هاهي أيام العصيان المدني الثلاثة تمضي في هدؤ حذر. اتضح من خلالها جوانب كثيرة تحتاج من الجميع شعباً و"حكومةً" وأحزاب سياسية وحركات مسلحة ونقابات ومنظمات مجتمع مدني ، التوقف عندها مع النفس والتفكير مليا ومن ثم اتخاذ قرارا وموقف واضحا وصريحا. اتضح مما لا يدع مجال للشك أن الرهان الذي قامت بها الحركة الظلامية اللاإسلامية ومنذ اغتصابها للسلطة بليل، رهان خاسر لانها لم تحاول خلال ال27 عاما الماضية التحاور أو التشاور أو حتى مجرد الاستماع للشعب. بل عمدت إلى ازدرائه وقهره والتسلط عليه بالعنف والإرهاب والبطش عبر الاعتقالات العشوائية في بيوت الاشباح والسجون غير الشرعية من جانب ومن جانب أعملوا فيه تشريداً عبر آلية الفصل للصالح العام ولم يراعوأنهم من صلب هذا الشعب )لا يرقبوا فيكم إلّا ولا ذمة.( ثم عمدت طغمة الانقاذ الحاكمة على الاستمرار في تجويع الشعب وتركيعه و استفزازه لأقصى درجة ممكنة قال البشير في 07/12/2014م "ناس الجزيرة تربية شيوعية" في 25/10/2013م "أهلنا في دارفور دخلهم مرض ودخلهم شيطان..." في 19/09/2013م )إتحدي أي زول إنو كان بعرف الهوت دوق قبل مجئ حكومة الإنقاذ .( وما زالت هذه العقلية الإستبدادية الاستفزازية هي المسيطرة فقد نسب الى رئيس طغمة الانقاذ إنه لم يستطع أن يعلق بكلمات مهذبة وهادئة على العصيان الذي تم خلال الثلاثة أيام الماضية فصرخ "العصيان المدني فشل مليون في المائة..."!!! وسبقه في الإنفعال د. أمين حسن عمر وهو من كبار قادة الحركة الظلامية اللاإسلامية و يقدم نفسه على أنه مفكر الحركة الإسلامية الأوحد فقال في 30/11/2016م "وجهة نظري في العصيان المدني ، فإنه مهما تكن النية المبيتة لدى الرفاق وحلفائهم من المتمردين المتربصين، فقد جاءت إجابة الشعب واضحة ساطعة إلا لمن يكابر. فالشعب أجاب بنحو عملي أنه يرفض خيار زيادة طين الاقتصاد بلة.." !!! ولم يتأخر قائد قوات الدعم السريع وحامي ظهر حكومة الانقاذ، "اللواء" حميدتي فقال في 29/11/2016م تعليقاً على العصيان "تلقوها عند الغافل،...الكلام البقولوا الرئيس ما بختو في الأرض"!!! ويكفي للرد على البشير وأمين حسن عمر وحميدتي "تغريدة" الشاعرة وئام كمال الدين في 23/11/2016م "الى جهاز الأمن، سياسة التخويف لن تجدي معنا نفعاً. أنا وئام أُعلن للمرة الثانية كاااامل تضامني مع قضية اهلي في السودان". رغم أن الشعب السوداني صبر في السنوات الأولى من حكم الإنقاذ على أمل أن تنتهي فترة التمكين في ال5 أو ال10 سنوات الأولى، ومن ثم تتفرغ الحكومة بعد استقرارها و"توهطها" للالتفاف نحو الشعب والاستجابة لمتطلباته التي لا تتعدى العيش الكفاف "كسرة بموية" وأمن وحد أدنى من العلاج. ولكن النظام الحاكم انشغل بجمع الغنائم فهو يعتبر أن كل الشعب السوداني وبلاد السودان قد "استبيحت" لهم. وان كل خيرات السودان فوق الارض وتحت الاض هي ملك للنظام الحاكم وداخل النظام الحاكم لكبار المسؤولين فقط، حتى أنه نسب الى د.