يري المراقب عجبا في هذه البلاد التي تعاني إقتصادها الأزمات المتلاحقة وكما قال رئيس الجمهورية فإن الإقتصاد كان علي شفا إنهيار لولا الإجراءات الأخيرة التي إتخذتها الحكومة بتحرير سعر الدولار وبزيادة أسعار الوقود والكهرباء وهلمجرا.... وحسب إفادة السيد/ وزير المالية فإن الإجراءات كفيلة بإصلاح إقتصادي شامل , وذات المقولة سمعناها في الزيادات السابقة ولكننا لم نري لإ أصلاحاً ولا يحزنون .. وأكيد إن الزيادات الأخيرة ليس الغرض منها توجيه الإيرادات للإنتاج وإقامة بنية تحتية طُرقاً وكهرباء ومياه ...الخ لتحريك الاقتصاد , هذه الزيادات سوف تذهب للصرف البذخي سواء لجيش المستوزرين في الحكومة الإتحادية والولايات, والصرف علي المؤتمرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع , كم مؤتمر عالمي وإقليمي ومحلي عُقد في السودان في هذا الشهر فقط من يستطيع تعديد المؤتمرات التي عقدت في السودان خلال عام واحد وما هو العائد للبلاد من هذه المؤتمرات !! . أما حركة المسئولين داخل البلاد والحديث الذي يلوكونه والأمنيات الفارغة التي يطلقونها والتوجيهات التي يوجهونها فحدث ولا حرج ، غاب التخطيط تماماً وإلاّ لما اكتشفت الحكومة فجأة أن الإقتصاد في طريقه إلي الإنهيار!! . وقبل ذلك كانوا يحدثوننا فرحين بنسبة النمو وقدرة الإقتصاد السوداني علي تجاوز الصدمات ، إنفصال الجنوب والحصار المضروب علي البلاد من قوي الاستكبار العالمي ، فاكتشفنا فجأة أن الإقتصاد في طريقه الي الإنهيار !! فضرب القوم أخماس في أسداس فلجأوا إلي المواطن المسحوق الذي أرهقه سوء الإدارة والتخطيط المتسبب في إنهيار مشروع الجزيرة وبقية المشاريع وفي توقف المصانع وانهيار البنية التحتية الطرق والكهرباء المياه ... الخ والحكومة تُطمئن الجميع أن الأمور تحت السيطرة وترد الأخبار بغير ذلك ، المطالع للصحف يجد عجباً وبؤسا يفلق المرارة ، إنتحار ثلاثة أشقاء عجزت أسرتهم عن توفير الدواء لهم ، (256) صيدلية تُضرب جزئياً إحتجاجاً علي أسعار الدواء والتي قفزت إلي200% ، وتقابل هذه الاخبار باخبار الحكومة , نائب رئيس الجمهورية يعلن علي الملأ أن هنالك ولاية كدست دواء مجاني بمبلغ(60) ستين مليار جنيه ولم تقم بتوزيعها للمحليات وطفق نائب الرئيس يتحدث عن مجانية العلاج وضرورة نقلها إلي التأمين الصحي وضبط العملية العلاجية ... هل يتحدث الرجل عن السودان أم عن بلد آخر من بلاد الواق الواق ؟! أي مفارقات تشهدها البلاد ألم تأن للحكومة أن تعلن وبشجاعة عن إنها عجزت عن إدارة البلاد ! أم أنها تأخذها العزة بالإثم حتى تغرق البلاد وتذهب ريحها ! ويمضيي مسلسل الإحباطات ليضرب الزراعة فمزارعوا القضارف يبيعون الذرة كأعلاف للماشية لتدهور أسعاره !. مزارعو الرهد يشكون مشاكل الري والمدخلات لزراعة محاصيل الموسم الشتوي ويستنجدون بالنائب الأول لإنقاذ الموقف وإن إستمرار الأوضاع يعني الخروج من دائرة الإنتاج ووزارة الزراعة دأبت علي التبشير بموسم غير مسبوق وأن الوزارة أعدت العدة لمجابهة أي مخاطر تهدد الموسم . ونحن نسأل ما أخبار الإنتاج والإنتاجية هذه المفردة التي أصبحت علي لسان كل مسئول وأين الموارد التي توفرت من الزيارات الأخيرة ألم تذهب جزء منها إلي الزراعة !! وإبراهيم محمود يغرد في جنوب كردفان لماذا لا ندعم الذرة والدخن ؟ ولا دعم ولا يحزنون . اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.. . بارود صندل رجب المحامي [email protected]