منذ بداية الحوار كنت قد تنبأت بانه سيصير الي لاشئ عطفا علي تاريخ الانقاذ الطويل في المراوغة واللعب علي عامل الزمن الذي تعتقد انه في صالحها وهي تدمن سكرة السلطه التي اصبحت عندها مثل (سكرة يني) بتطاول الزمن يومها وقبل سنتين تقريبا وهنا علي صفحات هذه الصحيفة الغراء قلت ( ان الحوار كسر رقبه ...وكسر ركبه ) ومن يومها ما عدت اكتب عنه ( ورميت طوبته ) كما نقول وكنت استغرب لكتاب هم اكثر منا علما وخبرة ما زالوا يكتبون عن الحوار رغم علمهم انه سيفضي الي ترهات وخزعبلات لا تقدم حلا لمشكلة الوطن وهي بالمناسبة مشكلة واضحة ومحددة ولا تحتاج الي الاف التوصيات بل تحتاج ان نذهب مباشرة الي لب المشكلة وتناولها بشفافية تماما كما فعلت جنوب افريقيا وان ننتقل الي مربع ثالث يكون فيه الحل ليس فيه سيطرة لحكومة ولا معارضة هزيله تباع وتشتري وانما تساو بين الجميع لوطن يسع الجميع باليات ووسائل محددة بفترة زمنية محددة وهذا لن يحدث كما سنري خلال اليوم الاثنين ولان الانقاذ فهمت هشاشة كثير من المعارضين انهم فقط اصحاب مناصب ووظائف فهي قد فعلت فعلها تفتيتا في الاحزاب والكيانات وصرفت صرف من لا يخاف الفقر وهو صرف لو وجه للتنمية والخدمات لكنا اليوم في افضل حال فكان تصرف الانقاذ وبالا باتجاهين اتجاه ضاعت فيه التنمية والخدمات وحل الفقر مكانهما واتجاه اضعاف الاحزاب السياسة وما ادركت الانقاذ ان اضعاف الاحزاب السياسية ليس شطارة بل هو اضعاف لها وما اوردها موارد الهلاك وافسدها الا هذا الظن الفاسد فصارت البلد الي ركود وبوار كما هو حادث لا حيث لا افكار ولا مبادرات ولا برامج ولا جراه علي فعل اي شئ وانما هي بلد تمشي هكذا بغير هدي ولا كتاب منير واصبح الكل الحاكم والمحكوم يقول نفسي نفسي مع احباط عام وفقدان للامل في المستقبل لبلد موارده تجعله الاغني ولكنه الافقر بسبب من سوء الادارة !!! واضح جدا من محنة الانقاذ مدي محنة الوطن في نخبه ومثقفيه اذ كشفت الانقاذ طيلة عهدها والي الان ان النخب السياسية والمثقفه مريضة بالمناصب وتتدافع علي ذلك بالمناكب كما قال البرف عبد الله الطيب في حديثه عن (النخب والسلطه )قال (يقع الطير حيث يلتقط الحب) فقد شهدنا مصرع اساتذة جامعات وشعراء وكتاب مما لا يتسع المجال لذكر اسماءهم وكانوا ملئ السمع والبصر في المعارضة توزعوا علي السفارات في ملحقيات استشارية بحجة الدفاع عن السودان ولم يقدموا شيئا غير التمتع بهبات الدبلوماسية وقد فجعنا شاعر وصحفي له عمود راتب بقوله في لقاء مناسبة اجتماعيه ان الانقاذ وفرت الخبز الذي شقي في توفيره في عهد الديمقراطيه طيلة يومه مع انه ليلا حين يجلس الي الندامي يسب الانقاذ حتي مطلع الفجر لا يعود له وعيه الا مع مطلع الشمس ولهذا كله واكثر من هذا الانقاذ ليست جادة في حل المشكلة طالما ما هي تعرف موطن الداء وتعالجه كما قال نافذ (كل معارض اكتشفنا انه عايز منصب وبيت و سيارة ومرتب فاعطيناهم ) وبسبب من ذلك ولان الحوار ليس له اي مخرجات تؤثر في المسيتقبل ها هي قيادة المؤتمر الوطني تعلن وعبر الصحف وكأنها ترمي طعما للكلاب الجائعه لتصطادها فتقول في اعلان صريح دون اي مواربه كما يلي (لدينا حكومة بعد 3اشهر لكل الذين يشاركون في الحوار فقط ) وهذه دعوة صريحه للممانعين( يلا علينا جاي عندنا حكومة) وكاننا في مزاد علني او دلاله لا ينقصها الا الجرس في سوق الله اكبر وهذا يعني من ناحية اخري ليس فشل الحوار وحسب وانما مزيد من الخراب والصرف والترهل وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا حتي تقوم قيامتنا حقا نحن وطن ازمته الكبري في نخبه !!! [email protected]