سباقات الفورمولا (1) ومحمد روراوة ومحنة الكرة السودانية استوقفني مؤخرا بعض الاخبار التي تؤكد مقدرة الانسان أن يبدع ويعمل معجزات من اجل الخير لاتخطر على بال احد، ويمكن ان تعمل على تحقيق الخير للجميع .أولهما قيام محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم بإقراض الحكومة الجزائرية مبلغ 6 مليار دولار من اتحاد الكرة و الآخر هو أنه تم مؤخرا التوقيع على عقد انتقال ملكية سباقات فورمولا وان إلى شركة ليبرتي ميديا الأميركية مقابل مبلغ ضخم مقداره 8.5 مليار دولار من مالك حقوق سباقات فورمولا وان البريطاني العجوز بيرني إيكلستون. هذا العجوز البريطاني يذكرني حكاية بطولة الافريقية هذه الفكرة كان من بنات افكار المرحوم الدكتور عبدالحليم محمد ذلك العبقري السوداني الرائع نسأل الله له الرحمة دائما ، ونقول لماذا لم يتم تسجيل هذه الفكرة باسمه ، حيث كان بالإمكان الحصول على مبلغ يعادل عشرات الاضعاف التي حصل عليها هذا البريطاني العجوز. والسبب في ذلك أنه لم يقم بتسجيل هذه الملكية الفكرية ، لذلك السودان وعائلة الراحل لم يستفيدوا شيئا. كما ان الاتحاد الافريقي نفسه لم يحفظ هذا الجميل لنا ولم يذكر اسم الدكتور عبدالحليم الا نادرا. كما ان الكثير لايعرفون هذه المعلومات ، ولا ادري ان كان التقصير منا أم من الاخرين. كما ان اتحاد الكرة السوداني على مر التاريخ لم ينتخب رئيس لديه خيال تجاري للارتقاء بالاتحاد ماليا حتى يستطيع ان ينهض باللعبة ويوفر مبالغ مالية ضخمة للارتقاء بالمنتخبات حتى تتمكن من الفوز بالبطولات الاقليمية والدولية والمشاركة في نهائيات كاس العالم والاولمبياد وغيرها ، واقامة المعسكرات والتجارب الدولية للمنتخبات حتى تتمكن من مقارعة الآخرين. وكذلك دعم الاندية السودانية لإقامة المراحل السنية التي ترفد الاندية والمنتخبات ، والعمل ايجاد مواهب لاستثمارها وبيعها للإندية العالمية في القارة الاوروبية وغيرها ، التي هي بلا شك ستكون رافدا للمنتخب الاول. بالإضافة إلى ان العديد من الدول على رأسها الارجنتينوالبرازيل التي تدخل عمليات بيع اللاعبين ضمن الميزانية العامة للدولة ، بالإضافة إلى الزام اللاعبين بوضع مدخراتهم داخل البلاد ، ومعاقبة كل من يخفي أي معلومات عن عمليات التسجيل والبيع والشراء، كما ان أندية بوكا جونيوز ر و ريفربليت الارجنتينية تعتبر اكبر مصدر للمواهب الكروية في العالم. وكذلك ماينطبق على كرة القدم ينطبق على الرياضات الاخرى مثل السلة والكرة الطائرة والسباحة والعاب القوى الخ.. لأن رياضي مثل الجامايكي يوسين بولت يسهم في اقتصاد بلاده بقرابة 30 مليون دولا سنويا . كما ان العداءة المغربية نوال المتوكل اول سيدة عربية تفوز بميدالية ذهبية ، أكرمتها بلادها بشتى انواع التكريم حيث تولت العديد من المناصب منها وزيرة الشباب والرياضة. وأما العداء السوداني اسماعيل احمد اسماعيل الذي حقق لنا أول وآخر ميدالية في الاولمبياد ، لم نسمع به من ذلك اليوم ، ولم يقام له تمثال في قلب الخرطوم تكريما حتى يكون حافزا للشباب العماني في تحقيق البطولات. ولم نسمع ان الرئيس منحه سيارة هيونداي جياد مثل اعضاء المنتخب المصري . حتى المرحوم عبد الفتاح حمد مدرب المنتخب الذي اهدى السودان البطولة الافريقية اليتيمة كان لوقت قريب لايوجد في ارشيف وكالات الانباء حيث ان الانتصار كان مسجلا باسم مدرب الهلال الاسبق استاروستا عن طريق الخطأ حتى تم تغييره مؤخرا ، ولم نشاهد حتى حلقة واحدة في التلفزيون عن هذا الشخص الرائع العظيم رحمه الله ، بينما شاهدنا مئات الحلقات عن اشخاص لم يحققوا للسودان شيئا. والفوز ببطولة او ميدالية يخدم البلاد اكثر من مليون خطبة عصماء او جولة مكوكية تكلف الكثير أو رشاوى تدفع للكثير من الجهات المؤثرة واللوبيات. من منا من لايعرف البرازيلوالارجنتين من خلال بيليه ومارادونا وميسي ونيمار ، من منا من لايعرف جامايكا من خلال يوسين بولت والأروجواي من خلال لويس سواريز الخ. العالم قام ولم يقعد عند اعلن البرغوث الارجنتيني ميسي اعتزال اللعب دوليا مع منتخب بلاده . عندما ذهبنا في رحلة إلى مصر كنا وقتها طلبة كلما تلتقي أي مصري تجده يتكلم عن السودان من خلال عبدالمنعم مصطفى (قرن شطة ) لاعب التحرير البحراوي الذي كان يلعب في ذلك الوقت للأهلي القاهري وساعد الفريق على ايقاف تفوق الزمالك الذي استمر سنوات طويلة بفضل اللاعب السوداني الاخر عمر النور مع حارس المرمى السوداني سمير محمد علي . الرياضة عامة وكرة القدم بصفة خاصة تمنح البلاد شهرة أكثر من أي أجهزة اعلامية أخرى او أي رشاوى او استضافة شخصيات عالمية مثلما قال وزير اعلامنا الهمام . صحي النوم !!!!!!!!!!!!!! . كنان محمد الحسين [email protected]