∆ السيد/ بحر أبو قردة - وزير الصحة الإتحادية منسوب حركة التحرير والعدالة وشريك حزب المؤتمر الوطني في السلطة... لقد تابعنا الأنباء الخطيرة التي وردت من إقليم النيل الأزرق، عن إنتشار وباء خطير تسبب في تدافع المواطنيين الي المستشفيات بشكل يومي طلبا للعلاج، ولا علاج في تلك المستشفيات التي تعتبر مباني فارغة لا أطباء فيها ولا دواء. وتابعنا بيان وزارتكم الذي عتم علي حقيقة إنتشار الأوبئة وسط المواطنيين، مع تلوث مياه النيل وتراكم مياه الأمطار وسط المدن والقرى، الأمر الذي أدى الي تعفن البلاد ونمو الحشائش والحشرات الضارة علي الطرقات. وبلغنا أن سيادتكم حتي لحظة كتابة هذه الرسالة، تجلسون في مكاتبكم الفخمة في الخرطوم، تجتمعون ثم ينفض اجتماعكم بلا نتائج، ولم يتحرك احدا منكم لنجدة المواطنيين وتوفير بيئة علاجية ملائمة لهم. ∆ السيد الوزير/ أسألك بصدق وأمانة وبكل صراحة وتجرد؟ هل ينفع (العلاج بالمسكن)، واقصد انكم تهرولون نحو السلطة بزريعة انكم تهتمون بشؤن المواطن، ولم تقدموا للمواطن شيئ، سوى تأيدكم او صمتكم حيال الإبادة الجماعية والتهجير القسري للمدنيين المقيميين بالنيل الأزرق، وتسمعون عن تحليق طائرات الأنتينوف وأبابيل فوق رؤس المواطنيين ليل نهار، وانتم تتحدثون عن الصحة في مناطق لا أمن فيها ولا إستقرار، كأنكم تسقون المواطن (مسكن) من خلطة المؤتمر الوطني، ثم تجلسون بعيدا تبعثون أحاديث لا نفع منها. ∆ السيد الوزير/ أبو قردة - ومن يعمل معه في قمة وزارتهم الصورية. الوباء الذي إنتشر في النيل الأزرق لم يكن حدثا غير متوقع او إحدى (عجائب الدنيا)، بل هو نتاج لتردي الخدمة الصحية ومحاربة الأطباء وصرف أموال الدولة في أشياء ثانوية وآخرى مضرة بالبشرية مثل (الحرب)، دون توظيف اقل النسب من ميزانية الدولة لصالح الصحة، بل تذهب الميزانية برمتها، الي الأجهزة الأمنية وشراء السلاح بدلا عن الدواء. ∆ السيد الوزير/ تركتم مواطني النيل الأزرق وسنار وجبال النوبة ودارفور وغيرها من المناطق، يعيشون حياة (الغابة) التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة الإنسانية الكريمة، ولم نسمع لكم (لا حس لا خبر) طوال فترة توليكم إدارة هذه الوزارة إلا في حالة وقوع كارثة ما في البلاد، تخرجون إلينا ببياناتكم المصابة بداء (الجدري) تطلقونها علي الهواء بهدف إظهار إهتمام لا وجود له في الأصل. إن الإنهيار المؤسف للصحة في السودان، يرجع بشكل مباشر الي فشلكم المستمر في إدارة وتقسيم موارد الدولة بالعدل، ويرجع أيضا الي (النفاق السياسي) الذي يقطي علي الحقيقة بافتعال نشرات إخبارية كاذبة تبث علي القنوات الفضائية الحكومية تروج لتنمية كاذبة. من يتابع تراجع الوضع الصحي في بلادنا وسائر الكوارث الإنسانية والأخلاقية التي تقع بحق المواطنيين بكل شرائحهم، سيستنبض بكل سهولة ويسر حقيقة فشل حكومتكم. كل الكوارث التي نشاهدها هنا وهناك مرتبطة بشكل وثيق بالسلطة الحاكمة التي تنشر وتوزع (صكوك الموت) علي الشعب السوداني فردا فردا بلا إستثناء. وربما يا (وزير الصحة) لا نستطيع التعمق في تفصيل تفاصيل فشل حكومتكم وخاصة وزارتكم هذه خلال سطورنا المبسطة في الرسالة، لكنا نعدكم بجرد حساب كامل في اقرب وقت ممكن. ومن هنا نطالبكم بتقديم إعتذاركم لشعبنا، وحزم حقائبكم وكتابة إستقالتكم عن منصب (وزير الصحة الإتحادي)، وتسليم هذه