من الصعوبة بمكان قبول خطأ القضاة ورجال العدالة، خاصة إن كان هذا الخطأ يدخل ضمن صميم عملهم وهو تطبيق العدالة!!! على القاضي أن يطبق العدالة حتى ضد رأس الدولة إن أخطأ، فليس المطلوب من رجل القانون حفظ المواد القانونية عن ظهر قلب... القانون ممارسة وتطبيق عملي على أرض الواقع... فلسنا بعيدين عن مهنة القانون وان لم نكمل فقد كنا طلابا لكلية القانون قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاما ونعرف أبجديات القانون.... قال وزير العدل مبرراً زيارته لتحرير من كان مقبوضاً عليه في السجن (فقد اعتدت، ولست نشازا في ذلك، على التحرك شخصيا ما أمكنني أو تلفونيا لمتابعة أي حالة تصلني وبها وجه "إحساس" بالظلم أو التقصير) انتهى كلام الوزير ولم ينته تبعاته بعد... ونقول للسيد/ وزير العدل ليتك لم توضح سبب الزيارة، فعلى الأقل الناس كانوا سيذهبون مذاهب شتى في تفسير ما حدث من جانبكم وجانب من كانوا لتلك الزيارة العجيبة التي يندى لها جبين العدالة... يا سعادة الوزير فاين ومتى تحركت والسجون تطفح بالمظاليم في وطن أنت وزير عدله... فنحن هنا لا نعاتبك لأنك انحزت لشخص بعينه فهذا مفهوم بالنسبة لهذه الحكومة ولن تكون نشازاً في ذلك ولكن عتبنا في ذلك أنك حاولت تبرير زيارة أنت في غنى عن توضيحها لأن الموقف الذي اتخذته كان أوضح من عشرات التبريرات التي قد تساق من جانبكم.... وكما تقول أيضا في تبرير الزيارة (والذي دفعني لهذا الجهد أن لاعتقاده ما يبرره "وهو تحرك المستشار القانوني لوزارة الأعلام والقبض عليه خلال المهملة... فكم من أناس يقبضون من الطرقات ويزجون بهم في غياهب السجون، كوزير للعدل لا يجوز لك زيارة أي متهم في السجن... وحتى الى عهد قريب قضاتنا الأجلاء في السودان كانوا يختصرون حتى من المجاملات الاجتماعية لئلا يظن بهم الظنون فبذلك كانوا يحافظون على نزاهتهم ... فنزاهة رجل القضاء، إذا شابتها أدنى شائبة فمن الصعوبة إعادة الوضع لما كان عليه... ولكن عزاؤنا فما زال هناك بعض القضاة الذين لا يخافون في الله لومة لائم وهم يعملون بين ظهرانيكم... فاخطر ما في القضاة أن يكونوا مجرد موظفين لدى الدولة ، فاذا لم يكن بمقدور القاضي أن يتخذ القرار المناسب حسب منطوق القانون فمن الافضل له أن يجلس في بيته.. وأخيراً وليس آخراً نهمس في أذن مولانا الوزير (فليس مولانا سيف الدوله حمدنا الله وحده الذي يحس بالظلم تجاه الإنقاذ)... فيا مولانا، المجتمع السوداني الآن ينقسم الى ثلاثة فئات: فئة آثرت السلامة فانخرط مع الإنقاذ وذاب في تيارها فئة مغلوب على أمرها فئة لم ترض بما يجري ففضل ويلات الغربة على ظلم ذوي القربى [email protected]