتى بالنتيجة بدهاء قليلا ما يصحبه اراقة دماء. كانت الفكرة انه لا يجب ان تخسر امريكا جنديا واحد خارج اراضيها ولاسيما فى منطقة الشرق الاوسط , وكانت الفكرة الا يكون للعرب جامعة تجمعهم وان كانت فلابد ان يعاد صياغة منهجها لتفرقهم , وكانت الفكرة ان تعمل امبراطورية السلاح على زيادة الانتاج وتوجيهه الى البؤر التى تعد للاشتعال والانفجار فى كل شير فى المشارق وبعيدا عن الغرب والمغارب , وكانت الفكرة ان تعاد تقسيم البلاد وتصنبف العباد وتأججيك الخلاف ثم اعادة تقسيم المقسم وتجزيئ المجزأ , وكانت الفكرة ضرب الرؤس الكبيرة والافكار العظيمة من امثال القومية العربية او الوحدة الاسلامية او هذه المسميات او على قولهم " الخزعبلات " فان كان لابد من وحدة اسلامية فلابد اذن من اكثر من اسلام , معتدل ووسط ومتطرف اسلام سياسى وسنى وسلفى وشيعى وكما يقول الحبيب " وهلم جرا " المهم كان لابد من ايجاد نظرية واستراتيجية يمكن تحويلها بعملية ويسر الى برنامج عمل يعيد صياغة ارض وانسان الشرق الاوسط وهنا اذكر مقولة صاحب "الوتر – جيت " الرئيس الامريكى نيكسون فى مذكراته ما معناه " ان الرب اخطأ اذ وضع البترول وثروة باطن الارض فى بلاد العرب وان عليهم تصحيح خطأ الرب " او كما قال . وهكذا نرى عزيزى القارئ ان غزوة العراق كان مخططا لها وكان لابد ان تكون , ومن اجل ان تكون بصورة تبدو للعالم فى صورة رسالة انسانية من اجل الحفاظ على سلامة وامن البشرية من صدام وامثاله فكان لابد من سناريو محكم ومسرح واسع وجمهور راض و شكور. وكان لابد من سقوط تمثال صدام حتى لا يكون بين السعودية وايران حاجز او حجاب اذ كان صدام كفيل بحفظ التوازن بين الجار والجار وهذا يتعارض مع نظرية اضرب الجار بالجار من غير ان تخسر جندى او دولار. وها هو تونى بلير مزنوق زنقة الفار فى المصيدة من جراء مطالبات ومقاضاة عائلات الجنود البريطانين الذين قتلوا فى العراق , وها هو معرض ان يحاكم على ارتكابه اعمال تعد من جرائم الحرب , ويبقى هذا ما تفعله بريطانيا العظمى من اجل نصرة عدد من جنودها الذين قتلوا بسبب قرار اتخذه رئيس وزراء شارك مع شريك فاصبحوا ثتائى اللغم واخيرا يبقى السؤال ... من يعيد حق العرب بعد ان شهد منهم شاهد بأنتفاء علاقة السببية وبطلان العملية جراء الحيثيات المفبركة والمضروبة, واخيرا من يرفع للعرب قضية ؟ رشدي محمد الباشا [email protected]