نافع علي نافع قوله "ذلك رزقا ساقه الله الينا" !!!. عندما نفد صبر الشعب السوداني حاول إسماع نظام الإنقاذ الحاكم صوته الجهوري في سبتمبر 2013م في العاصمة الخرطوم خاصة عندما لم يسمعه في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان والحماداب وليس ببعيد أحداث الجريف شرق، وكذلك حاول الشعب السوداني توصيل صوته الناعم والمهادن عبر حوار الوثبة ومفاوضات الدوحة وغيرها ولكن الطغمة الحاكمة "تفرعنت" ونست الله فأنساهم أنفسهم!!! نعم، لقد حاول هذا الشعب الصبور إسماع صوته لطغمة الحركة الظلامية اللاإسلامية ونظام الانقاذ بطريقة ذكية عبر مقاطعته للانتخابات الرئاسية الاولى في 2010م ولكن النظام الحاكم صمّ أذنيه و قام بتزوير نتائج الإنتخابات كما حدث في بورتسودان. فحاول هذا الشعب الطيب اعادة اسماع صوته عبر المقاطعة للانتخابات الرئاسية الثانية 2015م وأثبت للعالم بالصور كأدلة على عدم مشاركته في الانتخابات الرئاسية، فزوروها ظلماً وبهتانا ولم يقبل بسماع صوت العقل!!! و لما كان أخر العلاج هو الكي، فهاهو الشعب السوداني معلم الشعوب للثورات يقوم "بالإعتصام" كأول تمرين للعصيان المدني الشامل!!!! إن قيام هذا "الاعتصام" العصيان وبغض النظر عن نسبة نجاحه وبغض النظر عمن دعى له. هو رسالة واضحة تعبر عن رفض الشعب السوداني الصريح لنظام الإنقاذ الحاكم.. أول درس يستفاد من قيام الشعب أو فئة منه بالعصيان هو أن يستوعب الشركاء الحركة الظلامية اللأسلامية وطغمة الإنقاذ الحاكمة إن ما حدث في ليبيا وسوريا جاء نتيجة لعدم انصياع الحكومة لمطالب الشعب وترديد القذافي" جرذان" وترديد أبن مبارك "شوية عيال" !!!وهي حقيقة يحاول الشريكين الذين هزمهم الشعب بالاعتصام قلبها من خلال التهديد بأن مخالفة النظام الحاكم والإعتراض عليه هو خروج على الحاكم "الشرعي" سيدخل السودان في حروب وفوضى مثل ما هو واقع في ليبيا وسوريا!!! أجدد التحية لكل الشعب السوداني ممثلاً في جيل الشباب أمل المستقبل وأساليبهم الحديثة في المقاومة والتحية الخاصة للاطباء والمحامين والتحية موصولة للعم محمود انور صاحب لافتة "لا املك حق الدواء" والاخ أحمد الضي بشارة والاخت أم كبس التي ارسلتها مدوية للشعب ونادتهم بالاعتصام والمكوث في البيوت واعلنت بل تحدت الطغمة الحاكمة بانها لا تخافهم وأعطت عنوان مسكنها في الشقلة مربع 12 وعندما اتت قوات الطغمة الحاكم بلا خجل لاعتقالها لم تصرخ ولم تولول بل زغردت لتطلق صافرة اقتراب فجر الخلاص. أنشد الشاعر محمد المكي إبراهيم "سلم مفاتيح البلد سلمنا الزمان الضاع ليل الغربة والأوجاع وأحزانا اللي عشناها على الوطن العزيز الجاع سلم مفاتيح البلد حتهرب وين من الألم الكبير والجوع ومن تعليمك المدفوع ومن شعبا سقاك لبنو سقيتو من الهوان والجوع وانواع سمك المنقوع سلم مفاتيح البلد حتهرب وين من الذكرى وعذاباتها ومن لبن الأمومة ومن حساب الرب حتهرب فين وانت ايدينك الاتنين ملوثة دم" [email protected]