لا شك انكم قمتم بعمل يستحق الاشادة خلال الاسبوع الماضي, فقد ظهرت العاصمة القومية خلال فترة الاعتصام مشلولة تماما, والمتاجر مغلقة, ودور العلم خاوية, والشوارع شبة خالية من الحركة والمارة. ادخل هذا النجاح الباهر الهلع الي قلوب العصابة الحاكمة, التي ترتعد من مواجهات قادمة, حددتم تاريخها مسبقا. اود ان اعبر عن بعض اراء تدور في رأسي .. فمن انتم بحق الرب.؟ شعبنا , وكذا كل شعوب العالم , لا يمكن ان تنقاد وراء مجموعة مجهولة الهوية. من اراد قيادة ثورة فلابد ان تكون له مؤهلات وكارزما عند الجماهير. عرفنا جيفارا, وفيدل كاسترو, ونلسون مانديلا, وكوامي نيكروما, وجواهر لال نهرو, والمهدي وعثمان دقنة, علي عبداللطيف, وازهري, ووليم دينق وعبد الخالق, وقاسم امين, والشفيع, وجون قرنق .. وغيرهم. هل انتم بنفس المعيار؟! هؤلاء القادة احتكوا بجماهيرهم, احبوا الجماهير, فبادلتهم حبا بحب, وعملت تحت قيادتهم بتفاني حتي انجاح الثورة. هذه القيادات لم تخف نفسها عن الجماهير, بل كانت دائما محتكة بالجماهير. ولانجاح ثورة ما لابد ان تكون القيادة معروفة, ذات كارزما, ذات تاريخ ناصع, وملتصقة بالجماهير. فمن انتم؟ فوق ذلك ... لا يمكن البتة الغاء العمل الضخم الذي قامت به القوي المعارضة خلال فترة حكم الانقاذ بجرة قلم, فكانت المواجهات المسلحة تتواصل باشكال مختلفة في مناطق مختلفة, وهناك الاعتصامات والمظاهرات, وهناك مخاطبة الجماهير في مواقف البصات, والجامعات والاماكن العامة, كما يفعل المؤتمر السوداني. الا تشاهدون الان ما يجري اليوم من مواجهات؟ ها هو ﺣﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﻔﺎﺕ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻣﻴﻦ, وإعلان الاضراب المبرمج للصيادلة، واضرابات الاطباء المتواصلة, وتحركات ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ وتعرض ﻋﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﻟﻼﻋﺘﻘﺎﻝ، ﻭﺇﺿﺮﺍﺏ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ، ومظاهرات ﻃﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺎﺕ, ووقفات الناشطات المتكررة . وبالامس رفعت ﻗﻮﻯ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻟﺮﺃﺱ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ تطالبه بالتنحي، ووجهت ﻨﺪﺍﺀ ﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ بﺗﻜﻮﻳﻦ ﻟﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ . نخلص من هذا ان هناك قوي معارضة حقيقية تواجه النظام منذ انقلاب عام 1989 وحتي اللحظة, وبذلت الغالي والنفيس من اجل اسقاطه, تعرضت للسجون, والارهاب, والتعذيب, والتصفيات, والمضايفات, والمحارية في الرزق. وسجون النظام ملئ في اللحظة بالمئات من المناضلين الشرفاء من كافة قوي المعارضة. لابد من التنسيق .. ﻗﻮﻯ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ الاخري والحركات المسلحة والطلاب والمثقفين ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ والدينية هي قوي وطنية مخلصة, لا يدور اي شك في اخلاصها للقضية واصرارها علي دك النظام والرمي به في مزبلة التاريخ. فلابد من التنسيق معها. الشعب يستجيب للقيادات المعروفة. الحراك الشعبي لابد ان يشمل كل بقاع السودان, حركة نوفمبر الماضي كانت محصورة في العاصمة المثلثة, والتنسيق مع كيانات المعارضة الاخري سيجعلها حركة جماهيرية أكثر شمولا تعم كل البلد. لابد من الاتصال بقيادات المعارضة لانجاح الحرك المقبل. لن يكشف قادة المعارضة عن هوية من يتصل بهم من اعضاء اللجنة التمهيدية للعصيان. مخاطبة الانترنت لوحدها لا تكفي .. تحمد لكم , ايها الشباب, ظاهرة استغلال وسائل الاعلام الحديثة لمخاطبة الجماهير وخاصة الانترنت. الا ان هذه الوسيلة لا تصل الي اغلب جماهير شعبنا في الارياف واطراف المدن والعشوائي وساكني الكهوف والمجاري وهم وقود الثورة. فلابد من مخاطبة الجماهير في احيائها وكل اماكن التواجد, ولابد من المنشورات والبيانات. الانترنت ليست آمنة, اذ تستطيع اي شخص او اي جهة كتابة بيان تدعي فيه انه صادر من قيادة اللجنة التمهيدية لقيادة العصيان.. فالحذر واجب في التعامل معها. لابد من خلق وسائل اكثر امنا. حتي لا تصاب جماهير الشعب السوداني بخيبة امل, لابد من التنسيق الجيد بين كافة قوي المعارضة, دون اقصاء لاحد, فشعبنا علي استعداد للتضحية من اجل وضع جديد, وضع يضع حدا للاستبداد, والقهر, والعنصريات, والاستعلاءات, وضع يحترم جميع المعتقدات, وضع يتوفر فيه الخبز والدواء والحرية للجميع. وفي النهاية اناشد اري القوي السياسية المعارضة ان تتخذ موقفا اكثر وضوحا وحاسما ازاء الاعتصام المحدد له 19 ديسمبر 2016 . [email protected]