السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    "واتساب" تحظر 7 ملايين حساب مُصممة للاحتيال    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    بيان من لجنة الانتخابات بنادي المريخ    كلية الارباع لمهارات كرة القدم تنظم مهرجانا تودع فيه لاعب تقي الاسبق عثمان امبده    رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    بيان من الجالية السودانية بأيرلندا    شاهد بالفيديو.. السيدة المصرية التي عانقت جارتها السودانية لحظة وداعها تنهار بالبكاء بعد فراقها وتصرح: (السودانيين ناس بتوع دين وعوضتني فقد أمي وسوف أسافر الخرطوم وألحق بها قريباً)    شاهد بالصورة.. بعد أن أعلنت في وقت سابق رفضها فكرة الزواج والإرتباط بأي رجل.. الناشطة السودانية وئام شوقي تفاجئ الجميع وتحتفل بخطبتها    البرهان : لن نضع السلاح إلا باستئصال التمرد والعدوان الغاشم    وفد عسكري أوغندي قرب جوبا    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    تجدّد إصابة إندريك "أحبط" إعارته لريال سوسيداد    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    مجاعة تهدد آلاف السودانيين في الفاشر    لدى مخاطبته حفل تكريم رجل الاعمال شكينيبة بادي يشيد بجامعة النيل الازرق في دعم الاستقرار    عثمان ميرغني يكتب: لا وقت للدموع..    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    الهلال السوداني يلاحق مقلدي شعاره قانونيًا في مصر: تحذير رسمي للمصانع ونقاط البيع    "ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    صقور الجديان في الشان مشوار صعب وأمل كبير    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أم لطفل جديد: الكثير هنا ليس لديهم اباء ! وارغب ان يكون ابني رئيساً للبلاد..
نشر في الراكوبة يوم 14 - 07 - 2013

= مختصة: أطفال الشوارع أرخص أداة ..واسهل فئة يمكن استقطابها..
= لديهم العدوانية نتيجة الإحباط النفسي.. ويمارسون كل الممارسات الشاذة..
نلاحظ في كل شارع واشارة مرور وجود أطفال يتواجدون طيلة اليوم في الشوارع الى درجة لانستطيع التعرف على الوانهم الحقيقية نتيجة للسمرة التي تكتسي كل بشرتهم هل هي من بقائهم على قارعة الطريق طوال اليوم والتعرض للاتربة ورمال الشارع ؟كانت هذه الفئة في السابق تقتصر على الاولاد فقط لكن الان اصبحت الغالبية من الفتيات في اعمار متفاوتة ،و يقدرون بالالاف في ولاية الخرطوم تحديداً حسب دراسة تم اعدادها في مطلع هذا العام ، فهم طاقة حقيقية مصدرة على ارصفة الطرقات وقنابل عنف وجريمة موقوته تنتظر من يفجرها، الا أن الحكومات لم تهتم بهم ولم تقدم لهم عوناً حقيقيا بحسب حديثهم ، كانت الفكرة هي تقديم بحث ودراسة متكاملة عن اصل المشردين ومن اين اتوا وماهي الاسباب التي جعلتهم يتركون منازلهم واهلهم؟ اعتقدت في بداية الامر ان هذا سيتم في ايام محدودة لكن اصطدمت بمشكلة كبيرة وهي حتى اتوصل الى اجابات على تلك الاسئلة يتحتم علي التعامل مع تلك الفئة والتحدث المباشر معهم،نصحني كل من طلبت منه المساعدة في هذا التحقيق من الباعة القريبون من اماكن تواجد هؤلاء المشردين بالابتعاد عنهم بحجة ان تعاملاتهم فيما بينهم عنيفة، وانهم لايرغبون في اقتراب اي شخص منهم، وان الاسلحة البيضاء هي اول مايحصلون عليه ولاتفارقهم في منامهم وصحوهم، ترددت في اكمال التحقيق لكني ظللت اتوقف لفترة طويلة امام(سينما كلوزيوم) الحظ واراقب حركات المشردين هناك، وكذلك داخل السوق العربي وبالقرب من سوق امدرمان، وامام الكمبوني ببحري،اكثر مااصابني بالدهشة هو معيشتهم فهم لايفكرون في الاكل والشرب وكل من يشعر بجوع يذهب الى اقرب(مكب) للنفايات يأكل مايجده ويأتي بالباقي الى اخوته، لايهتمون لمن يتحركون حولهم ولايأبهون بمايجري حولهم من احداث للغلاء وضيق المعيشة التي ربما تكون إحدى اسباب خروجهم من اهلهم، فهم الان لايشعرون بشئ سوى انهم موجودون ويعيشون حياتهم دون التفكير في اشياء اخرى،لماذا لم تجد الجهات المعنية حلولاً لهذه القضية؟هل هو تقصير من جانب الحكومة ام ان القضية اصبحت كبيرة ولايمكن معالجتها؟ ...التفاصيل ادناه...
