لست حريصاً على الخوض في ساس يسوس .. لكن المتابع لمواقع التواصل السودانية يلاحظ أنه بعد فشل الإنقلاب في تركيا تمشدق كثير من أعضاء المؤتمر الوطني ومنسوبيه بالديمقراطية وتأييدهم ووقوفهم معها .. وزعمهم أنهم مع رأي الأغلبية .. وهذا طبعاً يناقض موقفهم السياسي في المشهد السوداني حيث أصبحوا الأقل والأضعف من بين المكونات القديمة من الأحزاب .. غير ذلك غرد الكثيرون رافضين لأردوغان بإعتباره أحد نماذج الأخونة في هذا القرن وإرتفعت حدة المماحكات والملاسنات بين الفريقين لدرجة تحس وكأننا أصبحنا أتراكاً . وملخص ما حدث أن المؤتمرجية عاشوا أياماً من المعنويات المرتفعة بإعتبار فشل الإنقلاب تأكيداً على نجاح التجربة الأخوانية ومعركة فاصلة ضد العلمانية وهم يشيرون من طرف خفي لعلمانيي السودان ويقصدون الحركة الشعبية . حقيقة الأمر في السياسة لا حجر على أحد ولكنني تمنيت أن يهتم منسوبي المؤتمر الوطني بشؤون حزبهم الفاسد ومحاولة الإستفادة من هذه التجربة ولا نمنعهم الإحتفاء ولكننا ندرك ويدرك المواطن البسيط أن لا مقارنة بين تجربة الفساد والإنهيار الإقتصادي والأخلاقي للمؤتمرجية والصعود المتواصل لإقتصاد تركيا لدرجة أن تصنيف تركيا من المركز 27 إلى ال17 في حركة الصادر عالمياً ... أتمنى أن نُعلي من شأن الوطنية في عقيدتنا السياسية وأن لا نكون سريعي التأثر وعاطفيين أكثر مما يجب .. فالأتراك ورئيسهم يعون ما يفعلونه وقد برهنوا ذلك على الأرض ولو كان أردوغان فاسداً أو أهل بيته كذلك لما وجد ذرة تعاطف من الشعب التركي.. وقد خرجوا حُباً في بلدهم ودفاعاً عن أرضهم لا عن أردوغان .. ولو إعتمد أردوغان على طموحات حزبه الدينية المتمثلة في الخلافة الإسلامية وعودة الدولة العثمانية لسابق أمجادها لما خرج أيضاً من المعركة منتصراً .. السؤال ؟؟ هل يعي منسوبي حزب الفساد الدرس ؟؟ أم أنهم سيحملون الراية ذاتها والتي يوماً ما ستعصف بالبلاد وربما بهم .. والتأريخ لا يرحم .. أبو أروى -0 الرياض 19/07/2016 [email protected]