@ اليوم الاحد تنعقد الجلسة الختامية للمؤتمر العام السادس للحزب الشيوعي ، في شقها الاول ، جلسة (تشريفية برتوكولية) ترمز الي أعلان قيام المؤتمر رسميا حيث تخصص لاستقبال الضيوف الاجانب و المحليين من الرسميين والشعبيين لتبادل عبارات التهاني بنجاح المؤتمر وتتخللها بعض الفعاليات التي تعكس جانب من النشاط الثقافي والتوثيقي لمسيرة الحزب كما جرت العادة بينما يخصص الشق الثاني من الجلسة لتلاوة نتائج المداولات التي كانت قد جرت في اليومين السابقين (الجمعة و السبت) حيث شهدت تلك الجلسات نقاشا عاصفا علي خلفية الازمة التي تفجرت قبل المؤتمر بعد فصل عدد من القيادات المركزية وأبرزهم الدكتور الشفيع خضر القيادي باللجنة المركزية و عضو المكتب السياسي للحزب بالاضافة الي الاستاذ حاتم قطان الكادر القيادي وعضو اللجنة المركزية و آخرين من قيادات الحزب وبعض مناديب المؤتمر الذين تم فصلهم لقطع الطريق امام حضورهم للمشاركة في المؤتمر باعتبارهم مناديب خارج قبضة القيادة التي وصفت بالمتكتلة لتصفية الحزب عبر ما اتخذته من قرارات وجدت رفض و استنكار من الجميع . @ علي الرغم من اصرار اللجنة التحضيرية و من خلفها التيار المهيمن الرافض لمناقشة قرارات اللجنة المركزية التي تمخضت عن الفصل إلا أنه وفي فاتحة اعمال المؤتمر طالبت بعض العضوية بضرورة الغاء قرار الفصل وارجاع المفصولين الامر الذي انتهي بتكوين لجنة تنظر في الاستئنافات المقدمة و مراجعة قرارات الفصل وهذا في حد ذاته يعتبر انتصار علي تكتل التيار التصفوي الذي حشد (بطريقة المؤتمر الوطني) مناديب المؤتمر بمنهج لا يخلو من اساليب الابتزاز و الترهيب و المساومة وضرب بلائحة الحزب عرض الحائط باختيار مناديب سقطوا في فروعهم مثل ، احد مناديب بورتسودان الذي سقط في 3 مراحل ليتم تصعيده ب (الكروب) وهنالك حالات مشابهة و اخري لم يعلن عنها بعد ، فضحت دور اللجنة التحضيرية في تنفيذ سياسة الاقصاء للمناديب الذين لا تتوافق رؤاهم مع قيادة تيار التصفية الذي دخل المؤتمر مراهنا علي الاغلبية الميكانيكية دون الرهان علي الوحدة الفكرية و الاجماع في اتخاذ القرارات ليعيد انتاج اخطاء المؤتمر الخامس الذي يسير السادس علي نهجه ليصبح نسخة كربونية منه ولكن ما حدث قبل انعقاد المؤتمر السادس افرز واقعا جديدا حيث تصعدت حملة اعلامية لم يتوقعها التيار التصفوي الذي كان يظن أن الصمت علي ما يحدث سيكون جواز عبور لمخططاتهم التصفوية التي انهزمت بالتصعيد الاعلامي الذي جعل العضوية تدرك حقيقة الوهم الذي كانت تبيعه و تروج له قيادة الحزب والذي اتضح انه يمور بمشاكل و صرعات لا علاقة لها بالشيوعيين واخلاقهم و تربيتهم سيما عندما يصل الامر الي لب القضية و حقيقة الازمة المتمثلة في الفساد المالي الضخم بجميع العملات والذي أقلق مضجع التصفويين الذين لا يريدون للمؤتمر أن يدخل في متاهات الوضع المالي المتورط فيه شخصية محورية تقود تيار التصفية لاخفاء الفساد المالي . @ هنالك الكثير من الإيجابيات التي ارتبطت بالازمة الراهنة واولها ، انقشعت سحابة التضليل و الوهم والخداع التي كانت تظلل عضوية الحزب وتحجب رؤيتهم عن ما يدور في حزبهم من كم هائل من تراكمات سالبة