في بحر أبيض دعونا نحلم (13) الدورة المدرسية رقم 26 ... قيدومة تأهيل وتطوير وتحسين وترقية الخدمات د/ بشير محمد آدم مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي - جامعة الخرطوم بريد إلكتروني [email protected] لن نمل الحديث عن الدورة المدرسية رقم 26 التي تستضيفها الولاية مطلع العام القادم حتى يحين أجلها وتحقق الأهداف أو جزء كبير مما ذكر في العنوان ومما يرد في لب المقال من أحلام وأمنيات مشروعة. معلوم أن هذه الدورة السنوية إستحقاق قومي بأهداف سامية معلومة للجميع. كما جرى العرف ليست هناك طلبات من قبل الولايات للترشح لاستضافة الدورة القومية ولكن اللجنة العليا وباستراتيجية وأهداف منطقية تختار الولاية المستضيفة. أخونا الوالي كاشا كان من ضيوف الدورة السابقة التي استضافتها بنجاح ولاية شمال كردفان، وعندما تم ترشيح النيل الأبيض لم يتردد الوالي د. كاشا في استلام راية الدورة 26. لم يراهن الوالي على شطارته وخبراته الإدارية المتراكمة، وإنما راهن على إنسان بحر أبيض الذي تجاوب مع تعيينه والياً لولاية النيل الأبيض وأحبه لأريحيته وتعامله المباشر مع إنسان الولاية دون تعقيدات. وبإذن الله لن يخسر الرهان والحمد لله وجد التجاوب المطلوب من المحليات المختلفة ونأمل أن يساهم المقتدرون من أبناء الولاية على أقل تقدير في المشاركة في تطوير وترقية الخدمات الأساسية في مناطقهم، والأمل معقود على المؤسسات القومية المشاركة في الحدث الأكبر الذي تشهده الولاية في سنواتها الأخيرة. نجاح ولاية شمال كردفان في تنظيم الدورة السابقة كان بفضل الهمة العالية لأهل ولاية شمال كردفان وتفاعلهم مع الحدث، حيث تجاوبت كل فئات المجتمع مع نداء الوالي وجادت بما تستطيع من مساهمات عينية ونقدية لعبت دوراً محورياً وأساسيا في نجاح فعاليات الدورة. بعض المتشككين والمخذلين يراهنون على فشل الدورة ويعتبرونها ضياع لأموال كانت ينبغي أن توجه للتنمية، ويعتقد الكثيرون أن هذه كلمة حق أريدها بها باطل. من قال إن الأموال التي جمعت بغرض الدورة المدرسية لتصرف في الأكل والشرب والخدمات أثناء قبام الدورة؟ كل القرائن تشير إلى أن الدورة المدرسية رقم 26 ستكون فألاً حسناً للولاية وبداية حقيقية أو "قيدومة" كما أسميتها في العنوان لعهد جديد من خدمات مميزة ومتوفرة في محليات الولاية المختلفة، سيكون الحساب"ولد" بيننا وبين الوالي وبين اللجنة المنظمة في حالة تبديد الأموال التي جمعت. لكي تقوم الدورة لابد من تجهيز المرافق التي تستضيف فعاليات الدورة والخدمات الملحقة بها. مما لا شك فيه أن الجميع يتوقع صيانة وتأهيل أكبر عدد من المؤسسات التعليمية وبنهاية الدورة عزيزي الوالي وأعزائي أعضاء اللجنة العليا المنظمة للدورة المدرسية نتطلع إلى توفير الجلوس لكل تلميذ في أغلب مدارس الولاية مع السعي بكل الطرق لتكون مباني مدارس الولاية بالمواد الثابتة وأن تكون بها دورات مياه صحية وكافية مع ضرورة توفير مياه للشرب وذلك بتوفير كميات كافية من مواعين الشرب، وقبل ذلك توفير مياه للشرب بكميات وافرة تجنب التلاميذ البحث عن الماء خارج إطار المدرسة. نتطلع إلى مسرح