مملكة نميري ..
بعد دور المراقب الذي ظللت اقوم به لاسابيع عديدة استفزتني العديد من المظاهر التي رأيتها وهي وقوف عدد من العربات الفارهة امامهم واصطحاب الفتيات داخلها!...والغريب في الامر ان هذا حدث امام العديد من الباعة والمواطنين المارين بذلك الشارع لكن لم يحرك احد ساكناً..كأنما هذا امر طبيعي...حاولت بعد ذلك الوصول الى مكان هؤلاء الاطفال لكن بمجرد اقترابي منهم يتحركون في اتجاهات عديدة كانما تلك خطة يتبعونها حين يشعرون بالخطر...ترددت على مكانهم كثيراً الى درجة انهم تعودوا على شكلي لكن هذا لم يغير من خطتهم شيئا...وبعد محاولات عديدة استطعت لفت انظارهم ب(سيجارة) حرصت على تدخينها امامهم ونجحت الخطة بإقتراب احدى الفتيات لم تتجاوز10 اعوام مني وقالت لي( جيب نفس) بإسلوب غريب لم اقف عنده كثيراً بعد ذلك حيث ناولتها (السيجارة) وبعد فترة بسيطة حاولت ارجاعها لي الا انني قلت لها (لا اريدها) اكمليها...تهللت اساريرها كانما اهديتها كنزاً، فقلت لها من اين انتي قالت من هنا في اشارة الى من كانوا معها خلف(كشك) بالقرب من مستشفى الذرة، قلت لها:اقصد اهلك..ابوك ..امك،قالت: ليس لي اهل وكل من يقفون معي ليس لديهم اهل...،قلت لها:اذن من اين جئتم؟ قالت: جئنا من بيوتنا! اصابتني تلك الفتاة بالحيرة...وقلت لها قبل قليل قلت ليس لديك اهل ..قالت: في (جلك وجلكينه) وفي بيت لكني لااريد البقاء معهم...واسترسلت في حديثها قالت امي (لازم تعرسي) قلت ليها (عاوزة اقرأ) قالت: القروا عملوا شنو ... وفي يوم واثناء رجوعي من المدرسة قابلت بعض الفتيات في الشارع وقالوا لي (بكرة عرسك)وبعد وصولي المنزل وجدت امي وبعض الجارات (يقطعون في بصل) فقلت لامي قابلت بنات فلانة وقالوا لي عرسك بكرة ..فقالت لي ايوا وامشي عشان الحنة بعد شوية..فقلت لها انا ماعاوزة عرس فضربتني امام الجارات...وانتظرت حتى غفلن مني خرجت من المنزل وتاني مارجعت وماعاوزة ارجع...هنا احسن! مرتاحة ومافي زول بقول داير يعرس...وقراية مافي...،في هذا الوقت كانت المجموعة التي انفصلت عنها تلك الفتاة يحملون (هاتفاً محمولا) لا اعرف من اين اتوا به ويشغلون(الاغاني) بأعلى صوته فسألتها: بتحبوا منو من الفنانين؟قالت كلهم بنسمع ليهم لكن الغناء الدسيس هو(كتم الكتم) ..وواصلت حديثها عاوزة اسألك سؤال..(انت المزيعة السمحة البتجي من دبي بالطيارة وتشتغل وترجع تاني بالطيارة مشت وين؟ وبعد اجتهاد مني تذكرت ماتناقلته الصحف قبل ايام عن استقالة المزيعة سلمى سيد وعلمت انها تقصدها، فقلت لها سلمى سيد قالت بس ياها البت السمحة وشعرها طوال، قلت لها قدمت استقالتها ورجعت الى دبي فسألتها انتي عرفتي من وين نبأ سفرها بالطيارة؟ قالت من الجرايد..بنقرأ الجرايد ونفتش محل (الكتمة) يعني حفلات الفنانين بنمشيها ومابقطع تذكرة، ناكل ونشرب ونرقص ونرجع تاني للشارع، لكن في ناس كده (كعبين) مابيخلونا نسلم على الفنان،تركتها وذهبت...