اصبحت تراكمات نوعية وراء كل ازمات الحزب . ارتفعت اصوات عضوية الحزب متمردة علي تعاليم القيادة التي تحاول غطغطت المشاكل وقتلها بعد ان غيبوا طرق المحاسبة الحزبية ولم يفعلوا ادواتها لأنهم سيكونوا اول المتضررين لاخطائهم المهولة والتاريخية . حالة اليأس من قيام قيادة الحزب في الفصل في البلاغات الكثيرة والمتراكمة والتي اصبح مصيرها النسيان والاهمال حتي اثناء انعقاد المؤتمر السادس هنالك جملة من البلاغات (الخطيرة) التي قدمت للمؤتمر حول تجاوزات و مخالفات وصفت بلا أخلاقية ارتكبتها قيادات مركزية تتمتع بحماية تيار التصفية الذي اصبح يتحكم علي مصير المؤتمر السادس حتي يخرج كما يريدونه ولكن كل الشواهد والتسريبات تؤكد انه وعلي الرغم من التكتل التصفوي إلا أن هنالك عضوية داخل المؤتمر تعمل علي خروج المؤتمر كما تريد القواعد من الارتقاء بمستوي التداول و النقاش للحفاظ علي بقاء الحزب و كشف خطل و تآمر التيار التصفوي الذي انهزم اعلاميا حتي ولو انتصر ميكانيكيا فلن يجد عضوية تلتزم بقيادته او تدفع له (مقوي) وهذه بداية الازمة الحقيقية التي لم يعيها التيار التصفوي بأن الحزب ما عاد يدار بالعملية التي لا تستوعب المتغيرات الجديدة التي افرزتها الازمة التي أعقبت المؤتمر ولازمته لتأتي بعقلية قيادته التصفية من . @ هنالك جملة من القضايا الجوهرية الاساسية التي تتطلب ان يخرج بها المؤتمر الي رأي واضح و محدد كاشفا الحقيقة حتي ولو أن التيار التصفوي استطاع ان ينفرد بقيادة الحزب فإن قوام كادره بعلم الجميع يفتقد الخبرة والتجربة والحكمة والكاريزمة وبعيد عن خبرة وتجارب القيادة التاريخية التي وقفت مكتوفة الايدي صامتة صمت لن يغفر لهم و هي تشهد علي نمؤ هذا التيار الذي معظمه من قيادات الصف الثالث و الرابع وليس بينهم حتي قيادات الصف الثاني . من خلال الرسائل الكثيرة التي وجهت للمؤتمر خاصة رسالة القيادي الدكتور الشفيع خضر و ما اسفرت عنه من توضيح و كشف عدد من الثغرات و المؤامرات والخروقات الامنية وتسريبات اسرار الحزب و اجتماعاته و حالة التسيب و الركود التي تنتظم الحزب هنالك عوامل و قواسم مشتركة في كل ازمات و مشاكل الحزب تتلخص في ادوار محددة لعدد من القيادات الاخطبوطية الذين احتفظوا بمواقع تمثل عصب عمل الحزب ، تتجمع فيها كل اسراره و معلوماته يجب ان يحدث فيها مراجعة تامينية قاسية تتركز علي ابعاد تلك الشخصية المحورية المثيرة للجدل والتي عبرها تراكمت كل مشاكل العضوية وتسربت اسرار الحزب بعد أن حصن نفسه بموانع تبعده عن دائرة الشبهات وظل( لابد) بعيد لا يعرفه أحد ولا يجري اسمه مجري القيادات تعوزه الكفاءة و المؤهلات لشغل موقعه الذي دان له بالتآمر واستطاع تجنيد (بناجيس و بنجوسات) من اقاربه و من العضوية اياها بصاصين يأتونه بالأخبار و (الشمارات) من الدائرة القريبة (صحيفة الميدان) المغلوب علي امرها و مكتب الحزب الذي اصبح ملتقي للونسة وانتظار قبض الرواتب و الوقود وهذه قضية أخري . @ اللجنة المركزية الجديدة لن تتقدم خطوة الي الامام اذا لم تعمل اعادة توزيع لمقاعد المسئولية (بيلي) كما يقول لاعب الكنكان وابعاد تلك (الحية ناعمة الملمس) الخطرة من المسئوليات