شهدت قاعة الشهيد الزبير عصر يوم الثلاثاء الماضي الموافق 16/8/2016م حشداً كبيراً لأبناء ولاية النيل الأبيض بالخرطوم يتقدمهم الوالي الدكتور/ عبد الحميد موسى كاشا وعدد من الوزراء والمعتمدين ونواب الولاية بالمجلس الوطني، بجانب ولاة الولاية السابقين بدوي الخير والمتعافي. شهد اللقاء حضور نوعي وكمي مقدر من مختلف محليات الولاية. تنظيم الحشد كان مشتركاً بين الولاية والهيئة الشعبية لتنمية وتطوير ولاية النيل الأبيض واللجنة العليا لنهضة ميثاق بحر أبيض. هدف الإجتماع إلى حشد طاقات أبناء الولاية لأجل تنميتها وتطويرها واضعين الهدف الأسمى الذي تسعى إليه الولاية وهو إنجاح الدورة المدرسية القومية رقم 26 التي تحتضهنا الولاية في مطلع العام القادم. قدم السيد والي الولاية جرد حساب لحكومته بعد مرور عام من تشكيلها، ولقد كان واثقاً مما قدمه خلال فترة زمنية لا تعتبر طويلة ولكنها مليئة بالإنجازات. أفاد السيد الوالي في مرافعته بأنه بدأ برنامجه بإصلاح ملف الخدمة المدنية الذي تطلب أحياناً جراحة مؤلمة ربما أحدثت بعض الألم والمرارات ولكن كان لابد منها حتي يستقيم ظل الخدمة المدنية التي يبدو أنها كانت "سائب" بدون لجام أو واعز ضمير. بعد ذلك تحدث الوالي عن إنجازات حكومته في الطرق الداخلية وتلك التي تربط بعض القرى بالطريق القومي ومن خلال سرده تأكد للحضور الهمة العالية للولاية والنجاح الملموس في هذا المجال الذي لا خطئه العين. هنالك أيضاً أعمال تجري بخصوص معالجة مياه الشرب في المدن والأرياف. أما أهم ما قدمته حكومة السيد كاشا فقد كان في مجال الصحة، هذا البرنامج الذي بدأ به نفراته مستنهضاً همم مواطني الولاية ومحركاً فيهم قيمة النفير ولم يخذله أبناء الولاية المقتدرين، ومن خلال متابعة وشهادة الكثيرين فإن مستشفى كوستي مثلاً قد تغيرته حالته كثيراً مما كان عليه في السابق وأصبح في وضع أفضل تماماً، وشهدت مستشفيات المدن الأخرى تأهيلاً لبعض أقسامها، كما تم الإهتمام بالمراكز الصحية ولكن الولاية كغيرها من ولايات السودان تعاني نقصاً في بعض التخصصات الطبية. جندت حكومة الولاية كل طاقاتها لتأهيل بنياتها التحية وإنشاء المزيد إستعداداً للدورة المدرسية، وتشهدت اللجان التخصصية التي كونت لهذا الغرض إجتماعات راتبة وتحركات مستمرة. علمنا أنه يجري تأهيل لعدد من الأستادات بالولاية، وبدأ العمل فعلاً في أستاد مدينة كوستي وقريباً في أستاد ربك بجانب أستادات الدويم والقطينة والجزيرة أبا، بجانب بناء أو تأهيل ميادين المناشط الأخرى. كما يجرى بناء مسرح كبير بمدينة كوستي لاستضافة المناشط الثقافية، بجانب بناء أو تأهيل مسارح في بعض المدن التي تشهد عدداً من فعاليات الدورة. يبدو أن تنظيم الدورة ومن خلال إفادات الوالي يسير بصورة دقيقة وعمل لكل شيء حسابه. أولى دلائل نجاحات الدورة إشراك عدد من المدن في استضافة بعض الأنشطة وضيوف الولاية من الوفود الإدارية والطلاب. إشراك المدن أدى إلى استشعار الجميع لمسؤولياتهم في تشريف الولاية وإنجاح الدورة، وأعتقد أن الجميع سيكونون في الموعد وستكون دورة غير نمطية وغير تقليدية وناجحة بإذن الله. كان السيد/ كاشا واثقاً في حديثه لأبناء الولاية بالعاصمة وتحدث بطريقته البسيطة والمألوفة للجميع معتمداً على لغة الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل. ولقد وجد حديثه صدىً طيباً وحماساً وتفاؤلاً من أبناء الولاية. والله لا أصف الوالي بما ليس فيه وليس هناك ما يجبرني "أكسر ليهو تلج" ولكن شهادتي من شهادة مواطني الولاية. منذ أن قدم الولاية عرف بصراحته وشفافيته وعمله الميداني ولقد كان صادقاً مع نفسه ومع جماهيره، أحبها فأحبته، أخلص لها فتجاوبت معه. نحن أبناء الولاية نريد أن تكون الدورة المدرسية حدثاً ولوحة نفاخر بها ونعتز بتنظيمها وواثقين مثل والينا بنجاحها. في غمرة تحدي نجاح الدورة تنظيمياً، يجب ألا ننسى التحضير والإستعداد للمناشط الرياضية والثقافية. يجب وأول يجب أن نحصد أكبر عدد من الميداليات والكؤوس والجوائز لأننا أصحاب الأرض والجمهور. هذا يتطلب جهداً مضاعفاً من إدارات المدارس وخاصة من إدارة النشاط الطلابي بوزارة التربية والتعليم التي يجب عليها توفير المعينات اللازمة. كل شعوب العالم تحاول دائماً ربط الأحداث القومية بمواقيت تاريخية عظيمة في تاريخها. الدورة المدرسية القومية التي تشهدها ولايتنا تحمل الرقم 26 وتقام في يناير، وعليه يجب أن نربط 26 يناير، " تاريخ فتح الخرطوم 1885م " بهذه الدورة إما في افتتاحيتها أو في نهايتها. أعلم أن التوقيت شأن وزارة التربية والتعليم الإتحادية، وإن فات عليهم الأمر فعلينا تذكرهم ويجب ألا نوفت فرصة الدورة 26 المقامة في يناير بأحد أهم الأحداث في تاريخ بلادنا. معاً أبناء ولاية النيل الأبيض من أجل نهضة وتنمية ولايتنا، ولنجعل أحلامنا واقعاً نعيشه، ولي عودة للحديث عن الدورة المدرسية [email protected]