وفي الزيارة الثانية التي قمت بها على "المتمردين الصغار" قبل وقت المغرب قابلت المتمرده والافضة للزواج فقلت لها ارغب في الجلوس معكم هنا...قالت اتفضل لكن اتركني احدثهم عنك اولاً حتى لايتعاملون معك بعنف ...ذهبت وبعد دقائق رجعت ومعها شاب اكبر منها فسلم علي وقال انت شنو؟ قلت له انا مواطن عادي واردت قضاء بعض الوقت معكم..هل هناك مانع؟..قال لا تفضل...وانتقلنا ثلاثتنا من موقعنا الذي كنا نقف عليه عدة خطوات ووجدت عدد كبير من الفتيان والفتيات في اعمار متفاوته يرقصون ويغنون بأعلى صوتهم كأنهم يعيشون وحدهم في المكان،تحدث معهم الشاب الكبير الذي يصحبني فأوقفوا صوت الموسيقى ووقفوا ينظرون لي..كانت هيأتهم غريبة اغلبهم يرتدون ملابس (مزرية) وغير نظيفة بالرغم من ان احدى الفتيات كانت جاسة على بعد خطوات منهم وخلف(كشك) تغسل في بعض الملابس لا اعلم من اين جاءت بالمياه او (الطشت) قلت للشاب مالذي قلته لهم وبأي لغة؟قال هذه لغتنا ولايستطيع احد فهمنا الا شخص منا او في المواقع التابعة لنا بالعاصمة...قلت له: وهل انتم منظمون وتابعون لجهة ما ؟ قال :لا جاءتنا العديد من الجهات وطلبوا ان نعمل معهم لكن شغلهم (ماكويس) قلت له: يعني شنو؟ قال عندهم شغل مخدرات وبدرة كيف وينقو ونحن مابنخاف من اي زول لاننا مابنعمل (غلط) وكان اشتغلنا معاهم حانخاف تاني من ضلنا....نحن الان نجد تعامل جيد من افراد الشرطة الموجودين خلف السينما ويقدمون لنا العون لكن اذا اشتغلنا شغل ماكويس مابيتعاملوا معانا..واضاف وجاءتنا جهة وقالوا لنا اشتغلوا معانا في (الشحدة) في الاستوبات ونأكلكم ونشربكم...رفضنا لانهم يعاملون الناس معاملة سيئة ...شغلني الحديث مع الشاب عن الفرحة التي جعلت عيون الاطفال (تبرق) وعندما سألتهم عن سبب فرحتهم هذه قالوا لي أن نميري قد أتى للمرة الثانية وقتها لم افهم شيء مما يقولون وعندما حاولت الجلوس في وسطهم قال لي أحدهم ألم ترغب في زيارة نميري قلت له ومن هو نميري قال لي المولود الجديد فذهبت إلى فتاة متوسطة العمروجدتها جالسة وتحمل (طفل) عمره ايام سلمت عليها واخذته بين احضاني فسألت أمه لماذا سميته بنميري قالت : أنه من مواليد شهر مايو لذلك حل اسم نميري فسألتها واين اباه ؟ قالت نحن هنا الكثير منا ليس لدينا اباء بس عندنا امهات ونميري لاأعرف أبوه ولكن أشك في أحد هؤلاء وهو محمد لأنه من أقرب الناس إلى وأضافت أن أبنها سوف يكون له مستقبل مشرق وقالت ارغب أن يكون ابني أحد رؤساء السودان وأنا أهتم به من الان وسأدخله المدرسة وأحرص على تعليمه وتربيته حتى لا يكون مثلنا واضافت أن نميري هو من يطالب لهم بحقوق هؤلاء الشباب المفقودة في السابق واضافت أن في اليوم السابع من مولد نميري عملوا حفلة (سماية) وكانت هنالك فرحة كبيرة واضافت أنهم أصبحوا منذ ان انجبت نميري مملكة بقيادة نميري تيمناً بالرئيس الراحل جعفر محمد نميري..قلت لها انتو بتعرفوا نميري الرئيس؟ قالت وكيف.. نحن بنعرفوا وبنحبوا ..
