**بحثت قمة المناخ بمدينة مراكش المغربية ،تطبيق اتفاقية باريس ،التي تعهدت فيها الدول تعهدات فردية ،بخفض الانبعاثات الغازية ، وقد طغت على جدول اعمال القمة التي طوت اوراقها امس الاول ، قضيتا الاحتباس الحراري ،وتلوث البيئة ، اذ شددت القمة على ضمان ،التزام الدول وايفائها بتعهدات باريس ،لتخفيف الاحتباس ، مع توفير مئة بليون دولار ،لمساعدة الدول على مواجهة ،تغير المناخ ،وهو ماسمي بالصندوق الاخضر.. **ورغم الدعوات لانجاح القمة ،التي حملت شعار (قمة من اجل المستقبل ) ،ورغم الفرح ،الذي بدأ ،على رئيسة القمة الماضية بباريس ،سيغولين روايال ،وزيرة البيئة والطاقة في فرنسا ، الا ان احتجاجات عارمة ،دعت اليها مجموعة العمل الوطنية من اجل فلسطين ،امام البرلمان المغربي ، في الرباط ،عكرت قليلا صفو الفرح ،اذ ندد المحتجون ،بوجود علم اسرائيل ،الى جانب باقي الدول ال196 الاعضاء في اتفاق المناخ ، وجاء الهتاف عاليا ( الموت لامريكا ...الموت لاسرائيل ) وماهي الا دقائق واحرق المحتجون علم اسرائيل امام البرلمان المغربي ،وبينما اندلعت النيران فيه ،اكدت باريس دخول اتفاقها التاريخي ،حيز التنفيذ ،للحد من التغيرات المناخية،والذي بدأ قبل ثلاثة ايام فقط من كوب 22... ** ورغم ذلك ابدت مراكش زينتها باللون الاخضر ، ولقد منحها ذلك طاقة ايجابية في تعقب ،التغيرات المناخية في المستقبل الاتي ، والعمل كذلك على الدفع بالالتزام الباريسي ،الي حيز الوجود من اجل محاربة ، التغيرات المناخية والاسراع نحو اقتصاد عالمي اخضر ، يتم فيه دعم التطلعات لانقاص وتقليص المخاطر البيئية ، للوصول الى تنمية خالية من الانبعاث الكربوني. ** فاتفاق باريس (كوب 21 ) في العام الماضي ،حمل في طياته قضية الماء والتكيف مع المتغيرات المناخية ،الامر الذي جعل المغرب ،تتجه لابراز جهودها في تنمية الموارد المائية ، والتكيف مع أثار المناخ ،وذلك عبر عزمه على انشاء 40 سدا جديدا ، ونقل مياه الاحواض التي تشهد فائضا في المياه الى الاخرى التي تعاني عجزا فيها ، وغيرها من المشروعات المائية المهمة ،والتي جعلت من الدولة التي استضافت (كوب 22 )انموذجا ملموسا ،في الاسراع بتطبيق سياسات حيوية في تدبير المياه، كاول قطرة في اتفاق باريس وتنمية الموارد المائية والتكيف مع اثار تغييرات المناخ . **افريقيا تعاني الكثير من المشكلات ، بسبب التغيرات المناخية والعواصف والجفاف والفيضانات ، هذه الاضرار تفوق بكثير اموال المساعدات والمعونات ،التي تقدمها الدول الما نحة ،فالقرى في الارياف الافريقية ،تحتاج الى طاقة كهربائية بديلة ،لتحقيق تنمية صديقة للبيئة ،ولعل تصريح بان كي مون والذي اوردته وكالة فرانس برس ،حمل بعضا من التفاؤل والامنيات ، بتحرك الرئيس الامريكي الجديد ترامب على صعيد المناخ سريعا .... *ولان النساء ، ضحايا التغيرات المناخية ، وتفتقد (2.4) مليار امرأة لمصادر الطاقة البديلة ، فلقد اصدرت مراكش مبادرة (نساء من اجل المناخ) ) ،وذلك لتفعيل دور المرأة ،ليس بالمشاركة فقط ،في المفاوضات ،وانما في صنع القرار ،وتقديم خططها اللازمة لمواجهة هذه المتغيرات ،واذكر انني كتبت العام الماضي ، مقالا واسعا حول قمة المناخ في باريس ، امنت فيه على ضرورة المشاركات الفعلية للمراة ،خاصة المرأة الافريقية ،التي تعيش في اطراف القرى والهامش ،والان اكدت السفيرة لورانس توبيانا ،السفيرة المكلفة ،بالمفاوضات حول التغيرات المناخية ، على منح المرأة الوسائل والموارد المالية ،في مجال الصحة والتربية ،وتمكينها للوصول الى مراكز القرار . ** ختام مسك القمة ، كانت تلك اللفتة الجميلة والرائعة ، ان لبى المغني الامريكي من اصل سنغالي ، دعوة قمة النساء الرائدات والتحول العالمي ،التي انعقدت بمراكش ،فلقد اتى ايكون مغني (الار ان بي) ، حاملا تشجيعه للنساء ،خاصة وان ايكون صاحب مشروع راق يحمل اسمه ،(ايكون ينير افريقيا )، والذي جسد فيه مساعدة النساء في افريقيا ،عبر ربطها بالكهرباء واضاءتها باستعمال الطاقة الشمسية ، في خطوة تبرز اهتمامه الواسع ،في الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. همسة لكنها رغم الجمال والنقاء صارت وحيدة .... فلا الدرب درب الوصول ....ولا العودة من ذات الطريق .... تقود الى تلك السهول ..... حيث الصفاء عند المساء ... وقبل ان يعرف النجم الافول ...... [email protected]