المجزرة التي تمت في الفاتح من يناير يوم الاستقلال لطخت هذا اليوم ببقعة من الدم لن تزول ذكراها وستلتصق بذكراه على مر السنين. هكذا يخطف الجناة حتى أيام فرحنا المعدودات بإنجازات من سلفوا. هي مجزرة كبيرة وإن تم فيها قتل شخص واحد وهي مجزرة تشير للجناة بشهادة أهل نيرتتي أنفسهم ممن سجلوا شهاداتهم بالصوت والصورة ومسؤولة عنها الحكومة قواتها ومليشياتها . ولابد من أن يقوم الناشطون هناك من التدقيق بنشر صور واسماء القتلى والجرحى والمختفين في غياب الصحافة السودانية عن أماكن القتال. نعم نشرت أسماء على حياء، وبغير احترافية لكننا نريد لها أن تنشر وتنشر وتنشر.. بحيث ترسخ الأسماء في المجرى الرئيسي ببلدنا. إن الشباب السوداني الجديد شباب العصيان والحراك السياسي الواعي النوعي الجديد، بات أكثر قرباً من كافة مناطق السودان النائية عن ثقافة المركز الغافل عن إدارة الوطن ككل بنفس الدرجة من الحساسية والحقانية و الإنصاف. شاهدت خلال اليومين الماضيين قنوات سودانية مختلفة تستعرض الزهور وجمال السودان وأشعار واغنيات من هنا وهناك وتصريحات لمسؤولين هنا وهناك ومعسكرات الهلال والمريخ وتتفادى هذه القنوات عنوة الحديث عن مذبحة نيرتتي كأنها جرت في المريخ... نيرتتي وقلول ومرتجلو في جبل مرة من أجمل مناطق السودان وقد تسنى لي زيارتها أيام الدراسة في السبعينات البعيدة.والدماء التي سالت فيها لا تقل عن الدماء التي أسالها إرهابيون في مختلف بقاع العالم، حيث امتلأت بالإخبار عنها قنوات التلفزة. أما نيرتتي فكل ما نقلته عنها الصحف والقنوات الفضائية السودانية فأقوال مغلوطة عن الجناة وتجاهل عن فحص وتثبيت أسماء من قتلوا ومن جرحوا ومن أسروا. خلال الحرب الأهلية في السودان. كم كان عدد القتلى منذ حرب الجنوب خلال قرابة ستين عاماً لو لم يكونوا بالملايين؟ بشرى الفاضل