الوزارة باسرع باسرع ما يكون، الي أي طبيب سوداني شريف له قلب نابض وعقل متفتح يستطيع تلمس مكمن الكارثة الإنساني التي وضعتم فيها شعبنا، ليضع لها الحلول الكافية مع عدد من زملائه الأطباء، فنحن نثق في مقدراتهم المهنية. وعندما نطالبكم بتقديم استقالتكم نذكركم بمطالعة تجارب وزراء الدول الديمقراطية التي تحترم شعبها، وتقيم القانون، وتؤمن بضرورة توالي المواطنيين علي مناصب بلادهم، وفي ذات الوقت تجعل من التنازل السلمي عن السلطة في حالتي (النجاح والفشل) مصادر قوة المؤسسية، ومسلك حضاري لتحقيق العدالة والشفافية وإنصاف الحق والحقيقة. عليكم أن تتركوا منصبكم هذا لغيركم، لأنه مهم وحساس جدا كونه متعلق بحياة المواطن، وانتم فشلتم في صون حياته وحمايته من الأمراض. ∆ السيد الوزير/ عندما توافق علي تقديم الإستقالة، عليك أن تعرج نحو المحكمة وتقدم نفسك لمحاكمة عادلة، لأنك تسببت في وفاة عدد من المواطنيين السودانيين، وذلك بتأخر سيادتك عن القيام بمهامك الموكلة اليك من قبل الدولة، وتأخر سيادتك عن مهامك يعتبر خيانة للقسم الذي اقسمته، بأنك سوف تخدم بلادنا وشعينا دون تأخر عن العمل والواجب. وهذا مقترح نقدمه لك، ولك أن لا تهتم به إن شئت، لأنك وزير صحة في دولة دكتاتورية لا يحترم قادتها القانون، ولا يحاسبون من يرتكب الأخطاء (الصغيرة والكبيرة)، لأنهم جميعا يلبسون الخطايا كما يلبس الشخص ثيابه في نهار مشمس. وإن استعجلتم في طرح انفسكم امام المحاكم بشكل طوعي خيرا لكم من أن تستجلبون اليها بعد سقوط حكومة المؤتمر الوطني. هي نصائح نقدمها لكم لصالحكم في (الدنيا والأخرة)، فكيف تواجهون الشعب وانتم جزء من نظام شرده وعذبه، وكيف تقفون أمام ربكم وانتم هاربين من عدالته في الأرض، رغم انكم مدركين لحجم ذنوبكم التي لا توزن باضخم الجبال. ∆ رسالتنا الي المجتمع السوداني.... إنه لا يجوز علينا جميعا التهرب من مسؤليتنا الوطنية والإنسانية تجاه بنو جلدتنا في مناطق النزاعات بمواصلة (الصمت المغنطيسي)، علينا جميعا التحرك في اتجاه ضغط النظام الحاكم واجباره علي القبول بمقترح إغاثة المتضررين من الحرب باسرع ما يكون. لأننا إن تركنا الأمر دون تحرك إيجابي، سوف يواصل النظام في مسار تعنته ورفضه لكل ما يؤدي الي إتفاق حول هذا الملف المهم. وندعوا المنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية لبحث سبل دعم المواطنيين الذين يقفون بين (الموت والحياة) ولا يجدون من ينهي معاناتهم. وندعوا مجلس السلم والأمن الإفريقي والإيقاد ومجلس الأمن الدولي وجميع شركاء السلام بشأن السودان الي البحث عن وسائل تحقيق السلام بكل الطرق، وإنهاء الوضع السياسي والإقتصادي المتدهور في الدولة السودانية، فاذا استمر الحال علي نهج حكومة المؤتمر الوطني، فاننا سنشهد تردي غير مسبوق في كل مناحي الحياة، وسيتسبب ذلك في موت الكثير من الأبرياء. وما زالت هناك امكانية واضحة لتحقيق السلام، وإيقاف نزيف الدم في السودان، وذلك لوضوح رؤية المقاومة ، وتمسكها بالحل الشامل الذي يضع الملف الإنساني في مقدمة اجندة التفاوض. لن يتلاشى الأمل، طالما ابناء السودان لم يتوقفوا يوما عن المطالبة بوقف الحرب وتحقيق سلام عادل من اجل الفقراء والمهمشين، وهم الذين ينتظرون الدواء لمعالجة داء عظيم، من تسبب فيه ما زال يجلس علي كرسي الوزارة. سعد محمد عبدالله [email protected]