راقصة العصافير
لفت انتباهي وجود قتاة جميلة ومتميزة وتحظي بإهتمام عدد من الفتيان الذي لم يكتفوا بالحديث معها من بعيد بل اقتربوا منها ..كانت ترتدي ثياب جميلة فسألتها ماهو دورك في هذه المجموعة قالت دون تحفظ انا راقصة العصافير هنا نسبة لجمالي فمنذ أن دخلت في هذه المجموعة وانا الراقصة الرئيسية في جميع الاحتفالات التي نقيمها واضافت أن بسبب وجودها في هذه المجموعة هو هروبها من منزل زويها بسبب اصرار اهلها على الزواج من ابن عمها وقالت انها كانت تدرس بالمرحلة الثانوية وكان ابن عمها في الجماهيرية العربية الليبية وعند قدومه في الاجازة قدم إلى طلب الزواج منها ولكنها رفضت الزواج بحجة أنها تريد أن تكمل مسيرتها التعليمية وعندما أصر أهلي على الزواج هربت منهم واتيت إلى الخرطوم وفي البداية كنت في سوق ليبيا بقيت هناك أكثر من ثلاثة شهور وأنا متشردة وهنالك وجدت جميع أنواع العصابات في الحياة ومضايقات الشارع وعدم الارتياح وحتى عدم النوم في بادي الأمر بسبب الخوف فاضطرت إلى ممارسة الشحدة حتى استطيع أن أعيش ثم انتقلت إلى الخرطوم واستقربي المقام في محطة المواصلات لمدة أسبوع أو أكثر ثم وجدت هذه المجموعة فاندمجت معهم وحكيت لهم سبب خروجي فرحبوا بي ولم يعاملوني معاملة سيئة حتى الآن وعندما استغرقت فترة اسبوعين قالوا لي أنتى تكوني الراقصة في هذه المجموعة لم استطيع أن أعارض أحدهم لأني كنت خائفة حتى ذلك الوقت وبمرور الوقت أصبحت "كارينا" كما يقال لي الراقصة في المجموعة واصبحت جزءاً أصيلاً من تلك المجموعة ومن (الحاجات الكويسة أنو مافي نوم إلا إذا جاء جميع أهل المجموعة )...تركتهم مع الوعد بتكرار الزيارة...ووعدوني بدورهم في كشف الكثير من التفاصيل ...عن حياتهم كيفية تعامل المجتمع معهم والجهات التي تجلب لهم (مايتعاطونه)...واصنافه واسعاره...
احباط نفسي..
أكدت الاستاذة سامية صالح يوسف استاذة علم الاجتماع ل(المشهد الان)أن الشارع يوفر لهم كل احتياجاتهم فالطفل البالغ من العمر 8 سنوات يستطيع أن يجنى على الأقل 20جنيه في اليوم الواحد كحد أدنى فيمارس كل الأنشطة الإجرامية ونجد أن أهم هدف له في الحياة هو جمع المال لأنه اكتسب هذا السلوك من الأسرة والشارع وبالتالي يستخدمه ،واضافت أن أطفال الشوارع الان اصبحوا اسهل وارخص أداة ماجورة واسهل فئة يمكن استقطابها واستخدامها في هذه الأعمال لانهم ليس لديهم أسرة تحميهم أو مؤسسة تدافع عنهم أو حتى شهادة ميلاد تساعد في التعرف عليهم إذا أصيب أو قتل ،وقالت أن أهم نقطة في علاج هذه الظاهرة هي عدم تركهم في الشارع لتحميهم من سلوكهم الاجرامي والعنف ولو بقوة القانون ولا يتم وضعهم في الأقسام ولكن يتم توزيعهم على المؤسسات والمجتمعات الأهلية موضحة انه لابد من اعادة تنظيم تلك الأماكن لكي تتناسب مع طبيعتهم الخاصة وكذلك يجب تأهيل الاخصائيين الاجتماعيين المشرفين عليهم باحدث الوسائل حتى يمكن تحويلهم إلى طاقة إنتاجية ،واضافت أن المدخل الصحيح للتعامل مع ظاهرة اطفال الشوارع يقتضى الاعتراف أولاً بحقوق