سلمت شركة أرباب للتعدين أنتاجها من الذهب للربعين الثاني والثالث من سبائك الذهب الخالصة، والبالغ ( 1.8 ) طن و في قول آخر (1.08) طن ، بقيمة تصل الى ( 38 ) مليون دولار و في قول ( 40) مليون دولار، حسب الأسعار الجارية ، السيد وزير المالية كان حاضراً لعملية التسليم وكشف عن اجراءات وترتيبات نقدية مرتقبة لمحاصرة التهريب والمضاربين، وفي خصوص ايرادات الذهب وجه السيد وزير المالية بتخصيص ( 20 ) مليون دولار لشركة أرياب نفسها لزيادة الانتاج، و (20) مليون دولار لحقل الرواوات النفطي ، بداية لا بد من أن نسأل السيد وزير المالية عن الفرق بين (38) و (40) و كيف نشأ ؟ وهل هذه المبالغ المخصصة للاستثمار في أرياب و الرواوات مدرجة في الميزانية ؟ وألا توجد مجالات أكثر حاجة و الحاحآ لهذه المبالغ ؟ وهل الاستثمار في أرياب والحقل النفطي أكثر أهمية من توفر الدواء ؟ مدير الشركة كشف ان ( 1.8 ) طن ذهب هو إنتاج الشركة للربعين الثاني والثالث، يعني للفترة من بداية مارس وحتى نهاية سبتمبر، فلماذا احتفظت الشركة بانتاجها لشهور مضت ؟ أليس كان واجباً على الأقل ان يتم التسليم أول بأول مراعاة للظروف التي تمر بها البلاد ؟ وبهذا التأخير فإن الحكومة سوف تتحمل خسارة كبيرة تبلغ حوالي ( 1,110,000 ) مليون ومائة و عشرة ألف دولار، ذلك بسبب انخفاض سعر الذهب من ( 1,280 ) دولار للأونصة ليصل الى ( 1.250 ) دولار، بذلك خسرت الحكومة حوالي ( 30 ) دولار في كل أونصة ، كما أن الذهب عاد و حقق مكاسب وصلت الى ( 1400 ) دولار للأونصة ، وبهذا فإن الأسعار الجارية يجب ألا تقل عن ( 68 ) مليون دولار للكمية المسلمة بواقع الطن ( 37 ) مليون دولار حسب الاسعار العالمية التي تعلنها بورصة الذهب، في أغسطس الماضي سلمت شركة سودامين انتاجها من الذهب للسيد محافظ بنك السودان في حضور السيد وزير المعادن و السيد وزير المالية، وبلغت كمية الذهب المسلمة ( 120 ) كيلو غرام ، بقيمة ( 4.8 ) مليون دولار ، بواقع الكيلو ( 40,000 ) دولار، وبالرغم من أن هذا السعر يعتبر متدنياً الا إنه يزيد على أسعار أرباب بواقع ( 5,000 ) دولار للكيلو ، حيث بلغ سعر الكيلو لذهب أرباب حوالي ( 35,000 ) دولار للطن ، هذا بالرغم من أن شركة أرياب باعت والأسعار العالمية ( 1400 ) الأونصة ، وسودامين باعت بسعر ( 1,280 ) دولار للأونصة ، بما يعادل سعرالطن ( 43 ) مليون دولار ، هذا أفقد خزينة الدولة حوالي ( 300.000 ) دولار ، وبدورنا نتساءل من الذي يجدد أسعار انتاج الذهب ؟ وهل يوجد مجلس للذهب ؟ وهل يتم بيع الذهب بتوقعات الانتاج ؟ أم لخطة الانتاج ؟ وما هو تعريف الأسعار الجارية ؟ و أين تجري ؟ وهل هنالك أحد يطلع الرأي العام على المفارقات والتباين في أسعار بيع الذهب ؟ وكم تبلغ تكلفة الانتاج لطن الذهب ؟ ولماذا استثمار ( 20 ) مليون دولار في أرياب ؟ ومن الذي يقرر كل هذا ؟ بالطبع لا يمكن أن تمر هذه المناسبة دون التذكير بوعد السيد وزير المعادن عن انتاج شركة سيرين الروسية والذي قدره بحوالي ( 80 ) طناً للعام الجاري 2016م ، ولا بد من تذكير آخر للسيد الوزير بخصوص تصريحاته لوكالة سبوتينك الروسية بأن القيمة الاجمالية للذهب خلال النصف الأول من العام الحالي 2016م بلغت ( 1,808 ) مليار وثمانمائة وثمانية ملايين دولار ، لا نمل السؤال عن حقيقة ايرادات الذهب وهل سلمت لوزارة المالية ومتى ؟ وكيف تصرفت فيها وزارة المالية ؟ وكم بلغ انتاج شركة سيرين الروسية ؟ هل تم تجنيب (20) مليون دولار التي خصصت لها ، أم سلمتها فعلآ و ستسحب قيمتها من بنك السودان ؟ البيانات التي تصدر عن وزارة المالية ووزارة المعادن تذهب بالعقل ، هو فضل عقل ؟ الجريدة ______