الاخطبوطية التي كان و ما يتولاها وعلي الرغم من ان لا علاقة له بالمسئولية المالية إلا أن كل مالية الحزب في جيبه يتصرف فيها كما يشاء علي حد قول احد المكلفين بالمالية ولهذا استطاع توظيف كل الامكانيات (المستحيلة و ممكنة) في استغلال حوجة بعض العضوية و حلحلة مشاكل القيادات التاريخية، البسيطة حتي يجعلهم في دائرة نفوذه ، يعتمدون عليه اعتمادا كليا في توفير كل شيئ من البنزين واصلاح العربة والعلاج وايجاد وظيفه لابنائهم و توفير السكن و دفع الإجار ،جعل معظم قيادات الحزب و بعض عضويته يعتمدون عليه اعتمادا كليا واستطاع توريط بعضهم في قضايا جوهرية لشراء صمتهم وأبعد اقرب مساعديه حتي لا يترك دليل ادانة ضده و الكثير من المسكوت عنه والذي بدأ يتسرب الآن وكل الاراء تشير الي أن هذه الشخصية اس بلاء و مشاكل و ازمات الحزب ، بصماته واضحة في كل قضايا الحزب الراهنة ابتداء من الاختراق الامني والفساد المالي و تمكنه من وضع يده علي شبكة معلوماتية ضخمة واسرار تتعلق بالحزب و العضوية ،ظل بعيد عن دائرة الضوء و الالسن وجوده يعني استمرار ازمة الحزب . من القضايا التي يجب ان يحسمها المؤتمر ويخرج برؤية واضحة هي مسألة المالية التي هرب منها عدد من المسئولين لتدخلات العضو الاخطبوطي الذي يقدم ذرائع و مبررات ( تامين الحزب داير كدا ) حتي يعجز الآخرين باسم التأمين يصدر ايصالات غير مبرئا للذمة يتسلم بموجبها اموال تبرعات ضخمة بكل العملات غير استغلال علاقات الحزب ببعض الأشخاص يطلب منهم المزيد و كأنه تكليف . @ القضية الهامة الاخري تتعلق بصحيفة الميدان الناطقة باسم الحزب و التي تحولت الي صحيفة غير مقروءة اكثر بهتة و بهتان يكفي ، انحدار توزيعها من 23500 نسخة الي حوالي الفين فقط واجواء العمل طاردة يسيطر عليها الحارس الاخطبوطي الناعم الملمس يتدخل حتي في موادها التحريرية حتي غادرها قرابة 40 صحفي و كاتب ويعمل بها الآن عدد لا يتجاوزون اصابع اليد الواحدة يعملون في ظروف قاسية و طاردة لا تتوفر لديهم ابسط المعينات يلجأون الي طلب العون والدعم من أصدقائهم و العضوية الزائرة علي الرغم من وجود داعمين بكل العملات غير التبرعات الاخري التي مصيرها (جب) الحارس الاخطبوطي الذي يريد للميدان ان تصبح صحيفة تابعة لمملكته يكفي انها بعيدة عن ما يجري من احداث و بعيدة عن اجواء المؤتمر و بعيدة ايضا عن طموح العضوية فهي لا تشبه ميدان الحزب الشيوعي حيث امتثلت بطريقة ما الي رغبة السلطة لتصبح صحيفة مدجنة ابتعدت عن قضايا الجماهير والتحريض علي اسقاط النظام ليصبح همها الكتابة عن حركات التحرر في العالم والبنيوية في شعر التفعيلة والصفحة الاخيرة التي جعلت القراء الذين يحرصون فقط لمعرفة اخبار الزملاء عبر مناسباتهم الاجتماعية المختلفة . هل يستطع مؤتمر الحزب ان يحقق اختراقات في القضايا الجوهرية التي تعمل علي بقاء الحزب و دحر طفولية التيار التصفوي ؟ هذا ما ستكشف عنه جلسة اليوم الختامية و ايام قادمات حبلي بالكثير تحمل المثير بعد نهاية المؤتمر الذي علي الرغم ما قد يسفر عنه سلبا او ايجابا فإنه حتما سيؤرخ لبعث جديد في تاريخ الحزب . @ يأيلا .. الجزيرة بدونك مليون مرة افضل ! [email protected]