فشلت على وزن (كتمت)، والفشل صار لدينا حبيبا ومقربا منذ التعلق الاول بكلمة (مفاوضات) بين الفرقاء، والكتمة ماركة مسجلة لجنوب كرفان كأولى المناطق التى تشهد أشد أنواع القتال ضراوة على الأقل منذ6/6، وبقدر ما بين سخانة وكتمة الجو ، وكتمة الحروب خيط رفيع نجد أن مابين فشلت وكتمت مسافة تؤدي إلى المعسكرات وكل مَواطن الشتات من نزوح ولجوء وغيره واضح أن قدرنا التلاعب بأقدارنا على مستويين حكومة ومعارضة منذ إستقلال البلاد تسيران بخطى فاشلة وكل منهما يعلق فشله وخيباته على الآخر بدون خجل وكأنما هو الذي لا يأتينا الباطل من بين يديه واضح أن لدينا أزمة إنجاح أية جولة من جولات التفاوض والشاهد الكم المهول من الجولات (الخيبات) السابقة وهذه وحدها ظاهرة تحتاج إلى دراسة وبحوث ، وإن كنت أؤمن شخصيا أن الأزمة أعمق وربما أصابت حتى المجتمع من أين أتى هؤلاء ؟ أليسوا منّا ! إذن نحن نتحمل جانب من وزر هذه (الطرطشة) السياسية التي يتسول بها هؤلاء واولئك على مستوى الداخل والخارج المجتمع ككل يتحمل مايدور ويجري ما بين الحكومة والمعارضة (التعيس وخايب الرجاء) بتحفيزه إياهما ، بعضنا بالخنوع وبعضنا بالتماهي وفريق ثالث غير فاعل (محايد) متى يكون لهذا المجتمع دور فاعل لا أقول في تغيير مسار تاريخة وإنما في كيف يُحكم على الأقل حتى لا تترك البلاد نهبا للتسول السياسي البغيض والتسول ليس في كل الأحوال طلب دراهم وإنما السلطة أيضا كحماية تُسوّل ، تسولوها وسولت لهم أنفسهم ومن ثم الشياطين فكانت الغواية لا الهداية ضلال ساسة بلادي أمر مخجل على مستوى سودان ماقبل نيفاشا بدليل أنه حتى عندما إتفق الطرفان وجلسوا في نيفاشا فصلوا الوطن ! وتركونا ل(وداعا للذي شيدته بين الضلوع فتداعى) الحكومة والمعارضة حسب مؤشرات جولات الفشل تبدوان أقرب لل(فرتقة) وتفتيت متبقي الوطن من تطبيب الجراح والمواساة ولملمة الاشتات وبالتالي الإعمار شيئا فشيئا ،وهذا ربما يأخذ بأيدينا ليس إلى التهلكة فحسب وإنما إلى داخل ذواتنا السياسية التي تنضح بالإختلافات منذ إستقلال البلاد و لا سيما الربع الأخير من القرن العشرين وحتى الآن فشل جولات التفاوض هذه بجانب أنه يمثل فشل ساسة هو فشل مجتمع لا ينقصل عنه هؤلاء بأي حال من الأحوال ، ولو عن طريق إدعاء الإنتماء من طرف واحد يجب أن لا نُجمل الأشياء ونسميها بغير أسماءها كتسميتنا ل(خيبتنا) في أديس أباباب(تعليق) وليس (فشل) ، وكيف لا يكون ماحدث فشل ؟! ولم يتأت التعليق إلا نتيجة للوصول إلى طريق مسدود في بعض النقاط المهمة اخيرا حتما (فشل الجولات) هي أقل جرما في حق الوطن والشعب ولكن (جولات الفشل) هذه ما لا تُحتمل مطلقا يا(هداكماالله). [email protected]