غداً هو التاسع عشر من ديسمبر موعد العصيان المزعج للنظام والذى جعله متخبطاً فى تصريحاته ومتخبطاً فى أفكاره ومتخبطاً فى أفعاله وأقواله بل ومتخبطاً فى تخطيطاته وما ذلك إلا لأن هذا الكابوس قد أرق مضجعهم ولم يحسبوا له أى حسابات وقد جاء على غير ما يشتهون حتى جعل رئيسهم يتوسل إلى المواطنين أن (يطالعوه) فى الشارع ليمارس هوايته القديمة والتى خبرها وتمرس فيها كتجربة ناجحة للنيل من الشعب و المعارضين وإسكاتهم فإن حب الدنيا وحب المال وحب السلطة قد أعمى أبصارهم فقد نسوا وعده تعالى ( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) ولأن عصيان 27نوفمبر قد فعل بهم الأفاعيل وكان على غير المتوقع فلم يتوقعوا أن تكون الإستجابة بهذا المستوى فلذلك الآن قد جن جنونهم خاصة وأن كل التنظيمات السياسية قد دخلت بثقلها فى هذا الأمر فستكون نسبة النجاح قاصمة لظهورهم . الآن الشعب السودانى يستنشق عبير الحرية والإنعتاق من نظام الكبت والظلم والإقصاء والتهميش والنهب والتردى فى كل الخدمات بل ومن نظام النفاق والدجل وتشويه الإسلام الآن بعد 27 عاما نحس بنهاية هذا الطاغوت (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) ) نعم لقد اقتربت إزاحتهم عن صدورنا نحس بذلك إحساساً عميقاً من داخل قلوبنا وقلب المؤمن دليله فقد طال شوقنا للديمقراطية والحرية والعدل طال شوقى لطفلة ذات نثر ومنبرو مقام نعم قد شخصت أبصارهم من هول ما ينتظرهم من محاسبة ولذلك هم يروجون لأتباعهم أن الشيوعيون سينتقمون منهم اذا تركوا الحكم فوجب على الجميع حماية النظام لأن فيه حماية لأنفسهم من بطش الشيوعيون . نقول لهم وما الذى يجعلكم تخشون الشيوعيون ؟ أهو إعتراف ضمنى بما فعلتموه بهم أم إستغلال للعاطفة الدينية بأن هؤلاء كفار وملحدون وذلك لشحن أتباعكم المغيبون بالتصدى لهم وقتل كل من يخرج إلى الشارع بإعتبار أنه شيوعى ملحد دمه حلال . لن تنطلى على الشعب ترهاتكم وأبواقكم فقد عرفكم الشعب حق المعرفة وأدرك أن الشيطان نفسه يمكن أن يتتلمذ على أيديكم وموعدنا غداً وأن غدا لناظره قريب . حماد صالح [email protected]