الأخلاق في اللغة جمع خُلُق والخُلُق اسم لسجية الإنسان وطبيعته التي خُلق عليها قال تعالى : ( وإنَّكَ لعلى خُلقٍ عظيم ) القلم (4) والخلق العظيم كما يقول الإمام الطبري: الأدب العظيم وذلك أدب القرآن الذي أدبه الله به وهو الإسلام وشرائعه، وهناك فرق بين الأخلاق، والآداب، والقيم فأحيانا يتم التعبير عن الأخلاق بالآداب فيقال فلان مؤدب عنده أخلاق، أو فلان عديم الأدب لا أخلاق له , وأحياناً يعبر عن الأخلاق بالقيم فيقال: فلان عنده قيم, فالأدب هو استعمال ما يُحمد قولاً وفعلاً، أو هو الأخذ بمكارم الأخلاق والوقوف مع المستحسنات. وقال ابن القيم رحمه الله : وحقيقة الأدب استعمال الخلق الجميل. ولهذا كان الأدب استخراجاً لمافي الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل، أمَّا بالنسبة للقيم فقد قال الزجاج: القيم مصدر بمعنى الاستقامة، ومعنى قوله تعالى ( ديناً قيماً )،أي ديناً مستقيماً لا عوج فيه. والتقارب واضح بين مفهوم الأخلاق والقيم ، ولعلنا لانكاد نلمح فارقاً بين الاثنين فالقيم والأخلاق كلاهما يتصل بكافة جوانب الحياة فهي لا تنفصل عن حياة الإنسان في كافة جنباتها. فالفعل الخلقي هو في صميمه فعل قيمي. وجماع حسن الخلق: أن تعطى من حرمك ، وأن تصل من قطعك وأن تعفو عمن ظلمك، وقالوا في علامة ذي الخلق الحسن: أن يكون كثير الحياء , قليل الأذى ، كثير الصلاح ، صدوق اللسان ، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول، براً وصولاً وقوراً صبوراً رضياً حليماً، وفياً عفيفاً، لا لعاناً ولا سباباً ولا نماماً ولا مغتاباً ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً ولاحسوداً، يحب في الله ويبغض في الله. ومما ذكر أعلاه من حسن الخلق يُفهم العكس معنى سوء الخلق, ومن أمثلته: الغدر، والغرور، والغش، والغفلة، والغل، والغيبة، والفجور، والفحش، واللغو، واللؤم، والمكر، والمن بالعطية، والقسوة، والقنوط، والكذب. ولما كان الوقت الذي نعيشه، وقت غربة، وجهالة، وقد تابعت فيه الأمة اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة، وحذو النعل بالنعل مصداقاً لما أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقد كثر من يتخلق بأخلاق الأوروبيين !! إظهاراً للتطور والتحضر بزعمه, ويصدق في ذلك القول المنسوبة للشيخ محمد عبده في وصفه للأوروبيين " أخلاقهم كديننا وأخلاقنا كدينهم " فلا يصح الانبهار بما هم عليه؛ فديننا كامل لا نقص فيه ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) والحق مقبول من كل من جاء به والباطل مردود على صاحبه كائناً من كان. ولقد صدق من قال: كن ابن من شئت واكتسب أدباً ** يغنيك محموده عن النسبِ. [email protected]