الذي كان عبر نافلة القول ( 2 ) تعاقبتْ عقود الزمان حتى كادت تتعدى العقد السادس و الصبي الصغير خدين البحر يحمله الطائر الميمون الى ما وراء البحار عبر المسطحات المائية و فروق الوقت تكسبه نصف يوم !!؟... أحببتُ النيل عشقه كدتُ أتلاشى وجداً بين سمائه وطيوره و أشجاره و صدى موسيقى أوتار أمواجه تأخذه أخذاً الى عوالم لا أدرك كنهها !!؟... يتسارع إيقاعها يقف مبهوراً لم أُصدم حضارياً بل ظل يتفكر !!؟... في أقصى الغرب الأمريكي عين الشمس تتوسط كبد السماء ساطعة سراجاً منيراً ها هو مجدداً يمارس على الأرض الجديدة ذات الرياضة المحببة الجري المتواصل على طول شاطئ النيل حينما كان صبياً و مع تراكم السنين إكتنز عمره بأزمنة متمايزة إنحسرتْ طاقة الصبا و ذهب عنفوان الشباب إكتفيتُ بالمشي كان يدور حول الميدان يكاد سحر الأمكنة المحيطة بي تشرح صدره و تبهجه و إستكين الى هبات الطبيعة الباذخة لم يجرؤ على الهرولة سرعان ما تتقطع أنفاسي و تتباطأ خطواته ثم أتوقف تماماً يبتسم في وجه طفل ألوح بيدي لآخر و يشد على يد ثالث لأحصد مزيداً من إبتسامات الأمهات و الآباء تمنحني القدرة على مواصلة المشي يكتشف سر الإبتسامة و سحرها في تقوية الصلات الإنسانية أداوم على هذه العادة بصورة متواترة * * * خلال ( اليوم التالي ) أتصفح الأخبار ؛؛؛؛؛؛ يحاول عبثاً اللحاق بحفيدته ميسي يهدي قميصه الكروي للرئيس ( أسد أفريقيا ) همس لنفسه ( صار محط سخرية العالم ) حفيدتي تتجاوز حبوبتها تضحك منتصرة ( سبقتكم الإتنين جدي و حبوبة ) خان المسلم يفحم ترامب ألم تقرأ دستور أمريكا ؟... أذهب الى المقابر لترى من ضحى !!؟... من أجل أمريكا ؛؛؛؛؛ ألم يُقتل إبني في العراق ؟؟... البشير يٌكرم إفكاً ممرغاً عزة الوطن في التراب أتوقف مفتوناً أمام بعض الأطفال تطربه لغتهم الصينية !!؟... تذكرتُ أن أطفال السودانيين يتحدعثون الإنجليزية ..... و يجهلون تماماً لغتهم الأم !!!... كانت الحفيدة و حبوبتها تجلسان على إحدى الكنبات المتناثرة حول جوانب الميدان بينما الأشجار الباسقة تحفه و البنايات التي لاتتعدى طوابقها الأربعة أدوار تزين المكان بطراز معمارها المتمايز ذو الطابع الأمريكي المتفرد ؛؛؛؛؛؛ بعض الشباب من الجنسين يتوسطون الميدان المنجل بالعشب السندسي يمارسون شتي ضروب الرياضة بينما البعض الآخر يلعبون مع كلابهم !!!؟..... و النساء منهم يضاحكن أطفالهن قفلنا راجعين مع غياب الشمس أعطيتها المفتاح سارعتْ الحفيدة بمس اللوحة بالميدالية الممغنطة ثم بالضغط على الزر الثاني من أزرار المصعد جلستْ على مقعدها الصغير أمام المرئية تتابع مسلسلها الأسير في إنتظار عودة أمها من العمل * * * قبل أن إستكمل الدورة الثالثة حول الميدان جلس على إحدى المقاعد الحجرية أتأمل الناس الذين يشغلون الحيز الفاتن ببساطه الزاهي الإخضرار خليط من الأعراق مزيج من الأزياء بوتقة من اللغات تنبثق موسيقاها المنغمة ذات الأبجديات المتنافرة فتغرقه منزلقاً الى بؤر الإختلاف أليس الإختلاف رحمة ؟؟.... يثري الأمم و ينهض بأبنائها جلستُ حسيراً !!...... كأنه ينعي سمة التمايز التي كانت طابعاً للوطن !!؟... ظللت متنقلاً من مكان لآخر أجوس بين مهرجانات من شتى أعراق البشر رفعتُ يدي أحي رجلاً مرَّ بجانبه فحياني بأفضل منها كانت عمامة ضخمة ملونة تزين هامته و لحيته البيضاء مرسلة ،،،،، كان سيخياً و تلك التي تعتمر قبعة من قَش ، مكسيكية و ذلك ذو السروال الفضفاض ، هندي و رابعة تلاعب أطفالها بغبطة ، صينية !؟... و ثمة من ترتدي الخفيف من الثياب ، بيضاء ؛؛؛؛؛ تابع دورته الثالثة قبل أراهن على مزيد من الدورات بدأ الرابعة متحفزاً تملأني الرغبة الدفينة في مجاراة من يكبروني سناً أتم الخامسة بعسر تهاويتُ قاعداً و أواخر خيوط أشعة الشمس المتضائلة ؛؛؛؛؛ تتوارى خلف الأفق !!؟...