بكل مدرسة وبالإمكانيات المحلية المحدودة وبتوفير معينات للأنشطة الرياضية والثقافية المختلفة لتنمية وصقل مواهب الطلاب في المجالات المختلفة وألا تنحصر التربية والتعليم في الأكاديميات فقط تحقيقاً لمقولة "العقل السليم في الجسم السليم". من ضمن الخدمات التي يتطلع مواطن الولاية إلى تطويرها وتحسينها الخدمات الصحية وتحسين أو رصف أو سفلتة الطرق خاصة في مدن الولاية التي تشهد فعاليات الدورة المدرسية. منذ أكثر من شهر تقريباً تشهد تجمعات أبناء الولاية بالعاصمة حراكاً ملموساً في شكل لقاءات للتفاكر والتشاور في كيفية تأهيل وتطوير وتحسين وترقية الخدمات في محلياتهم أو في وحداتهم الإدارية أو حتى في مدنهم وقراهم وفرقانهم والقصد من هذا حث الجميع على المشاركة وأي بلد يبنيها أبناؤها وبناتها . هيا شدوا السواعد وعلوا الهمم ووحدوا كلمتنا عشان نرفع ولايتنا ونعلي شانها. كل المرافق والمؤسسات التي سيتم تأهيلها لاستضافة فعاليات الدورة ستبقى في أماكنها مما يعد مكسباً كبيراً للخدمات. يعلم الجميع لأن الوالي كاشا له رؤية واضحة وهمة عالية في النهوض بولاية النيل الأبيض وواجب على الجميع أن يمد له الأيدي بيضاء وأن يسهم معه ولو بتقديم الرأي والمشورة أو النقد البناء والموضوعي وأقول للذين يتشككون في فشل الدورة وفي صرف المبالغ المرصودة في غير الغرض الذي جمعت من أجله، أحسنوا الظن بالآخرين ومدوا الأيدي وبيضوا نيتكم عشان تربح مسيرتكم ومسيرة الولاية، ونذكر بأن قطار التنمية وتحسين الخدمات يسير بخطى راسخة وثابتة وواثقة ولن يتوقف أو ينتظر المترددين. اركبوا معنا فالأماكن تسع الجميع في ولاية واعدة وموعودة. وفد "رشيق" المستوى يتكون من والي الولاية د. كاشا ورئيس المجلس التشريعي ومفوض الاستثمار بالولاية قام بزيارة إلى دولتي الكويت والأمارات بغرض الإلتقاء بمستثمرين أشقاء عرب للاستفادة من إمكانات الولاية المهولة. دلالة نجاح المهمة قلة عدد أفراد الوفد مما قلل كثيراً نفقات االرحلة خاصة وأننا تعودنا أن نرى في مثل هذه الزيارات أعداداً كبيرةً من المرافقين لا داعي لهم. قدم الوفد في الدولتين شرحاً مفصلاً حول المزايا التفضيلية التي تحظى بها ولاية النيل الأبيض خاصة توفر المياه الجوفية والنيلية ومياه الأمطار، مع توفر الأراضي الزراعية الشاسعة والخصبة، إضافة إلى الثروة الحيوانية والسمكية التي تتميز بها ولاية النيل الأبيض، مع توفر الخدمات الضرورية لنجاح أي مشروع إستثماري. في الكويت إلتقى الوفد بغرفة الصناعة والتجارة وأبدى المستثمرون رغبة في الدخول في مشروعات ضخمة بالولاية. أما في الأمارات العربية المتحدة فقد أبدى المستثمرون رغبتهم في الاستثمار في صناعة الأسمنت وإنتاج الثروة السمكية. كما يقول المثل " الخريف اللين من رشاشو بين" ، وأول الغيث قطرة. يبدو أن هذه الزيارة وما تتبعها من زيارات إلى المملكة العربية السعودية وقطر قريباً ستفتح أبواب الولاية على مصراعيها للأشقاء العرب. إقبال المستثمرين على الولاية وقبول الإستثمار فيها يتطلب أخي الوالي المصداقية في التعامل وتسهيل الإجراءات وتوفير الأمن وإبعاد السماسرة وبالله التوفيق.