نبأ رحيل البروفيسر الطيب حاج عطية من الدنيا الفانية إلى دار الخلود من الأنباء التي فجرت أنهارا من الدمع حزناً على الرجل القامة والعلامة ،واحترقت القلوب ألماً لفراقه ، كيف لا وهو الطيب الإنسان المعلم الذي ترك بصماته في حياة الأجيال، ونهل من علمه وأفكاره ورؤاه الكثيرون في قاعات جامعة الخرطوم محاضراً ، ومشخصاً للأزمات السودانية في ورش العمل، مقدماً ، في المؤتمرات المحلية العالمية ،عصارة علمه في طرح الحلول وتحديد كيفية تجاوز أزمات البلاد المستعصية، كثيراً ما تأتي نسمات شخصيته المكتنزة بالسماحة ، ويبذل جهداً في اجتهاداته لنسج التوافق ورتق الجراح وتجسير الهوة بين أبناء وبنات الوطن ونشر ثقافة السلام وقبول الآخر . كثيرون يغادرون الدنيا ولا يشعر الناس بغيابهم، إلا أن أمثال الطيب الإنسان البارز الذي أولى اهتماما ليس بالقليل بقضايا السلام والتنمية والحريات فى البلاد،وهو الأكاديمي الإعلامي الذي تقلد منصب رئيس مركز الإعلام والدراسات الإضافية جامعة الخرطوم ، عمادة الطلاب ، وادارة معهد أبحاث السلام بالجامعة، ومع إيماننا بالتسليم لقضاء الله وقدره في العباد ، وتسييره لسنن الكون وحكمته المشروعة في أن جعل الدنيا دار عمل محطة للعبور إلى دار الجزاء .. كل يجد الثواب والعقاب حسب المسطور في كتابه الذي يؤتي باليمين أو الشمال .. رغم الإيمان الكبير بحقيقة الموت إلا أن القلوب لم تتآلف مع الرحيل فليس بغريب أن تساقط كل الدموع من علٍ وتغرق الذات السودانية بحزن لا يدرك المنتهى فور سماع نبأ رحيل البرفيسور عطية . ما للبلاد أصبحت مغرقة بالمصائب التي تفجع الوطن بدوران عجلة الرحيل المستمر لأهل العلم والمعرفة ، والموت المفاجئ لشخصيات سودانية لا تكرر أي لها بصماتها الخاصة في الحياة السودانية أكاديميين ومثقفين وساسة شعراء وفنانين وغيرهم ، نعم كأنما حال الوطن يعيش في حزن سرمدي ،وقبل أن تبرأ جراح تنزف أخرى.. وقبل أن نكفكف دمعات تسيل دموع عجزت من أن تطفئ لهب الحزن المعتق فينا،كأنما انحدار الدمع لا يعقب راحة. برحيل البرفيسر الطيب الإنسان العالم تتراى أمامه أحزاننا التي يترجمها النواح ، والوجع المكتوم بين الشهقات والزفرات الحزانى، وأقداح الأسى المتراصفة في سراديق العزاء. رحيلك ترك فراغاً واسعاً يجعلنا نعيش ألم الوداع في موسم اللا فرح. التيار [email protected]