ودوائر رصدنا التي تنبع من الشعب تؤكد أن سلاح العصيان قادم و سيشرق من جديد . بتاريخ 19/ديسمبر هذا التاريخ مميز في ذاكرة الشعب السوداني وهو تاريخ إعلان الاستقلال من داخل البرلمان . 19/ديسمبر1955م يوم ان وقف الزعيم دبكة وتلي البيان بكلمات وطنيه حقة ورصينة تنبع من شعب يكره الظلم والاستبداد وينشد الحرية في كل حين . وكان ذلك اليوم تتويجا لمجهودات رجال ناضلوا من أجل الحرية بكل غال ونفيس . ومنذ استقلال السودان بتاريخ1/يناير/1956م والوطن يتنكب الطريق مابين ديمقراطية وعسكرية الأزهري 1956م انقلاب عبود 1958 أكتوبر1964 ونميري1969م سوار الدهب والصادق المهدي1985ثم ام الورطات البشير1989م وجاري الشحن . والشعوب من حولنا تنهض وتتطور وترعي الحريات ونحن هنا نخنق وكل عام نشعر بالفقر والحزن والضياع وجملة ماحكمنا به من الأنظمة الشمولية.. 6عبود+ 16نميري+ 27 البشير وجاري الشحن = 49 سنة؟! هذه السنوات تخللتها ديمقراطيات مزيوده حبة موية وهي كفيلة بإنتاج شعب متنازل تماما عن كل حقوقه مستكينا لنظرية التأقلم علي الظلم. والمثل يقول ان اي حيوان يوثق بحبل منذ صغره ولو كان فيلا فانه حينما يبلغ أشده يصبح أكثر استكانة للاستسلام ولو كان الحبل خيطا للعنكبوت . اما الذين صالحوا النظام فاكثر مقاومتهم يقولون الله(غالب) وهم يعلمون حقا ان الله لايغير مابقوم حتي يغيروا مابانفسهم . ولقد اصبح الشعب شبه متصالح مع النظام الشمولي لسنوات خلت رغم أن محاولات التحرير ظلت ترفع أصواتها بكل الوسائل بما في ذلك العمل المسلح. ولقد استطاع النظام تدجين بعض الأصوات التي اعياها المسير وغلبها الصبر بعضها مجموعات سياسية واخري عسكرية بركت طائعة وجائعة ليطعمها النظام من فتات مائدته أما القوي الوطنية المصادمة سياسيا وعسكريا فهي لاتزال تدفع فاتورة الصراع اعتقالا وقتلا دون ادني استسلام. ومن بين ثنايا العمل المتواصل للتغيير من أجل واقع جديد برز سلاح (العصيان) وهو سلاح أفاد ان الشعب السوداني يستعيد الثقة بنفسه وهو يواجه سياسات النظام التي اورثته الفقر والجوع والمرض مع بروز الغلاء الطاحن في ظل مهددات تقول كلها ان الوطن يبرك تماما ودون مقاومة. مع إصرار خاطئ من النظام الذي صنع الأزمة وكونه متمسك بالسلطة. رغم ان العامل الجديد في الصراع هو ان النظام يتصادم مع مكوناته الداخلية التي رعت الفساد واضعفت البلاد و مؤسسات الشفافية. بل انه أصبح عبارة عن مجموعات صراع متمركزه في الدولة ومواقع اتخاذ القرار وكل طرف يجر بالطرف الاخر حتي لايقدمه كقربان وكبشا للشعب والشعب يريد ان يظفر بكل الغنيمة . والنظام الذي يحدثنا عن الفساد من خلف اسواره المنيعة لا يقدم فردا واحدا للمحاسبة ولايسترد بيضة حمام او حتي بيضة ديك للشعب المنكوب من قبل مؤسساته . فالذي يقبض متلبسا من عناصرهم يجد من يدافع عنه أنه مااكل براهو بل كان يعول فئة من إخوانه وبهذا الوضع أصبح الوطن ضيعة في أيدي الحاكمين وهذا هو الخسران المبين حلال علي بلابله الدوح وحرام علي الطير من كل جنس .. وهنا خرج العصيان يقوده شباب وبسانده كبار ويقول لهم (بل طيرو انتم) والعصيان المدني عزل للنظام (كرنتينه) فقط ينظر الشعب للدولة من علي البعد . ولقد نفذ الاعتصام الاول بتاريخ27/نوفمبر كاروع مايكون . ولم يفهم النظام ماذا يعني العصيان فظنوا جهلا منهم أنه مظاهرات سيردعونها بالقمع ولو أدي ذلك لإطلاق الرصاص كما حدث في ثورة سبتمبر التي راح ضحيتها 200من الثوار لا تزال أرواحهم حية وقاتليهم يمرحون خارج السجون . لذلك نجد أنهم يومها قد نشروا قواتهم في كل الشوارع ولا أحد يخرج عليهم فكانوا بحرسون الريح والهواء الطلق. والناس عاكفون قد لزموا منازلهم وكرهوا انباعثهم وخرجوا لاعلامهم الكذوب يتحدثون ان العصيان قد فشل باعتبار أنه لم تخرج مظاهرات ويصرون انه فشل ويتحدثون بلغة النسب المئوية امعانا في الدقة حتي وصلت مليون في المية (1000000%) الخرابل؟! لا ياسادة النظام العصيان سلاح ينتهي بمغادرتكم بالمجان لطالما أنكم رفعتم الدعم عن حياة المواطن وضيقتم عليه كل سبل العيش الكريم والكسب الحلال فالشعب سيرفع عنكم الدعم عن طريق عدم التواصل معكم والمساندة . والأمن الذي تدعونه مربوط بالاطعام بل والطعام مقدم (سورةقريش) اطعمهم من جوع وأمنهم من خوف .. جائع يؤمن من شنو؟ وعصيان 19/ديسمبر هو الا قوي من حيث التنفيذ لأن قوي سياسية مؤثرة الآن أعلنت تماما مشاركتها وأن الموظفين بالدولة سيتغيبون عن العمل والمحامين والأطباء والمهندسين والأساتذة والعمال . وأجمل حوار تجده مابين الشباب الثائر والموظفين أدركنا جانب منه . قالوا لمن بخاطبونه ياعمك مرتبك كم حساب ولد اخيرا اتضح أنه شغال بالمجان لو رفت او فصل اوعوقب ماخسران حاجة لطالما المستفيد هو الوطن وتصحيح مساره ليكون الوطن للجميع بل اكد الشباب للموظفين انكم إجراء لاشركاء وان الوظيفة في مؤسسات الدولة لاتخدع لمعيار الكفاءة ولكن لمعيار الولاء وهذا الصمت منكم دمر البلد . كان في الجلسه معلم واسع الثقافه وبضحكة من الشباب واحد قال يا استاذ مايخدعوكم بزيادة المرتبات الزيادة حبة بندول مابتجيب ليك ويا أستاذ نحنا بنعول عليكم ماتخذلونا ضحك المعلم وقال موافقا أبشر بالخير وحقيقة بنقول للنظام القصة دي كده مابتمش واكيد النظام الآن مابسمع نصيحة لكن البلد ماشة في سكة لابد منها التغيير وهكذا تقول القراءات والمقارنات لثورات الشعوب. ويبقي العصيان هو زئير الشعب . وياوطن مادخلك شر ... عمر الطيب ابوروف 8/ديسمبر2016 [email protected]