ناشط حقوقي اثارت حادثة الاعتداء علي المهندس احمد أبو القاسم والصور التي قيل انها تظهر اثار تعذيب الكثير من الاهتمام والتفاعل والاندفاع والشجب من قبل الكثيرين من الكتاب والمهتمين بالشأن العام. لا يشك كاتب هذا المقال ان القصة حقيقية وقد وقعت بالفعل, وجرى تعذيبه كما يتفق كل الكتاب والمندفعين, وان كانت الاسباب الحقيقية حتي اللحظة غائبة. فقط لي رأي حول مصداقية الصور التي نشرت وقيل انها اخذت للمصاب. لكن في عالم اليوم حيث تقدمت التكنولوجيا تقدما محسوسا يمكن التحقق من مصداقية الصور ومدي فبركتها. توجد عدة مواقع تحلل الصور المشكوك فيها وتخبرك عن اصالتها. الي جانب ذلك تشرح لك كيف انت شخصيا تتأكد من مصداقية الصور بالتأمل الدقيق. حين عرضت صور الظهر علي احد المواقع ارجع الموقع تاريخها الي عام 2012 والحادثة وقعت هذا الاسبوع! واوضحت مواقع اخري ان التلوين والتظليل وفقدان اي ظل في صورة يرحج امكانية تزويرها. تظهر الصورة الظهر كشكل مستطيل مسطح واثار التعذيب ظهرت كخطوط مستقيمة ومن المعروف ان ظهر الانسان ليس كذلك. تظهر صورة الظهر ان المعتدي عليه له صلعة ظاهرة, بينما صور الباشمهندس وكذلك صورة ضربة الرأس توضح ان شعر رأسه طبيعي, مما يؤكد ان الصورتين ليستا لنفس الشخص, واحد ابوصلعة وآخر طبيعي. واذا رجعنا لضربة الرأس نجد جرحا قاطعا جاء نتيجة استعمال آلة صلبة حادة, بينما باقي الجسم تعرض للضرب اما بخرطوش ماء او سوط. الآلة الحادة يمكن ان تكون سكينا او ساطور. وبما الغرض من استعمال العنف مع المعتدي عليه هو لم يكن التصفية الجسدية, وانما التعذيب لاقصي درجة, فاحتمال استعمال الآلة الحادة بعيد. ومن المعروف ان السكين يستعمل للطعن في الاماكن اللينة كالرقبة والصدر والبطن. من المرجح ان الصور التي اجتاحت المواقع الالكترونية ونالت هذه الاهتمام المتزايد هي مجرد فبركة. هذه لا ينفي وقوع حادثة التعذيب والتضامن مع المجني عليه وملاحقة القتلة. لنقف ونتفاكر: توجد في مواقع كثيرة علي الانترنت صور وفيديوات حقيقية لاطفال يضربون بالقنابل, وتشتت اشلاؤهم, وقري تحرك وتدمر, واناس يبادون ويحرقون, وسماء الجبال تتساقط منها القنابل والمتفجرات كالمطر, لتهلك الانسان والحيوان والزرع, لاناس يجوعون ويمرضون ويحجب عنهم الغذاء والدواء. شعوب تباد وتهدر. ما هو موقفنا من هؤلاء الاحياء الاموات؟ متي نتفاعل مع واقعنا الأليم؟ متي .. متي نهب وننهض ونتضامن لوضع حد لهذا الواقع المرير؟ متي نشحذ الاقلام للدفاع عن بني وطني؟ متي نسير المواكب الهادرة للادانة وللاطاحة بهذا الوضع الفاسد؟ ليت بني وطني يعطون نفس الاهتمام الذي وجدته الصور المزيفة لمعاناة الاهل في جبال النوبة ودار فور والنيل الازرق وشرق السودان, بل كل السودان. [email protected]