التعصب هو نوع من المشاعر الداخلية التي تهيمن على الفرد جاعلة منه احادي الفكر و البيئة الحياتية ‘ يرى كل ما فيه حق واجب التسليم به و ما سواه باطل محض يجب التخلص منه و ينعكس التعصب على الغير في صورة احتقار او اضهاد و ارهاب فكري . للتعصب اشكال عديدة منها التعصب الديني و التعصب السياسي و الاجتماعي و الاثني . و يرجع علماء النفس اسباب التعصب الى نشأة و تكوين الفرد و البيئة المحيطة . العدوانية المادية او الفكرية من اهم سمات التعصب و صفات المتعصب . التعصب لا يسمح بالتنوع و التحديث و انصهار و تبادل الافكار مغلقا الباب امام كل شيء مغاير دون مراعاة للواقع و المنطق . يمكن اعتبار التعصب اول عتبات التخلف و الرجعية و اعلى مراتب الجهل و قد يضر المتعصب بمعتقداته اكثر مما يضر بها الغير و يمكن ان يكون التعصب لفكرة ما هو المسمار الاخير في نعشها . لا يوجد مثال حي معاش يشاهد فيه التعصب بعلاته و افاته مشاهدة حية مثل التعصب الاسلامي و المتعصبين الاسلاميين . ظهر التعصب الاسلامي و المتعصبين الاسلاميين للوجود نتيجة للتنشئة الخاطئة القائمة على التلقين و التطبيق الاعمى و كذلك كرد فعل للبيئة المفككة و انتشار الاضطهاد و القمع فيها . لم يضر اعداء الاسلام بالاسلام مثلما اضر به المتعصبين له . اصبح الغرب يستخدم المتعصبين للاسلام لضرب الاسلام من الداخل و لقد اثبت الواقع فعالية ذلك . لم يعد الغربيين بحاجة لاجهاد انفسهم بالتنقيب في كتب التراث الاسلامي بحثا عن المثالب التي يمكن استخدامها في الحملة الدعائية المضادة فقد اصبح الامر في غاية اليسر حيث لا يتعدى الترويج لفيديو مصور لداعش او القاعدة و غيرها من تنظيمات المتعصبين و المتشددين. ما الحقته داعش بالاسلام من اضرار خلال عامين يفوق الضرر الذي الحقه به اعدائه منذ الحروب الصليبية . داعش و اخواتها دحرجن الاسلام بسرعة الضوء من موقع الصدارة الى قفص الاتهام . اصبحت التنظيمات المتشددة مثل الاورام السرطانية في الجسد المسلم تضعفه يوما وراء يوم حتى تتلاشى قوته تماما و ينطفيء بريقه و لن يجدي ساعتها البكاء على اللبن المسكوب . لا يختلف الصمت عن نقد المتعصبين عن التصفيق لهم و تأييدهم فقد اصبحت مواجهتهم و تعريتهم من ثوب الاسلام امر واجب لا خلاف فيه ولا جدال . مجادلة المتعصبين بالمنطق و الواقع و الحقيقة مماثلة للهمس في اذن اصم . التيار المعتدل على الرغم من الموت السريري الذي يعانيه قادر على كبت المتعصبين اذا ما اعيد احياؤه سريعا و اتيحت له الفرصة و الموارد الكافية و البيئة المناسبة فعلى الرغم من علو صوت المتعصبين بادمغمتهم الفارغة و منطقهم الطارد للمنطق . كلمة اخيرة ينطبق على كثير من المنعصبين المثل السوداني ( جاء يكحلها عماها ) [email protected]