الطفل والعمل على كافة هذه الحقوق لجميع الأطفال خاصة الذين يعيشون في ظروف صعبة وخاصة ان الوضع الحالي لأطفال الشوارع يعد انتهاكاً صريحاً لجميع الحقوق المنصوص عليها في اتفاقية حقوق الطفل على الرغم من الجهود العديدة المبذولة للتعامل مع هذه الظاهرة الا أن المشكلة متشعبة وتتطلب مجهوداً متكاملاً برؤية طويلة المدى اضافة الى أن الفئة العمرية لأطفال الشوارع تتراوح من عمر 5 إلى 17 سنة وتشمل الأطفال من عمر المراهقة والشباب الذين يقترب عمرهم من عمر المراهقة والأطفال من عمر خمس سنوات أحيانا وقد تتضمن الرضع المشردين الذين يوجدون في الشوارع "اللقطاء" واضافت أن معظم أطفال الشوارع لديهم نوع من العدوانية نتيجة الإحباط النفسي الذي يصيب الطفل جداً فقدانه الحب داخل اسرته ويزداد الليل للعدوانية مع طول المدة التي يقضيها الطفل في الشارع وأضافت سامية أن طفل الشارع ينظر إلى الحياة على أنها لعبة فقط دون الاهتمام بدوره في الحياة أو التفكير في مستقبله وان بهروب الطفل الى الشارع تحطمت نسبة الضبط الخارجي عليه والمتمثل في رب الاسرة الذي يدير كل شيء فيضطر للتساوى مع الناس العاديين ان يحصول على المال بطرق شرعية أو غير شرعية ،مضيفة أن أطفال الشوارع يمارسون الممارسات الشاذة مثل التدخين والشذوذ الجنسي والاغتصاب وادمان المخدرات واضافت أن الغالبية العظمى من الأطفال المتشردين من الذكور بنسبة 92.5% بينما الإناث بنسبة 7.5% حيث تقترض اساليب التنشئة والتربية على الاناث ان يكن اكثر ارتباطاً بالعائلة واعتماداً على الأسرة أو أكثر استسلاماً للظروف ،واضافت سامية ان حوالي 92% من اطفال الشوارع يقومون بانفاق معظم ما يكتسبون يومياً للترفيه على أنفسهم للسينما الشعبية بنسبة 95% والملاهي بنسبة 40% والمقاهي بنسبة 32% لمشاهدة افلام الفيديو والعاب الاتاري.
اجتهاد باحثون
ووجد الباحثون ان 94% من الاطفال الذكور والاناث قد اشاروا إلى تعرضهم لمحاولات اغتصاب من قبل اشخاص أو اطفال الشوارع الاخرين الأكبر منهم سناً ويطلق عليهم أطفال الشوارع الهامشيين أو المهمشين أو أطفال بلا أسر أو المشردين الصغار أو الجانحين أو أطفال بلا مأوى أو الأطفال المخذولين أو أطفال العراء وهنالك الكثير من التسميات المحلية في كثير من دول العالم حيث يعرفون في بولونيا باسم "دود الخشب" وفي نابولي باسم "رأس المغزل" وفي بيرو باسم "طائر الفاكهة" وفي كولمبيا باسم "اولاد الغبار " وفي بوليفيا باسم "الفئران" وفي ريو باسم "المجرمين الهامشين" وفي رواندا والفيتنام باسم "الأولاد ؟؟" وفي هندراوس باسم "المتمردين الصغار" وفي زائير باسم "العصافير" وفي الكنغو باسم "الجوالين".
جميعها تسميات تعكس الثقافات السائدة في كل مجتمع الا أن جميعها تنقص في تأكيد الوضعية المتدنية والهامشية للأطفال والنظرة السلبية من المجتمع العام....
من المحرر..
متى ستنتبه الحكومة الى هؤلاء وتحويلهم من قنبلة موقوته الى قوة منتجة ؟!!
(صحيفة المشهد الان)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.