حذف البرلمان أول امس، من مضابطه، ما اعتبره اساءة للمعلمين في حديث نائبة رئيس المجلس الوطني، عائشة محمد صالح خلال الاسبوعين الماضيين. واثار رئيس البرلمان ابراهيم احمد عمر خلال، مسألة شؤون مجلسية أمس، الازمة بين عائشة ونقابة المعلمين، وقال "بعض حديث نائب رئيس البرلمان عائشة محمد صالح عن المعلمين لم يجد القبول وأثار لغطاً في الاعلام، لذلك رأيت إغلاق الملف، واطلب من المجلس سحب بعض حديثها من المضابط, واضاف اوجه بحذف بعض حديثها عن قضايا التعليم"، ووافق نواب البرلمان بالاجماع. حقيقة هذا تزوير و كان الاجدر إجبارها علي الاعتذار و هي التي قالت (لن أعتذر و لو إنطبقت السموات علي الارض) مع أن الكلام السئ عندما يخرج لا يمكن تدارك آثاره ,مثلما شرح جبريل عليه السلام في رحلة الاسراء و المعراج للنبي الكريم منظر رجل تخرج من فمه بقرة و عندما يحاول إبتلاعها لا يقدر بأنها الكلمة السيئة. وجه السوء في المسألة أن المعلمين قبيلة مثل قبيلة السياسيين و التجار و القضاة و المحامين و الشرطيين وهلم جرا و كل قبيلة فيها الصالح و الطالح إلي أن يرث الله الارض و ماعليها ,لن يتوقف الافساد في الارض حيث أن الحق و الباطل في صراع إلي أن تقوم الساعة و باضدادها تعرف الاشياء. بل أن الفساد و الافساد في السودان سببه الاساس هو السياسيين الذين تتكلم هذه الانسانة بإسمهم فخرا و كأنهم ملائكة و لن تكفي كل صفحات الانترنت لتوضيح ذلك,و كمثال قمت بكتابة جملة (الفساد في السودان) علي محرك البحث و كانت النتيجة 702000 نتيجة!!! بعضهم حاول تلطيف وقع المسألة بان التعليم صار مهنة من لا عمل له و اصبح يأتي باشخاص سيئين,هذا عذر اقبح من الذنب لانه حتي أرقي المعلمين في ارقي الدول المتقدمة و في جامعات لها وزنها عرف عنهم أنواع كثيرة من الفساد منها العلمي و الاخلاقي و الاستغلال الجنسي. أما قول أن التعليم صار يجتذب الاشخاص السيئين فخطأ من هذا؟ أي دولة متقدمة في العالم كان سبب تقدمها هو التعليم فمن يهن المعلم و لا يوفر له شروط خدمة مغرية تكون هذه هي النتيجة,في الدول التي نهضت و تقدمت المعلمين يصرفون أعلي المرتبات و بالتالي تكون هناك إنتقائية في إختيار افضل العناصر. القضاة في المانيا طالبوا بمساواتهم بالمعلمين فقالت لهم المستشارة الألمانية ميركل : ( كيف أساويكم بمن علموكم )؟! لو اقرني علماء الاجتماع فإن أغاني البنات هي مؤشرات علي التوجهات الاجتماعية و الاقتصادية في السودان بخاصة, في الخمسينات و الستينات كانت الفتيات يغنين: يا الماشي لي باريس جيب لي معاك عريس شرطا يكون لبيس و من هيئة التدريس و باريس هي عاصمة الثقافةو الفن و الجمال و الاناقة كما هو معلوم, كن يغنين للمعلم ذو الراتب الجيد و الثقافة و الادب. أما الآن فالاغاني هي: سجل لي عماراتك و سجل لي شركاتك إنت العسل ذاتك!!! صرن يغنين للمال و لا يهم من اين أتي وواضح من اين يأتي فملاك العمارات و الشركات هذه الايام معظمهم فاسدين الا من رحم ربي. فمن افسد البلد و العباد؟!! أما آن لهذه الانسانة أن تعتذر و أن يتم تصحيح التزوير الذي حصل في محضر البرلمان!!! هل تستطيع هذه الانسانة أن تهاجم شيوخ خلاوي تحفيظ القرآن كلهم و هناك حالات موثقة في مضابط الشرطة لحوادث هتك عرض وقعت علي أطفال قصر من قبلهم!! قلة من المعلمين تصرفت بخسة لا يصح أن تكون وبالا علي الآخرين ,فوالله لن ننسي لمعلمينا فضلهم علينا و لكن ما فضل الحكومات المتعاقبة و سياسييها علينا غير ظلمنا و إركاسنا في ظلمات التخلف و من ثم سلقنا بالسنة حداد و كل من هب و دب صار يشتم الشعب السوداني و الآن يشتم معلميه. [email protected]